المحتوى الرئيسى

"الفاشوش في حكم قراقوش" بتحقيق كامل لأول مرة

06/28 11:47

عن دار “عين” للدراسات ، صدرت مؤخرا دراسة جديدة لـ د. عمرو منير وهي تعني بتحقيق وثيقة “الفاشوش في حكم قراقوش” للقاضي أسعد المماتي لأول مرة كاملة، وتعود لواحد من أشهر حكام مصر  والذي عُرف بقسوته ويتداول العامة سيرته وأحكامه بالأمثلة للدلالة على القهر .

والدراسة تأتي لتؤكد أهمية الحكاية والنادرة في خدمة التاريخ بوصفها أدلة وأسانيد ووثائق دامغة تعين المؤرخ القادر على استنطاقها والنفاذ من خلالها إلى الحركة المضمرة في هذه الأنساق الشعبية مما يوسع بلا شك من آفاق البحث التاريخي ومن ثم إيجاد سُبل جديدة للوصول إلى المعرفة التاريخية.

وقد سبق للدكتور عبد اللطيف حمزة نشر الكتاب في خمسينيات القرن الماضي نشرًا مبتورًا اعتمادًا على مخطوطتين فقط وقام بحذف عدد من الحكايات الرمزية التي تلسن على الحاكم إضافة لوجود ألفاظ وحكايات اعتبرها خادشة للحياء العام !! فقام الباحث المصري بجمع كافة مخطوط الكتاب من مكتبات العالم وصل عددها إلى سبع مخطوطات بعضها منسوب إلى الإمام السيوطي وبعضها الآخر لابن مماتي ليخرج النص كاملا احتراما لمبدأ الحق في المعرفة .

يقول المقريزي عنه: ” إن القاضي أسعد بن المماتى هو أحد أفراد أسرة قبطية كان لها شأن عظيم في مصر، و بخاصة في عصر الفاطميين إذ كانوا أصحاب المراكز الأولى في شؤون الإدارة المختلفة، و قد كان في الوقت نفسه إدارياً حازماً مشهوراً في عصره، وسلك ابن المماتي طريق السياسة و تدخل بأمورها وهنا تقابل مع قراقوش وزير صلاح الدين و احتك به ورأى فيه منافساً خطيراً له. و نحن لا نعرف ما حدث بينهما بالضبط إلا أنه من الراجح أن قراقوش ظل محتفظاً بسلطانه و نفوذه لدى صلاح الدين، وهذا ما يدل على هزيمة القاضى المماتي في الميدان السياسي.

لهذا كتب القاضي المماتي كتابه المسمى “الفاشوش”  لينتقم من منافسه و ليهزأ به و ليحقر من شأنه و يصغر من تاريخه..  انتهى كلام المقريزى.

يذكر أن المؤرخين القدامى اختلفوا كثيرا حول شخصية قراقوش، فبينما نجد وثيقة المماتي تصوره ظالما باطشا، نجد المؤرخ  ابن خلكان و قد عاش قريبا من عصره ” و كان رجلا مسعودا و صاحب همة عالية”.

أما عن تاريخ قراقوش فقد كان خادما لأسد الدين شيركوه عم صلاح الدين، فلما تولى صلاح الدين الوزارة للخليفة الفاطمي العاضد بالله، جعله متولي القصر الفاطمي حرصا على ما فيه.

و لما استقل صلاح الدين بشؤون مصر عينه كبيرا لشؤون القصر و الخاص، فأبدى همة و غيرة و كفاية في كل ما أسند إليه، و تقدم في الحظوة حتى غدا رجل صلاح الدين الأول و ساعده الأيمن، يوليه كامل ثقته و يندبه لمهام الأمور.

و لما غاب صلاح الدين عن مصر مدة، عين قراقوش نائبا عنه و فوض أمورها إليه، و قد قام قراقوش خلال خدمته لصلاح الدين بإنشاء قلعة الجبل العظيمة على سفح المقطم ، للوقاية من الشيعة الفاطميين وغيرهم، و كان صلاح الدين قد رأى في نفس الوقت أن يبني سورا عظيما يضم القلعة و مدينتي مصر و القاهرة، بعد أن اتسعت أحياء القاهرة التي خارج السور الفاطمي القديم، فقام قراقوش ببنائه، كما  ابتنى قراقوش أيضا قناطر الجيزة العظيمة على النيل على مقربة من الأهرامات، و ابتنى عددا آخر من المنشآت.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل