المحتوى الرئيسى

«طالبان».. دواعش إسرائيل الجدد

06/28 09:17

يلدن أكثر من 8 أبناء. يحظر عليهن سماع الأغاني العصرية . ويحرمن من الحديث في الشارع حتى لا يسمع صوتهن علانية. إنهم نساء طالبان الإسرائيليات..وهي مجموعة من النساء اللواتي يتميزن بوضع «الشال»، وهو ثوب يُغطي الجزء الأعلى من الجسم ويُموه شكله، ويضعونه عند خروجهن من البيت، وأيضًا يضعن الشال على جسم بناتهن.

وتقول صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إن الحركة أطلق عليها اسم «طالبان»؛ لأن نساءها يرتدين الجلباب الذى يميز حركة طالبان الإسلامية الأفغانية، مضيفة أن هذه الظاهرة تزداد رقعتها اتساعًا في الفترة الأخيرة، وتثير الجدل داخل الأوساط العلمانية والمتدينة الإسرائيلية على حد سواء.

وأشارت هآرتس إلى أن المجموعة التي يطلق عليها «طالبان»، وتحمل فعليا اسم «قلب طاهر»، تأسست من قبل «شلومو هليفعرنتس» وهو يهودي متدين من ضاحية كريات يوفيل في القدس، وأقام المجموعة التي تأتمر بأمره بشكل أعمى، قبل عشرين عاما بعد أن هاجر إلى الولايات المتحدة، إلا أنه اضطر إلى الانتقال معها إلى كندا، بعد أن اتهم بخطف شاب في الـ 13 من عمره..

ويواصل شلومو من إحدى ضواحي مونتريال، إقامة طقوسه الدينية المتطرفة، التي تشمل صلوات طويلة وغريبة، وجلد من يجده خاطئاً، وتزويج فتيات قاصرات، وغيرها من الطقوس المختلف حول طبيعتها. وتضم الحركة في صفوفها النساء والرجال، ولكن «نساء طالبان» الظاهرة الأكثر شيوعًا، حيث إن منظر النساء اليهوديات وهن يتشحن بزى أسود أو جلباب يغطيهن من الرأس حتى القدم.

وأوضحت الصحيفة أن هذا المنظر لم تألفه عين الإسرائيليين بعد، رغم كثرة الأماكن الدينية على شكل حارات ومدن متدينين وحريديم يهود التي تنمو على ضفافها هذه الظاهرة، الأكثر تطرفًا، والتي يلصق بها بحق أو بغير حق، ممارسات وقصص تقارب الأفعال الجنائية، التي كانت أبرزها قضية المرأة من «ريشون لتسيون»، التى حكمت عليها محكمة إسرائيلية بالسجن لمدة أربع سنوات، بتهمة جلد بناتها وأولادها، وهى المرأة التي أطلق عليها الإعلام الإسرائيلي، في حينه لقب، «ماما طالبان»، لأنها كانت ترتدى الغطاء الذى يغطيها من الرأس، وحتى القدم. وأضافت هآرتس أن محكمة إسرائيلية ستقرر إذا كانت المجموعة الدينية اليهودية التي يطلق عليها «طالبان» هي حركة قانونية والانتساب إليها شرعي، أو أنها غير قانونية وبذلك يحظر قانونيا الانتساب إليها.

ونظرا لخطورة تلك النساء على المجتمع الإسرائيلي، من وجهة نظر العلمانيين الذين يرون فيهن القشة التي ستقصم ظهر إسرائيل، وتقضي على حلم الصهيونية بل ذهبوا إلى أكثر من هذا، حيث قال البعض إن مجتمع الحريديم «المتطرف»  يسعى إلى القضاء على الوجود الإسرائيلي في المنطقة .

وبثت القناة العاشرة في التليفزيون الإسرائيلي، تقريرا حول حياة  أكثر الأوساط عزلة في المُجتمع الإسرائيلي الذى يتميز ليس فقط بانعزاله عن الواقع الإسرائيلي وعن الإسرائيليين فحسب، بل هو أيضًا مناهض للصهيونية ويرى في دولة إسرائيل تجديدا للعالم العصري، الذي لا تقبله التوراة ولم يجرؤ أحد علي الحديث عنهن من قبل .

المرأة الحريدية في عام 2016

وألقى تقرير القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلي، الضوء على هذا العالم الغامض والغريب عن نمط الحياة العصرية في اسرائيل، حيث كشف أن المرأة الحريدية في عام 2016 مُنهارة من هول المهام الملقاة على عاتقها. وهي تربي من  7 الى 8 أبناء والمعيلة الوحيدة، في معظم بيوت الحريديم، ومعظم الأعمال البيتية ملقاة على عاتقها.

وهذا على خلاف رغبتها، حيث تنص كتب الإرشاد الخاصة بالنساء الحريديات على عدم طلب المُساعدة من الزوج، وكل ذلك من أجل إتاحة فرصة تعلم التوراة للزوج من الصباح حتى المساء .. وتتلقى المرأة الحريدية هذه التربية منذ سن صغيرة..  هناك فصل تام بين الرجال والنساء، ومكان المرأة ليس بين الجمهور، وتكون معزولة عن الحياة العامة، وتوصى بألا تحاول الخروج عن نمط الحياة وهذه القوانين الصارمة.

حيث تبدو امرأة حريدية في الثلاثينيات من العمر وكأنها في الستينيات. وعندما تُنهي الفتاة الحريدية تعليمها وتبلغ 17 عاما أو 18، يجب إيجاد زوج لها. فهي تعيش في ضغط كبير والمطلوب منها واضح: الموافقة على تزويجها من الرجل الذي تلتقيه نحو 2 - 3 مرات، وفي أحسن الأحوال عندما يتم إعلان خطوبتهما.

وكشفت القناة العاشرة الإسرائيلية أن عدد الحريديم في إسرائيل يتراوح بين 950 ألفا إلى مليون شخص . يعارضون الانفتاح والانجرار خلف العالم العصري الضال ويعارضون خروج النساء الحريديات إلى العمل والاختلاط بالرجال في الشارع حيث يتوجه الحاخامات إلى أصحاب العمل، ممن يشغلون نساء حريديات، وطلبوا منهم إعطاءهن راتبا منخفضا عمدا لإبقائهن دائما تحت رحمة أزواجهن في البيت.

نساء طالبان الإسرائيليات، هن مجموعة من النساء اللواتي يتميزن بوضع «الشال»، وهو ثوب يُغطي الجزء الأعلى من الجسم ويُموه شكله، وتستخدمه النساء الحريديات عند خروجهن من البيت، وأيضًا يضعن الشال على جسم بناتهن. هذا الثوب، وفقًا لادعاءاتهن، هو ثوب نسائي يهودي قديم تنص التعاليم الدينية على واجب ارتدائه. كما يضع بعض النساء من تلك المجموعة الحجاب.‎ وهناك، وفق التقديرات الأخيرة، نحو عشرة آلاف امرأة من الحريديات يضعن الشال.‎ توجد مجموعة من أولئك النساء في القدس، ومجموعة ثانية في بيت شيمش، غرب القدس. والغريب أن نساء طالبان ترى أن النساء الحريديات غير محتشمات، وعدم الاحتشام ذاك سيدفع نحو خراب المُجتمع اليهودي. وتدعي نساء طالبان أن ملابسهن المميزة هي التي ستُعجل بمجيء المسيح المخلص وإقامة مملكة الرب لشعب اسرائيل .

وترفض هذه المجموعة بقوة استخدام التكنولوجيا وتطبيقاتها مثل التليفزيون، الحاسوب، الموبايل ويتمسكون رجالا ونساء باللباس التقليدي، وخاصة باللباس الذي كان شائعا لدى اليهود في شرقي أوروبا قبل القرن الـ 20 . وتسكن نساء الطالبان الإسرائيليات في حي «مائة شعاريم» وتعرب السلطات الإسرائيلية العلمانية دائما عن قلقها من لباس هذه المجموعة لأن الظاهرة آخذة في التزايد. وخرجت مؤخرًا دعوات للفصل بين الرجال والنساء في الأماكن العامة، وحتى في شوارع الحي يمكنك أن تجد لافتة عليها سهمان، سهم يشير إلى اتجاه يجب أن يسلكه الرجال وسهم آخر يشير إلى اتجاه يجب أن تسلكه النساء.

ومن أهم سمات الحريديم، التمسك بشكل تام بالشريعة اليهودية "الهالاخاه" الأرثوذكسية، وترفض إعادة النظر في الشرائع والتقاليد اليهودية الدينية . وهم يفضلون نوعا خاصا من المدارس الدينية اليهودية يدعى "اليشيفات" (أي الكتاتيب عند المسلمين ) يتم فيها تعليم الدين التقليدي والشريعة والتلمود ..

 ويتعلم أبناء الطائفة الحريدية العلوم الدنيوية عند الحاجة فقط ، من أجل إنقاذ الحياة حسب مبادئهم ورؤيتهم "مثل الطب" أو من أجل كسب الرزق . أما دراسة الأدب ، والفلسفة وغيرهما ، فمرفوض عند اليهود الحريديين .

وأيد الحاخامات المتشددون في فتاوى لهم نساء الطالبان الإسرائيليات وشجعوهن على ارتداء طبقات من أغطية الرأس والجسد كله، بهدف الحفاظ على قواعد الاحتشام والعفة في اليهودية وحتى يختفين من أمام الكاميرات أو تلفتن رؤوسهن للجهة المعاكسة.

وكان أحد الحاخامات أفتى بضرورة تعويد البنات من سنّ الثالثة على هذا الزي المتشدد في نظر عامة الإسرائيليين، وهو ما جعل بعض الفتيات والنساء يتظاهرن عرايا تمامًا في تل أبيب، ووصفن هذه الفتوى بأنها صورة سافرة من (اضطهاد المرأة اليهودية).

يحافظ الحريديم بشكل كبير على الفصل بين الجنسين منذ بواكير الطفولة في المدارس والأماكن العامة، فضلاً عن تخصيص أرصفة وحافلات للنساء وأخرى للرجال .كما يعتقدون أن مكان المرأة الأمثل هو «البيت» لا في الكنيست ، إذ انه يمنع عليهن الظهور أمام الرجال، لكن في الآونة الأخيرة سمح لهن الخروج إلى العمل لمساعدة أزواجهنّ المتفرغين للتوراة. وتحتم تقاليد الحريديم على الذكور الزواج في سن العشرين، عن طريقة تقليدية عبر حاخام يطلق عليه اسم «الشدخان» أي وسيط الزواج.

أما المرأة الحريدية، فترتدي الملابس المحتشمة وتغطي شعر رأسها بحجاب، وعند الزواج يتم حلق شعرها كاملاً و تغطيته بشعر اصطناعي أو قبعات.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل