المحتوى الرئيسى

التراب ينقلب ذهباً

06/28 02:40

في كل سنة، مع تحسن الطقس، يتقاطر الشغوفون بالبحث عن الذهب الى نهر كاتشافا قرب مدينة زوتوريا جنوب غرب بولندا، بحثًا عن الذهب في قاع النهر.

يتطلّب هذا العمل قدرًا عاليا من الصبر، وقد يكون مصدرًا للمال لمن هم أكثر مهارة وصبرًا من غيرهم. يقول أحد أعضاء تجمع الباحثين عن الذهب في بولندا: «في كل مرة أكون فيها عند هذا النهر، أجد ما لا يقل عن عشر قطع ذهبية». ويسعى الأكثر طموحًا بين المنقبين الى العثور على ثلاثة غرامات الى أربعة يوميًا.

أحد زملائه، يتحدث عن شغفه بالتنقيب عن الذهب منذ 25 عامًا، بصرف النظر عن ضآلة الكميات المستخرجة عامة. وقد أمضى مئات الساعات يبحث تحت مياه النهر، بين تراب القاع، عن حبيبات من الذهب، لا تكفي مجتمعة الآن لملء علبة صغيرة. وتزن غلّته على مدى الأعوام الماضية ثلاثين غرامًا. ويقول: «لم أجمع ثروة من الذهب، لكني سعيد بأنني أمتلك ذهبا جمعته بنفسي».

بدأت حمى البحث عن الذهب في زوتوريا في القرن الثاني عشر. في ذلك الزمن، كان المنقبون يستخرجون أكثر من خمسين كيلوغراما في السنة، وهكذا أطلق على المدينة اسم «أوروم» الذي يعني الذهب باللغة اللاتينية، ثم سميت «غولدبرغ» أو جبل الذهب باللغة الالمانية، حتى أصبح اسمها أخيرا، بعد الحرب العالمية الثانية، زوتوريا أو «التنقيب عن الذهب».

في زوتوريا متحف خاص بالذهب يتولى مهمة إحياء ماضيها البراق بلون المعدن الثمين. ويقول مدير المتحف زبيغنيو غروشينسكي: «على خريطة أوروبا البابوية في القرن الثالث عشر، مدينتان فقط في بولندا كانتا مذكورتين، فروكلاف وزوتوريا». ويوضح: «لم تكن كل المدن تظهر على الخرائط، بل كان يجب ان تستحق المدن ذلك».

إلا أن مخزون الذهب السهل التنقيب، سرعان ما نفد في منتصف القرن الرابع عشر، وعادت المدينة الى صناعة البيرة والأقمشة. واليوم، ومع تطور تقنيات التنقيب، بات هذا النشاط غير مربح، وصارت مناجم المدينة مقاصد سياحية. لكن هذا لا يعني ان الذهب اختفى تماما منها.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل