المحتوى الرئيسى

بالوثائق| باحث إسلامي يكشف مواقف الأزهر من "الإخوان"

06/27 11:32

 كشف حسين القاضي الباحث فى الحركات الإسلامية، مواقف الأزهر وعلمائه من جماعة الإخوان المسلمين، في كتابه الصادر مؤخرًا عن دار المقطم للنشر، مشددًا على أن المواجهة الفكرية لهذه الجماعة هي الحل، معلنا رفضه لحملات القبض العشوائية ضد الإخوان.

وأكد القاضى فى  حوار لـ"مصر العربية"، أن كتابه يعد محاولة الأزهر حقه فيما يقوم به عبر أجيال ممتدة، لافتا إلى أن الكثيرين خفي عليهم أن الأزهر الشريف طالب منذ الأربعينيات بحل جماعة الإخوان، وحذر الأمة منها.

وأوضح أن موقف مشيخة الأزهر الآن من جماعة الإخوان مائع، لأن المتحكم فيها هو محمد عبد السلام المستشار القانوني لشيخ الأزهر، وليس الدكتور أحمد الطيب.

* ما هي الأسباب التي دفعتك لإصدار كتاب "موقف الأزهر وعلماؤه من الإخوان"؟

- قلت في مقدمة الكتاب إن الناس انقسموا حول الإخوان إلى ثلاثة أقسام: قسم رأى الجماعة تدعو إلى العنف والتخريب وتتلاعب بالدين مع انحطاط في الأخلاق من شبابها فرفض الأطروحة، ونفر منها، وقسم اغترَّ ورأى الجماعة تدعو إلى الله وتعيد نشر الإسلام الإسلام ، ولا تمارس عنفا ولا تخريبا، لنشر شعارها:(الله غايتنا، والرسول زعيمنا)، وأن كل ما يقال عن الجماعة مجرد افتراءات، فقبل الأطروحة، أو تعاطف معها، وقسم ثالث مازالوا متحيرين ومترددين، ويسألون: أي الفريقين على حق، هؤلاء يبحثون عن رأي مرجعايتهم الدينية المعتبرة، وعلمائهم الكبار، ، لينتهي لديهم الإشكال، وتنقطع عندهم الحيرة، ولهؤلاء أخرجت الكتاب، فضلا عن إعطاء الأزهر حقه فيما يقوم به عبر أجيال ممتدة، وهو يضع هذه التيارات على ميزان العلم، فالكثيرون خفي عليهم أن الأزهر الشريف طالب منذ الأربعينيات بحل جماعة الإخوان، وأن بيانات صدرت من هيئاته العلمية ومشايخه الكبار الرسميين وغير الرسميين لتحذير الأمة من طرح جماعة الإخوان، مع التأكيد على أن المواجهة الفكرية وليس الأمنية هي الحل؟ أسأل الله القبول للكتاب في المبتدأ وفي المآل.

* إذن أنت ترفض ما يقوم به الأمن من حملات قبض عشوائي وأحكام قضائية مشددة ضد الإخوان؟

- بالنسبة للأمن أرفض بالفعل ما يقوم به مع الإخوان أو غيرهم طالما صح وصفه بأنها حملات قبض عشوائية، بل قلت في المقدمة إن المواجهة الأمنية دورها المحوري طالما تم من خلال إجراءات قضائية عادلة مع من ثبت قيامه بعمل تخريبي أو تحريضي ثبوتا قطعيا لا يتطرق إليه شك، وأما أحكام القضاء فإني أثق ثقة كاملة في القضاء المصري وأحكامه.

* من أهم علماء الأزهر الذين تناولت موقفهم من الإخوان؟

- عدد كبير منهم الشيخ مصطفى المراغي والشيخ الدجوي، والشيخ الحصافي، والشيخ الباقوي، والشيخ الغزالي، والأستاذ خالد محمد خالد، والشيخ الشعراوي، والشيخ محمد المدني، والشيخ أحمد محمد شاكر، والشيخ جاد الحق، والشيخ عطية صقر، والشيخ عبد الله المشد، والشيخ علي جمعة، والشيخ أحمد عمر هاشم، والشيخ نصر فريد واصل، والشيخ شوقي علام، والشيخ معوض إبراهيم أكبر علماء الأزهر سنا، وكما بدأت بالشيخ المراغي ختمت بالشيخ أسامة الأزهري وهو ينتمي لمركز المراغة أيضا، وهناك عدد من العلماء لم أذكرهم في الطبعة الأولى مثل الإمام الجليل عبد الحليم محمود، والشيخ حنفي عبد المتجلي، والدكتور الذهبي.

* يبدو أنك لم تذكر أحدا من قيادات مشيخة الأزهر الحاليين كشيخ الأزهر أو وكيله؟

- هذه ملاحظة مهمة من حضرتك، نعم ليس في الكتاب ذكر لأحد من قيادات مشيخة الأزهر الحاليين التي يتولاها رسميا الشيخ الطيب، ويحركها فعليا محمد عبد السلام مستشاره القانوني، لأن مشيخة الأزهر ليس لها كلمة في حق الإخوان أصلا، بل  ما حدث ما نحن فيه إلا بضعف وتقصير هؤلاء، وقد بحثت شهورا لأعثر على كلمة واحدة أو بيان لهم عن الإخوان فلم أجد، كل ما وجدته كلاما مائعا حول نبذ الإرهاب،  وداعش نفسها تتحدث عن نبذ الإرهاب، فالحديث عن الإرهاب شيء والحديث بكل وضوح عن الإخوان شيء آخر، أزهر الطيب ومحمد عبد السلام في أسوأ حالة يمر بها الأزهر في تاريخه، ويبقى علماء الأزهر المستقلون عن المشيخة كالدكتور أسامة الأزهري هم الأمل.

* عدد لنا بعض مواقف علماء الأزهر من جماعة الإخوان التي ذكرتها في كتابك

- لو أخذنا الشيخ الشعراوي كمثال، نجد أنه رفض بكل وضوح أطروحة الإخوان، لكن له كلمة عابرة في مدح حسن البنا مؤسس الجماعة، يقول فيها: (كنتم شجرة ما أروع ظلالها) وطارت بها الجماعة ونشرتها وسوقتها وخدَّمت عليها حتى لا تنطفيء، ونجحوا في ذلك، إلا أن حقيقة موقفه أنه رفض الجماعة حيث قال:

 انضممت إلى الإخوان وكتبت أول منشور بخط يدي، لكن علمت أن المسألة ليست مسألة دعوة، وجماعة دينية، وإنما سياسية، وأغلبية وأقلية، وطموح إلى الحكم، وفي تلك الليلة اتخذت قراري وهو الابتعاد عن الجماعة، وقلت لابني سامي ابتعد عن الإخوان لأن المسألة انتقلت إلى طموح في الحكم، وفعلا سمع كلامي وابتعد، والإخوان ومازال الإخوان يعشقون الحكم، ومنطقهم: "فيها أو أخفيها"، والإخوان أعدائي لأنههم لا يسمعون الإسلام إلا من حناجرهم.. إن قام واحد ليقول في الإسلام وليس منهم فلا يسمعون حديثه.

* ما مصدر هذه المعلومات؟

- حوار الشعراوي مع مجلة المصور عام 1980، وكتاب (الشعراوي الذي لا نعرفه) لسعيد أبو العينين، وكتاب (الشعراوي عالم عصره في عيون معاصريه)، لمحمد يس جرز، ومما يؤكد صحة نسبة هذا الكلام للشعراوي إليه أن عمر التلمساني المرشد الثالث للإخوان شن  هجوما عنيفا على الشعراوي ردا على هذا الكلام في مقال له في مجلة المصور عنوانه( تصحيح لوقائع)، العدد 3000، الصادر في 9 إبريل 1982م، وقال في مقاله إن الشعراوي ترك جماعة منهجها القرآن من أجل حزب منهاجه بشري، وأنه شخص متناقض، ولا يحب لأخيه ما يحبه لنفسه.

* ألم يكن من الحيادية أن تنشر في كتابك رد عمر التلمساني على الشعراوي؟

- كلامك صحيح لو كان موضوع الكتاب يشمل رأي الإخوان في الأزهر، لكنني أتحدث عن رأي الأزهر في الإخوان، وليس العكس.

* لكن إضافة مقال التلمساني كانت أفيد؟

- من هذا المنطلق نعم، وسوف أراعي ذلك في الطبعات التالية، مع أني نشرت في الهامش بعض كلام التلمساني – رحمه الله-.

* هل هناك مواقف أخرى ذكرتها في كتابك؟

- موقف العالم الأزهري أحمد محمد شاكر الذي وصف الإخوان في 1949 بأنهم خوارج العصر، وبيان صدر من الأزهر عام 1965 يصفهم بخوارج العصر أيضا، والشيخ محمد الغزالي الذي يقول إن سياسية الخوارج تجددت على أيدي شباب الإخوان، والأزهر في عهد الشيخ جاد الحق أصدر بيانا للأمة يقول فيه إن انحرافا فكريا حدث في تاريخ الأمة مع نشأة جماعة الإخوان المسلمين،  وكذا الشيح الباقوري كان محبا للبنا، لكن يرى أن الجماعة تلوثت يدها بالدماء، وكذا الشيخ معوض إبراهيم الذي أحب البنا ورفض أطروحة الإخوان تماما، هذه مقتطفات بخلاصة وكل ذلك موجود في الكتاب بالتفصيل.

* لكن واحدا كالشيخ محمد الغزالي مثلا له مدح في حسن البنا؟

- نعم .. وقد ذكرت ذلك في الكتاب، فالشيخ الغزالي له كتاب في الثناء على مؤسس الجماعة، لكن له كلام طويل حول انحراف الجماعة عن منهج البنا، حيث قال نصا : "عز علي أن تتجدد سياسة الخوارج مرة أخرى، وأن يُلعب بالإسلام وأبنائه بهذه الطريقة السمجة، فيلعن أهل الإيمان ويترك أهل الطغيان!! وبم؟ باسم أن القائد وبطانته لهم حق السمع والطاعة، بيد أن تعليم هذا الجنون كان أسلوب تربية وتجميع عند بعض الناس!! أي إسلام هذا؟ ومَنْ من علماء الأولين والآخرين أفتى بهذا اللغو؟ وكيف تلبسون الدين هذا الزي المنكر؟ وهيهات.. فقد تغلغل هذا الضلال في نفوس الناشئة حتى سأل بعضهم: هل يظن المسلم نفسه مسلما بعدما خرج من صفوف الجماعة؟

إنه يؤسفني أن أقول: إنني كنت إذا صارحت بأن للإخوان أخطاء وجدت العيون تحمر، والوجوه تثبت، وكأني كفرت، إنها عصبية عمياء..  إنه لا حرج أبدأ من اختلاف وجهات النظر، لكن لا يجوز لصاحب رأي ما أن يحسب نفسه المتحدث الرسمي باسم الله ورسوله، وأن من عداه خارجون عن الإسلام، بعيدون عن الحق.. قد تستطيع عصابة من الناس أن تخطف (حكما) بالاغتيال والنسف أو بالاحتيال والعسف، بيد أن نسبة هذا الحكم لله حمق كبير... من حق العقلاء أن يمقتوا الدين، وينبذوا تعاليمه يوم يكون الدين مرادفا لجمود الفكر، وقسوة الطبع، وبلادة العاطفة، ويوم يكون استيلاؤه على زمام الحياة عودة بها إلى الوراء وتغييرا لفطرة الله...إنه يومئذ لن يكون دينا من عند الله، بل أهواء من عند الناس، ولن يكون السير عليه تقوى ومثوبة، بل معصية وعقوبة).

* ما رأي الشيخ أسامة الأزهري في جماعة الإخوان؟

- ذكر الشيخ أسامة الأزهري رأيه في جماعة الإخوان من خلال كتابه ( الحق المبين في الرد على من تلاعب بالدين) حتى فند الأفكار الرئيسية التي يقوم عليها الفكر المتطرف وهي فكرة الحاكمية، وجاهلية المجتمع والتمكين وانقطاع الدين واحتكار الوعد الإلهي ورد على سيد قطب، وإلى الآن لم يخرج إخواني واحد ليرد على ما في الكتاب، وقد ذكرت في كتابي خلاصة للكتاب ضمن من تناولتهم من العلماء.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل