المحتوى الرئيسى

وزير الأوقاف: مواجهة العناصر الإرهابية والمتطرفة واجب ديني ووطني

06/27 02:55

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن مواجهة جميع الجماعات والعناصر الإرهابية والمتطرفة، تعد واجبًا دينيًا ووطنيًا وإنسانيًا،؛لاسترداد الخطاب الإسلامي الحضاري الوسطي السمح من هذه الجماعات والعناصر المتطرفة والمتشددة التي تحاول اختطافه، ولحفظ أمن الأوطان واستقرارها، وأمن الإنسانية جمعاء وسلامها، وكذا اجتثاث الإرهاب الأسود بكل صوره وأشكاله، واقتلاعه من جذوره، وتخليص الإنسانية جمعاء من شروره وآثامه.

أضاف جمعة، خلال محاضرة، بمجلس عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، اليوم الأحد، في حضور نخبة كبيرة من أصحاب السمو الشيوخ والوزراء والعلماء وكبار الشخصيات العامة بدولة البحرين الشقيقة، وموضوعها "دولة المواطنة وفقه العيش الإنساني المشترك"، وذلك في إطار زيارته الحالية للبحرين، أن أول من رسّخ فقه المواطنة ودولة المواطنة المتكافئة في أعلى درجاتها الإنسانيةـ سيدنا محمد (صل الله عليه وسلم) في أعظم وثيقة إنسانية في تاريخ البشرية، وهي صحيفة المدينة، حيث أكد (صل الله عليه وسلم) أن يهود بني عوف ويهود بني النجار ويهود بني الحارث ويهود بني ساعدة ويهود بني جشم ويهود بني الأوس ويهود بني ثعلبة مع المؤمنين أمة".

أشار جمعة، إلى أن الإسلام وفي أعلى درجات الإنصاف الإنساني وقبل أن يقر للمسلمين دينهم أقر لليهود حرية اختيار دينهم وسُنّة الله في كونه قائمة على التنوع والاختلاف، فقال تعالى: "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ .."، موضحًا أن هذه المواطنة المتكافئة تقتضي عدم التمييز بين المواطنين على أساس الدين أو اللون أو العرق أو الجنس في ضوء الحقوق المتبادلة بين الوطن والمواطن، إذ يجب على المواطن أن يكون وفيًا لحق الوطن.

أضاف جمعة: "كل من يعيش على أرض البحرين أو أرض مصر أو الكويت أو المملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة أو أي دولة من الدول يجب أن يكون ولاؤه لوطنه، ووفاؤه له خالصًا لا تشوبه شائبة ولاءات أو انتماءات أخرى، فالمواطنة عقد بين الوطن والمواطن، من أخلّ بأمن وطنه لصالح دولة أخرى حُوسِبَ على خيانته الوطنية لا على دينه ولا على مذهبه"، منوهًا بأن تكريم الله (عز وجل) للإنسان جاء على إطلاق إنسانيته، حيث يقول الحق سبحانه: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ"، ولم يقل كرمنا المسلمين وحدهم أو المؤمنين وحدهم أو الموحدين وحدهم، وعندما أرسل الحق (سبحانه وتعالى) خاتم أنبيائه ورسله محمدًا (صل الله عليه وسلم) أرسله رحمة للعالمين وليس للمسلمين وحدهم، فقال سبحانه: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ"، وجعل أمته خير أمة أُخرجت لكل الناس وليس لنفسها ولا أبنائها فقط، وعندما حرم قتل النفس حرم قتل أي نفس وكل نفس دون تفرقة بين نفس وأخرى.

شدد جمعة، على أن الإسلام دين الرحمة والتسامح والتيسير والتعايش السلمي بين البشر، ولا يوجد في الإسلام قتل على المعتقد قط، فالفقه عند أهل العلم به هو التيسير، كما أنه دين الرحمة حتى بالحيوان، مشيرًا إلى أن كل ما يأخذ أو يؤدي إلى الرحمة والتسامح والبناء والتعمير وعمارة الكون وحب الخير للناس والحفاظ على أمن الأوطان واستقرارها يأخذ إلى صحيح الإسلام، وكل ما يأخذ الإنسان في اتجاه العنف والتشدد والتطرف والفساد أو الإفساد يأخذ إلى ما يناقض الإسلام؛ بل ما يناقض الأديان والفطرة الإنسانية السوية حتى لو تزيّا بألف ثوب وثوب من أثواب التدين الكاذب أو التدين السياسي أو التدين الشكلي.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل