المحتوى الرئيسى

زلزال بريطانيا يطلق حمى الانفصال

06/26 21:29

دانيال ميللر، رئيس حركة تكساس القومية، قال إن التصويت الذى قاد إلى اخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى يوم الخميس الماضى، يمكن أن يكون نموذجا لتكساس ــ التى كانت مقاطعة مستقلة فى الفترة بين عامى 1836 و1845 ــ وسيحتل اقتصادها المقدر بنحو 1.6 تريليون دولار سنويا مركزا بين أكبر 10 اقتصادات فى العالم.

ودعت الحركة، فى بيان صدر يوم الجمعة حاكم الولاية بشكل رسمى إلى دعم إجراء تصويت مشابه لمواطنى تكساس.

هذه الحركة ــ التى تزعم أن لديها نحو ربع مليون مؤيد ــ فشلت قبل شهور فى إجراء تصويت على الانفصال خلال اقتراع يفترض ان يتم فى نوفمبر القادم، لكن ميللر قال إن الحركة تهدف إلى إعادة إطلاق حملتها خلال الدورة الانتخابية القادمة فى 2018 بمساندة من التصويت البريطانى.

انتهى الخبر، ورغم ان فقهاء دستوريين يقولون إنه لا يمكن لولاية أمريكية الانفصال، لكن ذلك لم يمنع من طرح مئات المخططات الانفصالية عبر تاريخ البلاد. ولم تتشكل ولاية من خلال الانفصال عن أخرى منذ عام 1863 عندما قامت ولاية ويست فرجينيا خلال الحرب الأهلية. ويظهر استطلاع رأى أجرته إبسوس/رويترز فى عام 2014 إن ما يقرب من ربع الأمريكيين منفتحون على انسحاب ولاياتهم من الاتحاد، لأسباب تتعلق معظمها بأمور اقتصادية اهمها الضرائب.

الآن فإن غالبية من تحدثوا عن تداعيات الخروج البريطانى ركزوا على الآثار الاقتصادية، فى حين ان هناك اثارا كثيرة غير منظورة اهمها على الإطلاق تحفيز الكثيرين على التقوقع والانعزال بعيدا عن الاندماج والوحدة.

لاشك ان الاقتصاد مهم لكن هناك عناصر اخرى اكثر اهمية حتى لو كانت غير منظورة، بل ان ما خسرته بريطانيا اقتصاديا فى البورصة وعملتها الإسترلينى فى خمس ساعات عقب اعلان فوز الانفصاليين يساوى كل ما دفعته للاتحاد الأوروبى خلال ١٥ عاما كاملة، وهناك تقديرات بأنها سوف تخسر 300 مليار يورو نتيجة الخروج من الاتحاد الأوروبى. التصويت البريطانى ورغم انه اقل من ٥٢٪‏ الا انه اثار حمى الانفصال فى كثير من انحاء العالم، ووفر رافعة معنوية مهمة لكل دعاة الانفصال فى العالم. وخلافا لنموذج تكساس السابق رأينا غالبية الأحزاب اليمينية القومية العنصرية المتطرفة فى أوروبا تطالب بإجراء استفتاءات مشابهة فى بلدانها لكى تخرج من الاتحاد الأوروبى، حدث ذلك فى هولندا وفرنسا والنمسا والدانمارك وايطاليا.

وربما المصادفة وحدها هى التى جعلت الزعيم الكردى العراقى مسعود البرزانى يطالب باتخاذ قرار يتعلق باستقلال كردستان، وهو المطلب القديم جدا الذى ينتعش هذه الأيام بفعل تفكك الدولة الوطنية فى كل من العراق وسوريا.

المطالب الانفصالية موجودة فى العديد من بلدان العالم المتقدم والنامى والمتخلف من اول كتالونيا فى اسبانيا إلى الانقسامات اللغوية فى بلجيكا قلب ومقر الاتحاد الأوروبى، إلى ليبيا والسودان والصحراء الغربية والصومال واليمن وكشمير والفلبين والشيشان، ومناطق اخرى كثيرة.

التوترات العرقية والطائفية والجهوية والسياسية كثيرة ومتنوعة فى مناطق كثيرة بالعالم، وهناك اكثر من طريقة للتعامل معها اهمها ان تحرص المجتمعات ذات التنوع على احترام هذا التنوع وتحقيق العدالة والمساواة كما هو موجود فى كندا مثلا وإلى حد كبير فى الولايات المتحدة.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل