من مكارم أخلاق النبوة: النشاط

لخص النبي صلى الله عليه وآله وسلم غاية بعثته في قوله: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" كما رواه الإمام أحمد والبزار، وكان النبي في أخلاقه قرآنا يمشي على الأرض كما وصفته السيدة عائشة رضي الله عنها في الحديث الصحيح عندما سألها الناس عن أخلاقه.

"دوت مصر" يقدم طوال شهر رمضان نماذج من أخلاق النبوة، لتكون نبراسا للمشتاقين للسير على درب النبي في الحياة.

النّشاط هو عدم التّغافل عمّا لا ينبغي التّغافل عنه أو هو عدم التّثاقل عمّا لا ينبغي التّثاقل عنه، وعكس  التهاون- الضعف- الكسل- الوهن- التفريط والإفراط.

وقد وردت الكثير من الأحاديث النبوية التى حث فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم على النشاط والحركة وعدم الكسل، وكان يبايع أصحابه على ذلك ، فعن عبادة بن الصّامت رضي الله عنه  أنّه قال: بايعنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على السّمع والطّاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره...، كما أورد البخاري ومسلم.

وكان يأمر أصحابه بأن يقوموا بالأعمال على قدر نشاطهم، ففي حديث البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: دخل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فإذا حبل ممدود بين السّاريتين، فقال: "ما هذا الحبل؟" قالوا: هذا حبل زينب، فإذا فترت تعلّقت، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: "لا، حلّوه، ليصلّ أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد".

وضرب النبي المثال لأصحابه في الهمة والنشاط وقت غزوة الأحزاب عندما قام بالعمل معهم، ويقول ليحمسهم:

"لولا أنت ما اهتدينا ... ولا تصدّقنا ولا صلّينا

فأنزل السّكينة علينا ... وثبّت الأقدام إن لاقينا