رمضان سيناء.. عادات اختفت بسبب الحرب على الإرهاب

- باحث: تجمع العائلات فى «الديوان» والإفطار الجماعى أبرز المظاهر الغائبة بسبب الظروف الأمنية

تقاوم العادات الرمضانية للمواطن السيناوى، محاولة البقاء والاستمرار، فى ظل الظروف الأمنية التى تشهدها سيناء للعام الثالث على التوالى، غير أن الأهالى اضطروا إلى ترك بعضها، حيث صعوبة الاستمتاع بها فى تلك الأجواء، خاصة مع عدم القدرة على التنقل فى ظل العمليات الأمنية والقذائف والأعيرة النارية.

يحكى عبدالقادر أبو جرير، الباحث فى شئون القبائل السيناوية: «تحتفظ كل عائلة فى الشيخ زويد ورفح بديوان عائلى، يلتقى فيه الأبناء يوميا، ابتداء من قبل صلاة المغرب، وفيه توقد النيران لعمل القهوة والشاى، ويأتى كل فرد من أفراد العائلة، ويأتى كل بما تيسر من طعام بيته، ليكون إفطارا جماعيا، بعد أداء صلاة المغرب».

يقول أبو حرير، إن تلك العادات تقلصت بسبب مخاطر الأجواء الأمنية، حيث عدم قدرة الأهالى على التجمع، فبدأ كل فرد بالاكتفاء بالجلوس فى منزله، كما أن نزوح العديد من سكان القرى إلى مناطق مختلفة بسبب تداعيات الحرب على الإرهاب، غيب تلك المظاهر السنوية.

يضيف: «الزوايا الصوفية لا تزال تحتفظ بطقوس الإفطار الجماعى، حيث يقوم كل فرد بجلب جزء من الطعام الذى تم إعداده فى المنزل إلى الزاوية، ويلتف الجميع حول طاولات الطعام بشكل متساوٍ دون تمييز فى شكل موازى لموائد الرحمن، وأحيانا يتطوع المقتدرون ماليا على ذبح المواشى وإعداد وجبات الطعام ونقلها إلى الزاوية».

وترفع الأسماك من مائدة الإفطار الرمضانية، طوال الشهر عند غالبية الأهالى بسبب أنها تسبب العطش، فيما يتم الإكثار من تقديم الفواكه محلية الإنتاج.

وتميز أهالى مركز بئر العبد، غرب مدينة العريش بتقديم المأكولات والمشروبات للمسافرين، نظرا لمرور الطريق الدولى الساحلى مخترقا مركز بئر العبد من القنطرة شرق حتى العريش، فيقف أبناء القرى حاملين التمور والعصائر والأطعمة الخفيفة لتقديمها، بطريقة تصل إلى حد الإجبار للمسافرين فى السيارات، ابتداء من فترة قلبل أذان المغرب، ويتنافس أبناء القرى فى هذا الأمر، بينما تمتد مشاركات أهالى بئر العبد إلى تجمعات النازحين من أهالى الشيخ زويد ورفح فى مركزهم لتزويدهم بحقائب رمضانية ووجبات جاهزة.

وعلى صدى مكبرات الصوت التى تبث الأغانى والوطنية، يتنافس 20 فريقا كرويا فى دورة الشهداء الرمضانية بساحة سوق الثلاثاء، وسط مدينة الشيخ زويد، فى فترة حظر التجوال بعد انتهاء صلاة التراويح.