المحتوى الرئيسى

الخروج البريطاني يشعل الأجواء عالميا.. أبرز الرابحين والخاسرين.. وأهم التداعيات الاقتصادية والسياسية المتوقعة

06/25 19:26

تراجع أسواق الأسهم في مختلف أنحاء العالم أمس نتيجة الاستفتاء صدمت العاملين بالمؤسسات المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي سيطرة اليسار الأوروبي على مفاصل الاتحاد سبب رئيسي في الاندفاع نحو الانفصال جاءت نتيجة الاستفتاء البريطاني، والذي حسم الخميس الماضي لصالح جمهور مؤيدي الانسحاب بنسبة 52% مقابل 42% لمؤيدي البقاء بواقع شديد القسوة عالميا وحتى داخليا في بريطانيا، فقد خلق موجة من التخوف وخيبة الأمل سواء على مستوى الاقتصاد العالمي للدول أو على مستوى الاقتصاد البريطاني بشكل عام وتدهور الوضع الاقتصادي للبريطانيين الذين يعملون في منظمات مدنية تابعة للاتحاد الأوروبي بشكل خاص، فذكر أحد التقارير الاقتصادية أنه بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ستخسر بريطانيا قرابة الـ300 مليار دولار، ومن جانب آخر، خفضت وكالة "موديز" توقعات التصنيف الائتماني في بريطانيا من "مستقر" إلى "سلبي" اليوم، السبت، في أعقاب تصويت البلاد بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي.

وقالت الوكالة، ومقرها الولايات المتحدة، إن التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، واستقالة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون سينذران بفترة طويلة من عدم اليقين للمملكة المتحدة تصاحبها تداعيات سلبية على توقعات النمو للبلاد على المدى المتوسط.

جاءت الخطوة بعد أن تراجعت أسواق الأسهم في مختلف أنحاء العالم أمس، الجمعة، وهوى الجنيه الاسترليني إلى مستويات لم يشهدها منذ عام 1985.

وقالت الوكالة إن "التداعيات الاقتصادية والمالية لنتائج الاستفتاء غير مؤكدة بشكل كبير، حيث إنها تعتمد بشكل حاسم على نتيجة المفاوضات المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى شركاء تجاريين آخرين".

وأوردت "موديز" ثلاثة عوامل يمكن أن تؤدي إلى تراجع التصنيف الائتماني البريطاني: إذا طالت فترة المفاوضات التجارية، وهناك مؤشرات بأنه يمكن أن يكون هناك قيود بشكل كبير على الوصول إلى السوق الوحيدة الأوروبية، وإذا كان هناك تقدم ضئيل في تقليص العجز في الموازنة، وإذا تعرضت العملة لضغوط أكبر وسط "تدفقات كبيرة ومستمرة لرؤوس المال".

على جانب آخر، ذكرت صحيفة "هافنجتون بوست" أن فئة من البريطانيين الذين يعملون بالمؤسسات المدنية التابعه للاتحاد الأوروبي جاء نتيجة الاستفتاء عليهم كالصدمة، فيخشى كثيرون على وظائفهم وإن لم يكن ذلك فإنهم يخشون على ترقياتهم في العمل، وللانضمام إلى المؤسسات المدنية في الاتحاد الأوروبي يتعين على العاملين بشكل عام أن يكونوا من مواطني الاتحاد الأوروبي، لذا بمجرد أن يفقد البريطانيون هذا الوضع فستكون مواقعهم عرضة للخطر وسيعتمد ذلك جزئيًا على الترتيبات التي ستتفاوض بروكسل عليها مع لندن.

وسنعرض الآن أهم الأسباب التي أدت ببريطانيا لاتخاذ هذا القرار لنصل بكم لفهم أعمق لمجريات الأمور، وأهم النتائج المترتبة على هذا الحدث.

ما هي أسباب خروج البريطانيين من الاتحاد الأوروبي؟

1-الانتماء الثقافي والاجتماعي: خلال الأشهر الاربعة التي سبقت الاستفتاء كان واضحا لكل مراقب صعود التيار القومي البريطاني على خلفية أسباب عدة، هذا التيار الذي تصدر حملة الخروج قدم مقاربة الخصوصية والهوية والاستقلال السياسي والاقتصادي في مقابل مقاربة التنوع والاندماج والتكامل الأممي التي طرحها الاتحاد الأوروبي ومؤيدو البقاء.

وخلال الجدال السياسي الذي كان محتدمًا بين الطرفين، كان من الصعب على مؤيدي البقاء الإجابة عن تساؤلات مقلقة حيال الأمن ومكافحة الإرهاب والهجرة وتدني معدلات الفائدة والتضخم والاستقلال الاقتصادي. هذا الجدل وضع الناخب البريطاني أمام فهم آخر لجدليات الهوية متمثل في السؤال التالي: هل نحن البريطانيون أقرب ثقافيا واجتماعيا للكتلة السكانية في أمريكا الشمالية أم أقرب للكتلة السكانية في أوروبا؟ هل نحن أقرب للأمريكيين أم للقبارصة على سبيل المثال؟ لترسم الإجابة عن هذه التساؤلات الذهنية الصورة النهائية للاستفتاء.

اليسار الأوروبي: مع سيطرة أقطاب اليسار الأوروبي على مفاصل المفوضية الأوروبية في بروكسل والبنك المركزي الاوروبي في فرانكفورت، أصبح الفساد سمة بارزة في التعامل الأوروبي. مشاريع بائسة وسياسات عفى عليها الزمن وأموال طائلة مبددة من التحفيز الكمي، ووعود بالفقر المدقع، لقد استوعب البريطانيون الدرس وقالوا إن هذا ما يعد به اليسار في كل مكان! وأخيرا على الصعيد الأوروبي، ما الذي بقي من حلم هيلموت كول المستشار الألماني السابق وفرانسوا ميتران، الرئيس الفرنسي في الاتحاد والتكامل الأوروبي؟

النموذج السويسري: سويسرا بلد ليس عضوا في الاتحاد الأوروبي لكنها تملك معدلات نمو اقتصادي وناتجا إجماليا محليا أفضل من المملكة المتحدة ومعدلات بطالة أقل من المملكة المتحدة وعملة أقوى من الجنيه الاسترليني. يقول الناخب البريطاني: حسنا لنجرب النموذج السويسري!

الهاجس الأمني: جميعنا شاهد عجز أوروبا الكامل عن معالجة أزمة اللاجئين بدء من خريف العام 2015. وتفشي ظاهرة الإرهاب الذي ضرب بروكسل وباريس. فما الضير في أن يسعى البريطانيون إلى تحصين أنفسهم قليلا!

يوم الاستفتاء: هناك حدثان طارئان، ربما كان لهما تأثير على نتيجة الاستفتاء، أولا: عاصفة رعدية ضربت لندن وأجزاءً واسعة من جنوب شرق المملكة المتحدة، تسببت في شلل خطوط النقل العام، خاصة في لندن وعند ساعة الذروة في الخامسة عصرا، مع خروج الموظفين والعمال، وإذا ما عرفنا أن لندن كان يعول عليها أنصار حملة البقاء في جذب أكبر عدد من المؤيدين، عرفنا حجم الضرر جراء ذلك.

في يوم الاستفتاء هطلت أمطار على البلاد تناهز معدل هطولها في شهر كامل، وكان مناصرو حملة البقاء لا يمكلون الحافز لتحدي الظروف الجوية السيئة لتغير واقع قائم، بينما يملك مناصرو حملة الخروج الحافز وبشدة. وثانيا: حادث إرهابي ضرب إحدى المدن الألمانية في منتصف نهار التصويت، وأنباؤه تتالت لاحقا، مما يكون قد أثر بشكل خاص على المترددين البالغة نسبتهم 10%.

تعتبر هذه الأسباب هي الأبرز حتى الآن على الساحة السياسية والعالمية، أما عن أبرز ردور الأفعال العالمية، فطالب فرانك فالتر- شتاينماير، وزير خارجية ألمانيا، بريطانيا بضرورة اللجوء إلى المادة "50" من معاهدة لشبونة "في أسرع وقت" من أجل الدخول فى مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وقال شتاينماير، بعد لقائه مع نظرائه من فرنسا وإيطاليا ودول بينولوكس الثلاث "هولندا وبلجيكا ولوكسمبورج"، وهي الدول الأعضاء المؤسسة للاتحاد الأوروبي "يتعين بدء العملية بعد اللجوء للمادة.. 50 في أسرع وقت ممكن لتفادي مأزق يطول أمده".

وذكر وزير خارجية لوكسمبورج جان اسيلبورن أنه يتعين على بريطانيا ألا "تلعب لعبة القط والفأر" بتأجيل المفاوضات بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وقال ديدييه ريندرز، وزير خارجية بلجيكا، إن على أوروبا تقديم إجابات عن قضايا تشمل الهجرة والأمن والوظائف.

وأضاف رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت في أن "هذا التصويت ليس بمأساة، وإنما هو واقع ينبغي أن تتكيف معه الدول الـ27 الباقية في الاتحاد الأوروبي في أسرع وقت ممكن".

وقال فلاديمير جيرينوفسكي، رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي القومي المتطرف في روسيا: "إن المناطق الريفية والإقليمية، والعاملة في بريطانيا العظمى صوتت بالرفض للاتحاد الذي تديره مافيا المال والعولمة وغيرها".

من جانبه، قال نائب رئيس الوزراء التركي محمد شيمشك: "إنكم لا تريدون فتح صندوق الشرور، ولكن هذا هو ما حدث بالفعل".

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونينج :"آمل أن تتمكن المملكة المتحدة من خلال المفاوضات، في التوصل بسرعة إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي يمكن أن يؤدي إلى أوروبا مزدهرة ومستقرة".

وقال وزير المالية الياباني تارو اسو: "إنني قلق للغاية بشأن المخاطر التي ستحيق بالاقتصاد العالمي والأسواق المالية العالمية".

وذكر رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني: "قرار الشعب البريطاني يثبت صحة التحذيرات التي كنا اول من نبه إليها في عام 2011، حول الانفصال التدريجي بين الاتحاد الأوروبي ودوافع ومصالح وأهواء شعوبه".

وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن بريطانيا والاتحاد الأوروبي على حد سواء "سيظلان شريكين لا غنى عنهما بالنسبة للولايات المتحدة، حتى في الوقت الذي يتفاوضان فيه على علاقتهما المستمرة".

وقال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إنه تحدث مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، عن قرار بريطانيا ترك الاتحاد الأوروبي، وإنه سيواصل التنسيق مع الحلفاء الأوروبيين لضمان استقرار النظام المالي العالمي.

وقالت المرشحة الديمقراطية المفترضة للانتخابات الرئاسية الأمريكية هيلاري كلينتون في بيان "يجب أن تكون مهمتنا الأولى التأكد من ألا يضر الغموض الاقتصادي الناتج عن هذه الأحداث بالعائلات العاملة هنا في أمريكا".

وقال المرشح المفترض للحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب إن الاتحاد الأوروبي "يبدو أنه في طريقه للانهيار بعد خروج بريطانيا منه"، وأضاف ترامب: "في الأساس، لقد استعادوا بلادهم. وهذا شيء عظيم".

وقال رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك: "أدرك تماما مدى خطورة هذه اللحظة سياسيا، أو حتى ما مايوجد بها من إثارة، إنها لحظة تاريخية، ولكنها بالتأكيد ليست لحظة لردود الأفعال الهستيرية".

وصرح رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر بقوله: "أريد أن أكون واضحا، جليا، من الضروري للجميع ألا تستمر عملية الشك التي دخلنا فيها طويلا بصورة تفوق الحد".

وذكر رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز: "على مدى 40 عاما، علاقة بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي كانت غامضة، والآن أصبحت واضحة"، وقال رئيس مجموعة اليورو يروين ديسلبلوم "عدم الاستقرار هو آخر شيء نريده هنا في أوروبا ومنطقة اليورو".

من جانبه، ذكر بابا الفاتيكان فرنسيس أن  هذا يضع علينا جميعا مسؤولية كبيرة للحفاظ على رفاه شعب المملكة المتحدة وكذلك الرفاه والتعايش في القارة الأوروبية بأكملها".

وصرحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: "اليوم يمثل لحظة فاصلة بالنسبة لأوروبا".

وقالت بياتريس فون شتورش، نائبة زعيم حزب البديل من أجل ألمانيا البديل المتشكك تجاه الاتحاد الأوروبي: "لقد قدم البريطانيون خدمة كبيرة لأوروبا بقرارهم السيادي".

ورأى الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند: "إنه خيار مؤلم وأعرب عن أسفي البالغ لبريطانيا وأوروبا. ولكن هذا الخيار خيارهم وعلينا أن نحترم ذلك".

وذكرت مارين لوبان، زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف في فرنسا، أن التصويت "انتصار للحرية، كما دعوت لسنوات، يجب أن يكون هناك مثل هذا الاستفتاء في فرنسا وبلدان الاتحاد الأوروبي".

وقال رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي: "علينا أن نغيره لجعله أكثر إنسانية وأكثر عدلا، ولكن أوروبا وطننا، ومستقبلنا".

وصرح ماتيو سالفاني، زعيم حزب رابطة الشمال اليميني المتطرف في إيطاليا "أحيي شجاعة المواطنين الأحرار...".

وقال رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي: "أعتقد أن إسبانيا ينبغي أن تستمر في طليعة التكامل الأوروبي".

وذكر بابلو اجليسياس، زعيم حزب بوديموس المعارض للتقشف فى إسبانيا: "لا أحد يريد أن يترك أوروبا العادلة التى تتسم بالتضامن، نحن بحاجة إلى تغيير أوروبا".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل