المحتوى الرئيسى

الأخت «مايا» تملك الأجوبة على كلّ الأسئلة | المصري اليوم

06/24 23:00

لعلّ تطبيق «مايا» هو إحدى أهمّ المبادرات التي أوجدت مساحةً افتراضيةً آمنة للناس من كلّ أقطار الأرض في بنغلاديش. والحال أن المنصّة توفّر فرصةً فريدةً وبالغة الأهمية لمن يرغب في الحصول على معلومات ويودّ إطلاق مناقشات حول مجموعة من المواضيع لطالما اعتبرها المجتمع محرَّمة. تطبيق «مايا» عبارة عن فكرة أتى بها موقع maya.com.bd ولجنة بنغلاديش للنهوض بالريف (براك)، وهو يعتمد على شعبية منصة الأسئلة والأجوبة في موقع maya.com.bd المعروفة بـ«اسأل الأخت مايا». لقد كان التطبيق بمثابة النعمة بالنسبة إلى الكثيرين، وبنوع خاص النساء اللواتي غالباً ما لديهن أسئلة ومشاكل لا يريد أحد التحدّث بها في مجتمع محافظ.

فكرة التطبيق بسيطة، أو هكذا تبدو على الأقلّ:مستخدمون يسجّلون دخولهم، ويخلقون حساباً مجهول الهوية، ومن ثمّ يطرحون سؤالاً. وتتم الإجابة عن السؤال في غضون 48 ساعة. يقوم خبراء في مجالات عدة، منها القانون والطبّ، بمعالجة الأسئلة المتعلّقة باختصاصهم وإيجاد الحلول أو تقديمالنصائح الجيدة للمجهولين الذين يختبئون خلف أسماء المستخدمين. أما المجتمع فله دور أيضاً، إذ تُطلَق الأحاديث البنّاءة حول مواضيع غالباً ما يسبب تداولها إحراجاً، أكان في العلن أو خلف الأبواب المغلقة.

وقد شرحت شيبة حفيظة، مديرة التنوّع والعدالة بين الجنسين، ضمن برنامج الهجرة التابع للجنة «براك»، قائلةً: «لقد عمل تطبيق»مايا«على تمكين المرأة من خلال التكنولوجيا والولوج إلى المعلومات حول صحتها وحول أي موضوع آخر يتعلّق بحياتها اليومية خلال السنوات الثلاث الفائتة.

وأضافت: «نأمل أن تحثّ المعلومات المتداولة عبر هذا التطبيق على صياغة سياسات جديدة أو مراجعة تلك المعمول بها لمصلحة حقوق النساء والبنات. فتطبيق مايا هو نتيجة ملفتة للشراكة بين براك ومايا. معاً، سنسعى للوصول إلى عدد أكبر من النساء والبنات بأسرع وقت ممكن وباعتماد أكثر أساليب التواصل فعاليّةً للتشارك والتعلّم والتمكين».

أما بالنسبة إلى شارمينا بارفين (وهو اسمها المستعار)، فتطبيق «مايا» يوفّر منصّة ضرورية جداً للتحدّث عن العنف المنزلي وطلب الاستشارة القانونية حول كيفية الحصول على الطلاق وكسب حضانة طفلها. وأفادت، «لم يكن أحد من أفراد عائلتي على استعداد لمساعدتي – لم يوافقوا على رغبتي بترك زوجي المتعسّف.

ولطالما رددّوا على مسامعي الجملة التالية: ماذا سيقول الناس عن ابنة مطلّقة! تعلّمي التأقلم مع الوضع«. وأردفت،»كان حالي يشتدّ سوءاً، فماذاعسايَ أفعل؟ وكان زوجي قد هدّدني بأنني إن غادرت المنزل لن أرى طفلي بعد الآن. وفي النهاية، سمعت عن هذا التطبيق وطرحت السؤال من دون أن أتوقّع الكثير. غير أنني فوجئت بالدعم الذي حصلت عليه. فبالإضافة إلى الجواب الذي يشرح لي خطوةً بعد خطوة ما يجب أن أقوم به، وصلتني الأخت «مايا» بمؤسسة للمساعدة القانونية ساندتني طيلة فترة الطلاق.«

يتلقّى تطبيق «مايا» مئات الرسائل المجهولة يومياً، وبالتالي،يصعب التأكّد من أن كلّ مستخدم يحصل على أفضل خدمة ممكنة، من دون أحكام مسبقة.وبهدف تحقيق هذه الغاية، تتم أولاً معالجة كل طلب، ومن ثمّ يتم تحويله إلى الخبير المختصّ. علاوةً على ذلك، يتحقّق فريق من الخبراء بشكل دائم من كلّ سؤال وجواب وحديث يجري، لكي يبقى تطبيق «مايا» منصةً ينطبق عليها وصف «المساحة الآمنة». ومن جهة أخرى، يتم التأكّد من أنه لا يتخلّل الحديث أي كلام مليء بالكراهية بغية بناء شعور بالمجتمع.

تجدر الإشارة إلى أن «مايا» هو التطبيق الأول الذي يساعد النساء في بنغلاديش والذي تم تصميمه وتطويره وتنفيذه على يد مهندسات وطبيبات ومقاولات. والحال أن شوبراميموتوشي كانت مهندسة برمجيات المشروع، وقد عاونتها كل من سيدة بريما راسنيم، وهي مهندسة برمجيات أخرى، وعائشة خالدة ميلا، وهي مديرة المنتج.

لقد نتج عن تطبيق «مايا» تجميع كمية كبيرة من البيانات المهمة جداً التي يمكن استخدامها لصياغة سياسات أفضل وتعزيز حركة النساء المناضلة من أجل المساواة. كما أنه سلّط الضوء على الضرر الناتج عن المحرمات التي تؤدّي في حالات كثيرة إلى رفض النساء أو الرجال طلب المساعدة وهم في أمسّ الحاجة إليها. إضافةً إلى ذلك، يمكن استعمال التطبيق لإدارة شؤون المرضى إذ أنه يتم تسجيل تاريخ الشخص بأكمله كي يتمكنّ الطبيب من معالجته بطريقة فعالة.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل