في الذكري 101 لمذابح الأرمن.. بابا الفاتيكان يزور أرمينيا.. ومخاوف تركية من تكرار تصريحاته حول مجازر السلطة العثمانية.. "أنقرة" تترقب .. ومحللون يحذرون من توتر العلاقات الدبلوماسية

بدء اليوم الجمعه البابا فرنسيس بابا الفاتيكان زيارة الى أرمينيا لتوجيه رسالة من أجل السلام فى قلب منطقة جنوب القوقاز التى تشهد توترات جيو سياسية، ومن المقرر أن تستمر الزيارة لثلاثة أيام، إلا أن الزيارة أثارت حالة ترقب من الجانب التركي، تخوفًا من تكرار اعتراف البابا فرانسيس بمجاذر أنقرة ضد الأرمن كما حدث العام الماضي.

وتأتي زيارة بابا الفاتيكان لأرمينيا، بعد مناوشات واشتباكات وتوتر العلاقات مع أذربيجان، بسبب خلاف حول سيادتها على منطقة متنازع عليها "ناجورنو كارباخ"، وبعد أسابيع من احتفال أرمينيا بالذكري 101 على مقتل مئات الآلاف من مواطنيها خلال الحرب العالمية الأولي عام 1915.

يقوم البابا "فرانسيس" بزيارة مجاملة إلى رئيس الجمهورية الأرمنية في القصر الرئاسي " بيريفيان " ، ثم يلتقي ممثلين عن السلطات المدنية وأعضاء السلك الدبلوماسي في القصر الرئاسي ويلتقي مع " الكاثوليكوس" في القصر الرسولي إلى جانب زيارته لمجمع "تزيتزرناكأبرد" التذكاري قبل أن يستقل الطائرة متوجها إلى غومري حيث سيحتفل بالقداس في ساحة "فارتانانتس" ويُلقي عظة للمناسبة.

ويزور بابا الفاتيكان، كاتدرائية " الجراح السبعة " للكنيسة الأرمنية الرسولية في "غومري" ، قبل زيارته لكاتدرائية " الشهداء القديسين " للأرمن الكاثوليك في المدينة، ثم يترأس لقاء مسكونيا للصلاة على نية السلام في ساحة الجمهورية بالعاصمة الأرمنية.

ويزور "فرانسيس" دير "خور فيراب" على بعد مئات الأمتار من الحدود التركية حيث سيطلق حمامتي سلام باتجاه جبل ارارات في تركيا، كما يؤدي الصلاة في النصب التذكاري والمتحف الخاص بالإبادة الجماعية، والتي أسماها البرنامج الرسمي للفاتيكان "النصب التذكاري للمجزرة"، حيث وصف البابا في إبريل 2015 قتل ما يصل إلى 1,5 مليون أرميني خلال الحرب العالمية الأولى بأول إبادة جماعية تمت في القرن العشرين.

توتر دبلوماسي وشهر عسل قصير

استدعت تركيا سفيرها بالفاتيكان قبل أن تعيده فبراير الماضي، مؤكدةً أن ماحدث كان حربًا أهلية قتل فيها ما بين 300 و500 ألف تركي و مثلهم تقريبًا من الأرمن.

وقال المتحدث باسم البابا فرنسيس " فيديريكو لومباردي" ، تعليقًا على زيارة "فرانسيس " لا يمكنني أن أعرف مسبقًا ما سيقوله البابا"، فيما يامل الأرمينيون أن يذكر بابا الفاتيكان التوصيف ذاته على أرضهم هذه المرة لتكون رسالة قوية للجانب التركي.

وأكد عميد المعهد الارمني في روما "لويس ناموب" أن البابا قدم هدية كبيرة للشعب الارميني" حين تحدث عن الابادة في 2015، قائلًا:"البابا فرنسيس يقول الأشياء كما هي وسيستخدم كلمة إبادة مرة أخرى خلال زيارته الحالية".

وأكد بيان "الفاتيكان" أن البابا فرانسيس سيؤكد على البعد الانساني الكوني للزيارة، حيث اكتفي بالإشارة إلى المجزرة التركية ضد الأرمن، في رسالة له الأربعاء الماضي، قائلًا:" بتاكيد آلامهم هي الاشد فظاعة في ذاكرة البشر".

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عبر عن تعازي بلاده إلى أحفاد الأرمن الذين قتلوا عام 1915، إلا أن أرمينيا رفضت قبول تعاذيه مطالبةً تركيا بالاعتراف بإبادة الأرمن والندم عليها.