المحتوى الرئيسى

"حوار الأديان".. مائدة إفطار للتعايش السلمي بألمانيا

06/24 17:16

تحول احتفال الإفطار الرمضاني الذي يقيمه السكان الأتراك في باحة كنيسة الناصرة القديمة بحي فيدينيغ في العاصمة الألمانية للعام الرابع على التوالي، إلى معلم سنوي فريد للحوار الديني بين المسلمين وجيرانهم في هذا الحي البرليني الشعبي الشهير بمكوناته السكانية المهاجرة العائدة أصولها إلى 140 دولة.

يقول إمام مسجد بايزيد التركي ومنظم مبادرة الإفطار حسين أونلي إن تزايد الإقبال على هذه الفعالية في السنوات الأربع الماضية، ومحدودية المكان والإمكانيات القائمة على التبرعات الذاتية، دفعه هذا العام إلى طلب التسجيل المسبق من الراغبين في المشاركة بالإفطار.

ويضيف أن باحة الكنيسة اكتظت رغم ذلك بأعداد إضافية ممن لم يسجلوا أنفسهم، ويؤكد أونلي للجزيرة نت أنه دعا إلى مائدة الإفطار الرمضانية المفتوحة عام 2012 بهدف إقامة جسور للحوار الديني بين مسلمي الحي الشعبي وجيرانهم غير المسلمين، وتعزيز أواصر الجيرة والتعايش السلمي بينهم.

وأقيم الاحتفال الرمضاني هذا العام مساء أول أمس الأربعاء تحت عنوان "حوار الأديان بين الجيران"، وشارك فيه أكثر من خمسمئة شخص.

وجاورت أسر ألمانية غير مسلمة حضرت بكامل أفرادها جيرانها المسلمين على مائدة الإفطار، التي شارك فيها أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين.

ويمثل حي "فيدينيغ" الضلع الثالث في مثلث يجمعه مع حيي "نوي كولن" و"كرويتسبيرغ". وتعتبر الأحياء الثلاثة من أشهر الأحياء الشعبية في برلين، وتتميز بكثافتها السكانية المرتفعة من الأتراك والعرب والأجانب عموما.

ورأى كريستيان هانكه عمدة وسط العاصمة الألمانية -التابع له حي فيدينيغ- أن المشاركة المتزايدة في مائدة الإفطار تعبر عن احترام وتفهم وتقبل متنامي تجاه المسلمين من محيطهم غير المسلم، وتعكس تخلي فئات مجتمعية عن تحفظاتها وتصوراتها المسبقة تجاه جيرانهم المسلمين.

وقال هانكه للجزيرة نت إن مبادرة الإفطار المشترك جاءت في وقتها المناسب هذا العام لتوجه رسالة بتكريس حقيقة مهمة هي انتماء مسلمي ألمانيا إلى مجتمعهم الحريص على التلاقي معهم بقواسم العيش السلمي المشترك والانفتاح والتسامح والاحترام المتبادل، خاصة في المناسبات الدينية ومنها شهر رمضان.

وأوضح العمدة أن حي فيدينيغ يضم سكانا من أصول مهاجرة تعود أصولها إلى 140 دولة.

وأشار إلى أن منطقة الوسط التابع لها هذا الحي استقبلت منذ الصيف الماضي آلاف اللاجئين السوريين والعراقيين والأفغان، وسعت إلى التعامل معهم منذ يومهم الأول وفق برامج حكومية ومجتمعية متعددة للاندماج، شملت دورات تعليم اللغة الألمانية والاستشارات المجتمعية وفتح فصول "الترحيب" لأطفال اللاجئين برياض الأطفال والمدارس.

واستبق الإفطار الرمضاني المشترك برنامج ثقافي تضمن عروضا لرقصات الدراويش الصوفية، وموشحات من المقامات العراقية.

وتحدث الحاخام اليهودي أندرياس عن فلسفة الصيام في الأديان الإبراهيمية الثلاثة، مشيرا إلى أن حكمة صيام رمضان تتجاوز الحرمان اليومي الذاتي من الطعام والشراب إلى التقرب إلى الله والإحساس بمعاناة الفقراء والمحرومين.

كما تحدث إمام مسجد الشهداء -أكبر مساجد برلين- سليمان كوجك في كلمة له عن معاني رمضان وطقوسه، وتعدّي فترة صيام مسلمي ألمانيا هذا العام 17 ساعة يوميا.

واعتبر كوجك في تصريح للجزيرة نت أن الإفطار المشترك يتيح للمسلمين في العاصمة الألمانية وأحيائها الشعبية فرصة مهمة يتوجب عليهم استغلالها بشكل فردي أو جماعي في تقريب المسافات مع محيطهم غير المسلم، وإزالة الصور النمطية السلبية السائدة عن الإسلام لدى مواطنيهم غير المسلمين.

وقال الضابط بشرطة برلين كروغر فايفر المشارك في الإفطار، إنه يحرص منذ سنوات على المشاركة في هذه المبادرة، "لما يسودها من أجواء ودية جميلة، وتقديمها مثالا يحتذى عن التعاون بين المسجد والكنيسة في العاصمة الألمانية".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل