المحتوى الرئيسى

هدهد يدعو إلى الله ونملة تضحك سليمان.. قصص في حياة النبي الحكيم

06/24 14:56

وفي هذا الجزء التاسع عشر، نتناول بعض قصص سيدنا سليمان الحكيم، الذي أنعم الله عليه بنعم كثيرة منها تسخير الجن والطير والحيوان لخدمته، وعلمه لغة الطير والحيوان على اختلافها، فكانت له الكثير من القصص منها ما ذكر في القرآن ومنها ما لم يُذكر، لعل أبرزها القصة التي ذكرت في سورة "النمل":

جمع سيدنا سليمان يوما جنوده من الإنس والجن والطير والدواب وأمرهم بالسير في صفوف منتظمة، وأثناء سيرهم مروا على وادٍ يسكنه النمل، وكان النمل منهمك في مهامه إلا نملة وقفت تراقب مشهد سير نبي الله سليمان عليه السلام وجنوده، وعندما اقتربوا من بيوت النمل صاحت النملة بأخواتها النمل أن أسرعوا وادخلوا إلى مساكنكم حتى لا يدوس عليكم نبي الله سليمان وجنوده دون أن يشعروا فهم قد اقتربوا منا.

سمع سليمان ما دار من حديث بين النملة وأخواتها، وفهم ما قصدته النملة فتبسَّم ضاحكاً من قولها، ثم أمر جنوده بالمسير ببطء، حتى يدخل النمل إلى بيوته ولا تصاب بأذى.

وقد ذكر الله سبحانه وتعالى تلك القصة حيث يقول: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19).

في زمن سيدنا سليمان عليه السلام، كان هناك هدهد اسمه "يعفور"، عاش تحت إمرة سليمان قائدا لبني جنسه، وذات يوم، جمع سليمان جنوده، الذي كانوا من الإنس والجن والطير، وتفقدهم فلم يجد الهدهد، فأقسم ليذبحنه أو يعذبنه إن لم يأتينه بنبأ عظيم صحيح.

بعد قليل جاء الهدهد منكسا رأسه خجلا، وقال لملكه: لقد كشفت سرا أتيتك به وأنا أبحث عن الماء، بعيدا عند أرض سبأ، وجدت ملكة تدعى بلقيس، لها عرش عظيم وجند وحاشية كبيرة، يسجدون للشمس من دون الله.

قال له سليما سننظرأصدقت أم كنت من الكاذبين، إذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم وانظر ماذا يفعلون، وكتب سيدنا سليمان للملكة (إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين)، أخذ الهدهد يعفور الرسالة وألقاها إلى الملكة، قرأتها فجمعت جمعت رؤساء الجند وكبار القوم ووزراءها وقرأتها عليهم مرة أخرى، وبعد مناقشات قررت أن ترسل إلى سيدنا سليمان هدية قيمة.

ولما جاء رسل الملكة انبهروا بما رأوا من عظمى وفخامة وجنود مجندة من الإنس والجان والطير والحيوان، وعرضوا على سليمان هدايا الملكة، فقال لهم: " فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36) ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ (37).

رجع الرسل إلى الملكة وقصوا عليها ماسمعوا ورأوا من أمر ملك سليمان، فعزمت على الرحيل لمقابلته بنفسها وجهزت الرجال وتزينت بأبهي الحلي، فلما علم سيدنا سليمان بأمر قدومها قال لمن حوله: "قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل