المحتوى الرئيسى

في مصر.. الهجرة لأوروبا حلم المراهقين

06/24 01:31

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن حلم الهجرة لأوروبا أصبح يسيطر على عقول المراهقين في مصر، بعدما نجح العديد من أصدقائهم في السفر لأوروبا، وقاموا بنشر صورا على حساباتهم تظهر نجاحهم، وحصولهم على حياة جيدة، خاصة أن القوانين الإيطالية تمنح المراهقين الحماية من الترحيل، وتعطيهم تعليما وأوراقا رسمية.

في إحدى قرى برج مغيزل على الساحل الشمالي لمصر، حيث يصب نهر النيل بصمت في البحر، الأولاد في سن المراهقة يخططون دائما للسفر لأوروبا تغريهم أحلام وهمية بالمال والنجاح.

أحد هولاء الأطفال يبلغ من العمر 15 عاما يقول إن خمسة من أصدقائه نجحوا في السفر إلى إيطاليا بعد رحلة بحرية محفوفة بالمخاطر بدأت في سكون الليل. البعض يعمل من أجل الدفع للمهربين الذين يأخذونهم في قوارب إلى عالمهم المزعوم.

تقريبا الجميع يرسل إلى أهاليهم صورا على الفيس بوك تثير الحسد وتحفز الجميع على الهجرة إلى حياة جديدة حيث المال والفتيات وأحذية رياضية جديدة، وقال مراهق يدعى أشرف -طلب عدم الكشف عن هويته- إنه ينوي ترك البلد قريبا.

وقال فيفيانا فلاسترو مدير خدمات المهاجرين الأطفال في إيطاليا:الفيس بوك قضية حقيقة .. حتى إذا كان الطفل يعيش في ظروف سيئة، فهو يسعى لتقديم صورة إيجابية عن حياته لأصدقائه.. إنهم يريدون أن يظهروا أنهم ناجحون".

ومع الزيادة الكبيرة في عدد المراهقين المصريين المهاجرين إلى أوروبا، هناك 1150 مراهق وصل إيطاليا في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام، مقارنة مع 94 فقط خلال نفس الفترة من عام 2015، بحسب وزارة الداخلية الايطالية.

الخبراء يكافحون لفهم أسباب هذه الزيادة، وبعكس بلدان المهاجرين الأخرى، مصر لا تعاني من حربا أهلية أو يوجد فيها فقر مدقع، بدلا من ذلك يشير الخبراء إلى كوكتيل من العوامل التي تدفع بهولاء الشباب لخوض المغامرة، منها الركود الاقتصادي في مصر، بجانب أن القوانين الإيطالية تشجع بشكل غير مباشر على الهجرة، وانتشار شبكات التهريب، بجانب نجاح أصدقائهم في الهرب لأوروبا.

وأيا كانت الأسباب، هناك تزايد كبير في هجرة المراهقين من مصر، بعض القرى أصبحت بدون مراهقين.

المراهقون غافلون تماما عن الصور المأساوية من الموت في عرض البحر، حيث تنقلب  القوارب، والجثث الطافية على الشاطئ التي تهيمن على نشرات الأخبار، بدلا من ذلك، الصور التي تنشر على الفيس بوك تخفي واقعا أكثر خطورة يعيشه البعض يشمل الاستغلال، والجرائم الصغيرة، والدعارة.

في برج مغيزل -التي دمرتها عقود من الصيد الجائر- أصبحت الهجرة غير الشرعية طوق نجاة للاقتصاد المحلي، فالحافلات من الإسكندرية والقاهرة تحمل مهاجرين في طريقهم إلى الشاطئ القريب، حيث تنتظرهم القوارب.

الصيادون العاطلون عن العمل يستخدمون ضوء القمر للتهريب، وتوجيه القوارب في البحر المتوسط، المزارعون يؤون المهاجرين الأفارقة والسوريين قبل صعودهم على القوارب.

بناء السفن شهد طفرة كبيرة، فالمراكب المصنوعة من الصلب أصبحت تحمل الناس بدلا من الأسماك.

في كثير من الأحيان، رغم أن تلك التجارة تتم في الظلام، إلا أنه في أوائل يونيو الماضي، قال سكان القرية، إن مشادات وقعت بين عشرات من المهاجرين الأفارقة والمهربين بسبب تحرك القوارب بدونهم، وقبل أسابيع وجدت جثتين على الشاطئ المحلي،  وحددت التقارير أن أحدهما مصري يبلغ من العمر 20 عاما، والأخر صومالي.

في أوروبا، كثير من المهربين ينتهي بهم الحال في السجن، وقالت مجموعة من الصيادين المحليين إن أكثر من 4000 رجل من كفر الشيخ، في سجون أوروبا بتهمة التهريب.

أسر المراهقين ممزقة بين رغبتهم في إيجاد حياة أفضل لأطفالهم والحزن على مغادرتهم، في منزل، يمسك نصارى شوقي بصورة لابنيها، 16 و 17 سنة، والآن هما في روما، قائلة:" أشعر بالوحدة .. هذه القرية بأكملها دمرت عن طريق البحر".

بالنسبة للعديد من الشباب، القليل يمكن منعهم من السفر. وقال إيهاب ناصر (21 عاما) إنه يكره وظيفته كصياد، الحياة في البحر القاسية ، قبل عامين تمكن من الهروب إلى اليونان، بعدما رهنت والدته مصاغها، ودفعت 28 الف جنيه للمهربين.

إلا أن تلك الرحلة انتهت في مركز احتجاز يوناني والترحيل في نهاية المطاف إلى مصر، لكنه سيحاول مرة أخرى قريبا.

فقد أضاءت عينيه حينما لمح صورة على الفيس بوك لجاره إسماعيل الذي في لندن، ففي الصورة، ظهر الشاب برزمة من الجنيهات وعلبة من السجائر.

وتابع: هكذا أريد أن أكون.

ووصل أكثر من 7000 مراهق من مختلف البلدان لإيطاليا في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام، وهو ما يشكل ضعف العدد الذي كان العام الماضي، بحسب صندوق الأمم المتحدة للطفولة.

وقالت نائلة جبر دبلوماسية رفيعة المستوى تقود الجهود المصرية الرسمية لوقف الهجرة غير الشرعية، :المشكلة الرئيسية هي أن القانون الإيطالي يحظر الترحيل القسري للقاصرين".

إيطاليا توفر للقصر التعليم، وأوراق مؤقتة، وبمجرد وصوله إلى سن 18 سنة، يمكنه التقدم لطلب الحصول على الإقامة الدائمة، وهو ما يعطي قوة للأسر لإرسال أبنائهم المراهقين.

وقالت فالاسترو رغم كثير من المهاجرين المصريين يبدون العمل لسداد قروض والديهم، وهو ما يضر فرصهم في الحصول على التعليم أو أوراق رسمية.

العام الماضي، وصفت بعض التقارير الشباب المصري بأنه يبع المخدرات أو يمارس الدعارة في محطة القطار الرئيسية في روما، ولكن في الغالب، بحسب فالاستور، في نهاية المطاف الشاب المصري يعمل بأجور يرثى لها في المطاعم أو أسواق الفاكهة.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل