المحتوى الرئيسى

فى «منشية رضوان»: العلاج على «النوتة».. وربة منزل: «مش عارفة أجيب العلاج لابنى بسبب الزيادة» | المصري اليوم

06/23 22:26

مع بداية كل أسبوع، تستعد الأسر بتحضير صغار أبنائهم لرحلة يومية مؤقتة للحضانات النهارية، يزودن حقائبهم الصغيرة بالمأكولات والعصائر، أوراق ناصعة البياض ملائمة لحصة رسم وتلوين شيقة، أو ربما لُعبة جديدة.

تحيد «رغدة»، 24 عاماً، عن أغلب الآباء فى سياق تحضير أدوات الطفل مع بداية الأسبوع، تذهب للصيدلى بديلاً عن المكتبة، صيدلى «معرفة» من أصل 3 صيدليات فقط تنعم بها قريتها «منشية رضوان» التابعة لمحافظة الجيزة، لتبتاع الجرعة الأسبوعية لعلاج صغيرها الذى بالكاد يتخطى الثالثة من العمر.

بدأت مُعاناة «رغدة» فى مُصادفة عشوائية غير محمودة العواقب، حيث أصاب صغيرها ارتفاع ملحوظ فى درجة الحرارة، حملته على إثره ببساطة للصيدلية لتلقى «حقنة خافض للحرارة» تلقاها بطريقة خاطئة لتؤثر لاحقاً على هيكله العصبى.. «وديته مستشفى أبوالريش لكن الدكاترة قالوا مالهوش علاج.. لكن لازم يستمر على مقويات».

بينما ترصد الأم تطور أداء صغيرها الحركى الذى تأخر فى السير نتيجة لإصابته، فى منزل عائلة زوجها الحافل بالضجة ولعب الأطفال طوال اليوم، تستعين بقائمة طويلة من الأدوية لتحسين حالته والحفاظ على استقرارها. تحفظ بعضاً من محتويات القائمة عن ظهر قلب.. «بياخد ابتوزيم وأوميجا 3» تحاول كذلك بين الحين والآخر استشفاف قدر الزيادة التى لحقت بكل نوع على حدة غير أنها تستطرد بلكنتها الريفية.. «كل الأدوية زادت.. وإحنا عارفين، هما فاكرينا فلاحين مش فاهمين، بس إحنا بنقرأ وبنشوف الزيادة حتى ع الشريط مش العلبة».

تعجز «رغدة» فى الأغلب عن حساب الزيادة بدقة، فنظام تعامل عائلتها مع صيدلى القرية له طابع خاص، فالعائلة كاملة تستهلك الأدوية من الصيدلى «ع الحساب» دون سداد قيمة الأدوية فوريًا بل عن طريق مبالغ مُجمعة كل شهر أو عدة أشهر، توضح «رغدة» أثر المعيشة على شراء الأدوية «ع الحساب» فتقول: «هنا الدنيا زحمة، الصيدلى ما يعرفش سكان العمارة اللى هو فيها، لكن فى بلدنا كله يعرف بعضه والصيدلى سهل يتعامل باسم الأسرة وكله بيعمل كدا».

إلا أن العائلة لا تستهلك شهريًا الاحتياجات العلاجية لأصغر أفرادها فقط بل للجدود كذلك والأعمام وحتى والدته، ما يُكلف العائلة كاملة هم حساب ثقيل لدى الصيدلى قوامه 25 ألف جنيه، تتكاتف الأسرة لسدادها شهرياً بمبالغ بسطية، فميزانية الدواء ليست ثابتة حيث تقول «رغدة» والتى يعمل زوجها «شحمجى» فى المعدات الثقيلة «أنا أصلا ما بيدخليش فلوس كل شهر.. هدفع الدواء إزاى؟!».

وعلى الرغم من تحديد وزارة الصحة فى مايو الماضى 6 جنيهات كحد أقصى لزيادة أسعار الدواء على العبوة كاملة، إلا أن سقف الزيادة لا يبدو مقنعًا للأم الشابة فتقول.. «6 جنيه كان يبقى معقول لو بجيب علبة كل شهر، بس أنا بجيب علبتين وأكتر».

مع بداية أزمة ارتفاع أسعار الدواء، أحجم بعض الصيادلة فى القرية عن بيع الأدوية لفترة محدودة من الزمن لحين استقرار الأسعار، فبحسب «رغدة» كان الصيادلة ينهرون الأطفال ويصدونهم عن المجىء ليحين التعرف بشكل مبدئى على التسعيرة الجديدة.

فى بقعة ظليلة بالكاد تنعم بدرجة حرارة معتدلة بالمقارنة مع الطريق المُشمس والمُزدحم بالسيارات والمارة، تجلس سيدة ثلاثينية، أم لطفلين، وزوجة كانت لتوها قد تلقت خبراً غير محمود عن حالة زوجها الصحية. تنتظر السيدة بفارغ الصبر عودة شقيقيها من الداخل، من رحم مستشفى قصر العينى بوسط المدينة، حيث يمكث زوجها إثر تدهور حالته الصحية، فى الساعات الأخيرة.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل