المحتوى الرئيسى

لماذا سيصوت أبي المُهاجر لصالح مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي؟

06/23 17:55

لماذا  يصوت أبي المهاجر لصالح مغادرة بريطانيا للإتحاد الأوروبي؟ 

أبي مهاجر من الجيل الأول. سيصوت اليوم الخميس 23 يونيه،  لـصالح مغادرة بريطانيا للإتحاد الأوروبي في الإستفتاء القادم. ما مبرره الوحيد لذلك؟  الهجرة.

يبدو الأمر جنونًيا،  لكن من الصعب صرفه عن ما يريد فعله. .

بالنسبة لوالدي، هذا الاستفتاء هو أكثر من كونه مُتعلق بوجود بريطانيا في الإتحاد الأوروبي. إنما هو فرصته لجعل الجميع يسمعه، بما في ذلك ابنه الذي هو أنا. عبر محادثاتنا اليومية هل استمعت إليه؟ أنا كنت أسأله فقط عما منحنا إياه.

 أبي ماليزي المولد، جاء إلى بريطانيا في ستينيات القرن الماضي.

أبي ماليزي،  صيني المولد من هونج كونج،  ذهب إلى مدرسة في الريف الإنجليزي،  درس المحاسبة في مانشستر، وعمل بعدها في المؤسسات الأكاديمية في لندن. أحب ملاقاة التلاميذ من خارج البلاد. مُعجب بـ تشارلز ديكنز ، والمخرج السينمائي الهندي ساتياجيت راي، هو أيضًا مُمارس للبوذية. وأيضًا مُتابع قديم للجريدة اليسارية الشهيرة الجارديان. بعبارة أخرى، هو ذو روح متحررة ومهاجر تحترمه البلاد.

ولكن على مدى الخمسة وعشرين عامًا الأخيرة،  لندن التي يعرفها تغيّرت بشكل كبير. من وجوه البريطانين ذوي البشرة البيضاء إلى خليط من الهنود والباكستانين والصرب والصينيين.

قد تعتقد أن تعدد الثقافات والحضارات سيكون مريحًا لـ شخص ينتمي لأقلية عِرقية.  لكنه قال: “يرفض المهاجرون الإندماج في المجتمع،  كم نعرف من جيراننا الأن؟  غالبًا لا أحد”.

الناس هذه الأيام ينغلقون على أنفسهم.  تعزلهم المحادثات الثقافية بدلًا من مساعدتهم على الإندماج أكثر في المجتمع. أستطيع أن أفهم الأسباب وراء ذلك. في العصر الرقْميّ،  من سخرية القدر أن يصبح أسهل الإستناد إلى أصولك الثقافية بدلًا من الخبرات التي يمتلكها من هم بجانبك.

يقول والدي:” الأقليات دائمًا تطالب بشيء”. وبطبيعة الحال هو يعرف ذلك.

إذا كان لديك أقليات صاخبة ومحافظة،  فأنت في مشكلة فعلًا”. تأتي ثقافات كهذه داخل البلاد وتطالبها بالتكيّف والتلائم مع ظروفها بدلًا من أن يتكيفوا هم مع ظروف البلاد”.

ويكمل:” يهاجر الصينيون دون أي حواجز ولا نعزلهم في أحياء وحدهم،  لكنني أحتج عندما نجد شيئًا كـ ” الحي الصيني” و” وأعمال الصينين”وغيرها.

يعتقد أن الثقافات الأخرى لا تقوم بهذا. لا يستطيع أن يرى أن ذريعته هي نفسها التي اُستخدمت ضد المهاجرين الجدد من قبل المهاجرين السابقين.

وبما أنه وُلد ونشأ في بلد مسلم، يتم تذكيره دومًا بتاريخ ماليزيا الملئ بالتوترات السياسية والعرقية.  الخطر كما يراه هو أن بعض الحريات الشخصية وحقوق المساواة التي نقدّرها،  مثل حقوق المرأة والمثليين جنسيًا لن يتم التسامح معها داخل الأحياء المغلقة على أصحابها.  يخشى حدوث تغيّر في السلطة أو تحوّل سياسي قد يؤدي إلى المساومة على الحريات الشخصية والطريقة التي تعمل بها المملكة المتحدة.

من أجل ذلك اتخذ موقفه وقرر التصويت بمغادرة بريطانيا للإتحاد الأوروبي. ” أنا أفعل هذا من أجلك. من أجل أطفالي، وأطفالك ومن أجل مستقبلنا”.

تبدو أسبابه أنانية بالنسبة لي. :” ماذا عن مساعدة هؤلاء منلا  يملكون  سو القليل ؟”.

أبي رجل طيب ومعطاء. دائمًا ما يشتري أشياء كثيرة لدعم من لا مأوى لهم. يتبرع للجمعيات الخيرية التي تكافح الفقر. وينشئ ملاجئ للحيوانات.

لكنه يؤمن أن: “الهجرة غير المتحّكم بها ” تهدد الحلم الذي جاء من أجله إلى بريطانيا. يخشى أنها قد تخفض من كون المملكة المتحدة وجهه للتعليم والفرص والإستقرار الإقتصادي. هذه هي الأشياء التي تقدمها الدول الغربية لبلده الأم.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل