المحتوى الرئيسى

في ذكرى ميلادها.. هدي شعراوي "محامية النساء الأولى"

06/23 14:26

تحل اليوم الذكرى الـ 137 علي ميلاد أول رئيس للاتحاد النسائي في مصر وأولى الرائدات اللاتي نادين بتحرير المرأة هدي شعرواي، المناضلة ضد الاحتلال الإنجليزي، حيث ولدت في مثل هذا اليوم 23 يونيو من عام 1879 بمحافظة المنيا.

واسمها الحقيقي نور الهدى، وهي ابنة محمد سلطان باشا، رئيس المجلس النيابي الأول في مصر في عهد الخديوي توفيق، وسميت فيما بعد على الطريقة الأوروبية بـ هدى شعراوي إلحاقًا باسم زوجها، وتلقت تعليمها في المنزل، نظرًا لرفض أهلها فكرة ذهابها للمدرسة، فحفظت القرآن الكريم، وتعلمت مبادئ القراءة والكتابة، وتعلمت الفرنسية والتركية.

وتوفى والدها في وقت مبكر من حياتها، وتولى ابن عمتها علي باشا الشعراوي، الذي كان يكبرها بنحو أربعين عامًا، تربيتها ورعايتها، وتزوج من هدي شعراوي وهي لا تزال في الثالثة عشر من عمرها، في البداية اعترضت شعراوي علي الزواج منه، واعتبرته طلبًا سخيفا بسبب فارق السن وكونه متزوجًا من أخري.

وتحت ضغط أمها اضطرت للموافقة علي أن يطلق زوجته أولًا وهو ما تم، وبعد زواجهما بدأت الشائعات تتناثر حول إعادته لزوجته الأولي لعصمته من جديد، وهو ما سبب المشاكل بينه وبين هدي شعراوي، وترتب عليه الطلاق في النهاية لتبدأ مسيرتها في تولي مسئولية الدفاع عن المرأة والنضال لانتزاع حقوقها.

وانشغلت بالعمل الاجتماعي، فأسست سنة 1907، جمعية لرعاية الأطفال، وبعد عام طالبت القائمين على الجامعة المصرية بتخصيص قاعة للمحاضرات النسائية والاجتماعية، فكان لها ما أرادت، كما أسهمت أيضًا في تأسيس مبرة "محمد علي" في 1909، وهو مؤسسة خيرية كالمستشفي أو الملجأ تأوي المرضي والأيتام.

وكانت من أولى المساهمات في تشكيل اتحاد المرأة المصرية المتعلمة عام 1914م، وفي أبريل من العام ذاته أسست لجنة تحت اسم جمعية الرقي الأدبي للسيدات، وبدأت شعراوي كفاحها السياسي في 16 مارس سنة 1919، عندما خرجت علي رأس مظاهرة نسائية من 300 سيدة مصرية للمناداة بالإفراج عن سعد زغلول ورفاقه.

وشهد ذلك اليوم استشهاد أول شهيدة للحركة النسائية، الأمر الذي ترتب عليه اشتعال الحماس والثورة لدي سيدات الطبقة الراقية، فخرجن في مظاهرات تندد بالاحتلال وتوجهت إلي بيت الامة، ومن وقتها وحتى الأن وتحتفل مصر في 16 مارس بيوم المرأة المصرية.

وكانت هدي شعراوي، أول امرأة مصرية مسلمة تخلع الحجاب علانية أمام الناس وتدوسه بقدميها مع زميلتها وسكرتيرتها سيزا نبراوي، كنوع من الثورة الاجتماعية في وجه كل العادات والتقاليد المتعارف عليها آنذاك، وذلك عودتها من مؤتمر نسائي دولي وأثناء استقبال المصريين لسعد زغلول في 1921.

وحرصت شعراوي على رفع السن الأدنى للزواج إلى 16 عاما للفتاة و18 عاما للفتى، مطالبة بفتح أبواب التعليم العالي للفتيات لتعليمهن، وإتاحة حق الانتخاب لهن بالتساوى مع الرجال، وتحصين المرأة من الظلم الواقع عليها في دار الطاعة.

وفي 16 مارس من العام 1923، قامت هدي شعراوي بتأسيس جمعية باسم الاتحاد النسائي المصري، تمثلت أهدافها في رفع بهدف رفع مستوي المرأة الأدبي والإجتماعي، للوصول إلي الحد الذي يجعلها قادرة علي الاشتراك مع الرجل والمساواة معه في الحقوق والواجبات، وتشكل الاتحاد في بدايته من 12 سيدة فقط.

وفي 1923، دعى الإتحاد النسائي الدولي هدي شعراوي بصفتها رئيسة لجمعية الإتحاد النسائي المصري لحضور مؤتمر النساء الأول الذي انعقد في روما، لتكون أول سيدة مصرية تمثل البلاد في مؤتمر دولي، وكان معها نبوية موسي وسيزا نبراوى.

وأنشأت هدي شعراوي دار التعاون الإصلاحي، كمدرسة مستقلة لتعليم النساء مبادئ الصحة والدين، وبعض الصناعات اليدوية وعلاج المرضي مجانا في 1923، وقامت بإنشاء اول مدرسة ثانوية للبنات في مصر.

وفي عام 1925، أصدرت مجلة مصرية عام باللغتين الفرنسية والعربية لتوصيل صوت المرأة، وعملت علي تطويرها  بشكل مستمر، وكانت صاحبة أول فكرة ﻹنشاء دار لحضانة الاطفال، يقوم عليها مشرفات لرعاية أطفال العاملين صحيا واجتماعيا.

وفي مؤتمر الاتحاد النسائي الدولي العاشر في باريس عام 1926م أختيرت هدي شعراوي عضواً في اللجنة التنفيذية للإتحاد النسائي الدولي، وأصبحت الممثلة الوحيدة للمرأة في بلاد الشرق الأقصي والأدنى في هذه اللجان .

وتم انتخاب هدي شعراوي ضمن أعضاء اللجنة المعنية ببحث مسألة السلام الدولي، وفي مؤتمر الاتحاد النسائي الدولي لعام 1935 جاء انتخابها كنائبة لرئيسة الاتحاد النسائي الدولي وكانت أول شرقية تنال هذا المنصب الدولي .

وناصرت هدى شعراوي القضية الفلسطينية فنظمت أول مؤتمر نسائي للدفاع عن فلسطين في سنة 1938، وبعد قرار التقسيم سنة 1947، دعت النساء إلى تنظيم جهودهن لجمع المال وإعداد الكساء وجمع متطوعات للعمل في التمريض وإسعاف المصابين الفلسطينيين.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل