المحتوى الرئيسى

'بين باي' اللبنانيّة للدفع الإلكتروني تغيّر مصيرها وتتوسّع خارج الحدود

06/23 14:14

مكاتب "بين باي" Pinpay في "منطقة بيروت الرقميّة" Beirut Digital District. (الصورة من "بين باي")

عام 2013، اضطرّت منصّة دفع الفواتير عبر الأجهزة المحمولة "بين باي" إلى اتّخاذ قرار: إقفال أبوابها أو البدء عن جديد.

وقد اختاروا الثاني، فتخلّصوا من أغلب أعضاء الفريق المؤسس، وأحضروا رئيساً تنفيذياً جديداً وفريق تطوير أيضاً، وعدّلوا نموذج العمل.

والآن وبعد ثلاثة أعوام، يلحظون أن الأمر كان يستأهل ذلك؛ بخاصةٍ وأنّ "بين باي" أعلنت هذا الأسبوع عن أكبر شراكة لها حتّى الآن مع الشركة المصريّة الرائدة في مجال الدفع الإلكتروني، "فوري" Fawry، التي ستسمح لهذه المنصّة بالتوسّع إلى أبعد من لبنان.

فضلاً لهذه الصفقة، ستتوفّر "بين باي" لملايين العملاء الجدد، وهو تقدّم كبير عن عدد مستخدميهم البالغ 60 ألف مستخدم مسجّل، وذلك من خلال تقديم خدماتهم لمستخدمي فوري في مصر (حوالي 15 مليون مستخدم عام 2014) وعدد كبير من المغتربين المصريين حول العالم.

في حديثه مع "ومضة"، يذكر الرئيس التنفيذي عمر بدر أنّ الشراكة مكمّلة للطرفين وأنّها تشق طرقاً لأسواق هائلة، "فليس لـ‘فوري‘ حضور كبير على الأجهزة المحمولة وليس لدينا حضور في مصر" حسبما يشرح مضيفاً "إنّها صفقة مربحة للطرفين."

تعود "بين باي" إلى عام 2009 حين ولدت في لبنان. وفي حين كانت المنطقة أرضاً للتغيّرات السياسيّة، أراد فريق من الرجال في بيروت جعل الدفع عبر الهاتف ممكناً في لبنان.

بدأت المسيرة مع إيلي توما (الذي ابتكر الفكرة)، وداني عبلى (الذي أصبح الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة)، بالإضافة إلى ستيفان سولومون، وتوفيق مبارك ووليد حنّا (أحد شركاء شركة الاستثمار المخاطر "شركاء المبادرات في الشرق الأوسط" MEVP).

ما تقوم به "بين باي" اليوم، أي دفع الفواتير من خلال الأجهزة المحمولة، يختلف عمّا أراد الفريق إنشاءه عام 2009: وهي منصّة تسمح للمستخدمين بدفع ثمن المنتجات في محلّات البيع بالتجزئة والمطاعم.

يقول توما إنّ الفكرة لم يكن بوسعها أن ترى النور من دون تمويل، لذلك عرض حنّا الفكرة على "بنك عوده" Bank Audi.

بدوره، يذكر حنّا أنّهم تلقّوا منهم "800 ألف دولار بعد عرضهم للفكرة"، كما حصلوا على 200 ألف دولار إضافية من "شبكة دعم الأعمال العربية" ABAN حيث كان يعمل في ذلك الوقت. وبالتالي، صنّف "بيك عوده" كشريك مؤسس في الأوراق والمستندات القانونيّة. 

بعد أن جمعوا الأموال، احتاجوا إلى قائد. وفي حين أنّ عبلى كان الوحيد في هذا الفريق القادر على تأدية هذا الدور، تقدّم هذا الأخير ليكون الرئيس التنفيذي.

تطلّب إطلاق منتج "بين باي" ثلاثة سنوات إضافية وأقنعوا "بنك البحر المتوسّط" BankMed بالانضمام إلى مشروعهم. لكنّ المنتج لم يكنّ جيّد بما فيه الكفاية. وفقاً لحنّا، "لم يكن ‘بنك عوده‘ راض عن النسخة الأولى من منتج ‘بين باي‘."

بحلول عام 2013، كان يقتصر استخدام "بين باي" على عملاء "بنك عوده" ووصلت قيمة الخسائر من هذه الخدمة إلى 4 ملايين دولار. وبدا واضحاً أنّ خطّة الدفع في محلات البيع بالتجزئة والمطاعم لم تكن ناجحة وبالتالي، كان من الضروري القيام بتغييرات.

"اقتصر خيارنا الوحيد على تحقيق اكتفاء ذاتي للمنتج" حسبما يشير حنّا لـ"ومضة" شارحاً "لا يمكننا إضافة تعديلات كبيرة على هذا التطبيق إذ أنّ عدد مستخدميه يبلغ 10 آلاف" 

في خضمّ هذه المشاكل، انضمّ إلى المشروع مصمم أعمال في قطاع تكنولوجيا المعلومات، أندريه زين.

تواصل حنّا مع زين في شباط/فبراير 2013؛ وبعد عدّة أشهر، وجد نفسه في جلسة استثارة أفكار لمدّة ثلاثة أيام يبتكر استراتيجيّة جديدة لتعديل كلّ شيء/وكلّ المنصّات الداخليّة – من أنظمة الحسابات إلى جذب مقدّمي الفواتير. 

الفريق الذي غيّر مسار "بين باي"، أندريه زين هو السادس من اليمين. (الصورة من أندريه زين)

"طوّرنا خطّة وعرضناها على مجلس الإدارة وبحلول وقت الغذاء كان علينا أن ننشر [‘بين باي‘ جديدة]،" حسبما يشرح زين.

رغم مسيرته الطويلة في إدارة الأعمال طوال 15 عاماً، شكّل هذا المشروع التحدّي الأكبر له حتّى الآن، إذ أنّه اضطرّ إلى إيجاد الفريق المناسب في وقت قصير. لحسن الحظّ، تمكّنوا من إيجاد 12 شخصاً في غضون أسبوعين وباشروا بالعمل. 

على خطّ موازي، ذهب الرئيس التنفيذي عبلى وأغلب أعضاء الفريق المؤسس في مسار مختلف وتركوا العمل. وكان البديل عنه رجلاً مخضرماً في مجال الدفع عبر الأجهزة المحمولة يدعى عمر بدر.

بحلول نيسان/أبريل 2014، أي بعد 9 أشهر مرهقة، أصبح تطبيق "بين باي" الجديد جاهزاً للإطلاق.

بالنسبة لبدر، جاء النجاح في تنمية الشركة (سينضمّ 10 موظّفين جدد إلى الموظفين الـ24 الحاليين في الأشهر القادمة) وفي تنويع الدخل والمنتجات.

تسمح الشراكة مع "فوري" لـ"بين باي" بالوصول إلى 6 ملايين مغترب مصري في بلدان الخليج مع ميّزات مثل "حوالات هادفة" التي تتيح للمغتربين دفع فواتيرهم الخاصة في المنزل مباشرةً.

في حين أنّ حلول دفع الفواتير من خارج البلاد تأتي عادة ًمن "وسترن يونيون" Western Union و"أو أم تي" OMT و"موني جرام" Moneygram و"كاش يونايتد" Cash United؛ إلا أنّ محليّاً تسمح منصّة مثل "بين باي" للمستخدمين بدفع الفواتير مباشرة من أيّ مكان.

في المقابل، تبقى الكثير من التحديّات على حالها ومنها ثقة المستخدم وإقناع المصارف بالانضمام إليهم.

يقول الفريق إنّ المنافسة قليلة في مجال المنصّات على الأجهزة المحمولة. في لبنان وناهيك عن تطبيقات المصارف، لا يقدّم أحد خدمات "بين باي"، كما أنّهم الوحيدين الذين يتمتّعون بترخيص من "مصرف لبنان" لتقديمها.

تضمّ منصّتهم 500 مقدّماً للفواتير (بعضهم غير نشط) وتسعى "بين باي" إلى تقديم خدمات في نطاقات واسعة لتصل إلى أكبر عدد ممكن من أصحاب الحسابات اللبنانية. في هذا الإطار، يقول مدير العمليات، جوزيف عزار: "أردنا التأكّد من أنّ المستخدمين يستفيدون جميعاً." 

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل