المحتوى الرئيسى

منها "تغيير النهاية".. 8 حكايات من كواليس أفلام عاطف الطيب

06/23 13:17

"مخرج سينما البسطاء".. هكذا لقب النقاد والجمهور مخرج السينما الواقعية عاطف الطيب بعد وفاته، بسبب ما قدمه للسينما من أفلام هامة تحرر بها من سيطرة أفلام المقاولات التي سادت في فترة السبعينيات وبداية الثمانينات.

تحتوي كواليس تصوير أفلام "الطيب" على حكايات ومواقف قد لا يعرفها الكثيرون.

للمرة الثانية يجتمع نور الشريف مع عاطف الطيب في ثاني أفلام الأخير بعد فيلم "الغيرة القاتلة" الذي عرض عام 1982، ليقدما في العام التالي "سواق الأتوبيس"؛ الفيلم الذي بسببه حصل نور الشريف على جائزة أفضل ممثل في مهرجان نيودلهي، ليكون أول ممثل مصري يفوز بجائزة دولية، كما نال عنه "الطيب" جائزة العمل الأول في مهرجان أيام قرطاج السينمائية بتونس.

وعن الفيلم، روى "الطيب" أن "حطمت قيودي" كان عنوان السيناريو الأصلي له، وفي أثناء التصوير شعر فريق العمل أن العنوان غير مناسب، فاقترح نور الشريف "سائق الأتوبيس" اسما له، لتضيف نبيلة السيد تعديلا بسيطا وتقترح "سواق الأتوبيس" بدلا منه، ليناال رضا صناعه، ويصبح الاسم النهائي للفيلم.

ومع أسطورة التمثيل أحمد زكي، قدم "الطيب" ثالث أفلامه السينمائية "البرئ" عام 1986؛ الفيلم الذي كان سببا في اندلاع الكثير من المشاكل مع الأجهزة الرقابية نظرا لقضية تسلط الدولة واتباعها النظام الديكتاتوري بشكل مقنّع التي يتناولها، ما اضطر "الطيب" إلى حذف بعض مشاهده، وتغيير نهايته بالكامل.

كان فيلم "الحب فوق هضبة الهرم" الذي عرض عام 1986، سببا في وصف أمير الرواية العربية نجيب محفوظ للطيب بأنه "عميدا للخط الواقعي في السينما المصرية الحديثة"، وذلك بعد أن نال الفيلم المأخوذ عن روايته إعجابه الشديد، وقال عنه إنه حول القصة الأدبية إلى شكل سينمائي متميز جعل منها علامة في تطور السينما في مصر.

لأول مرة يغير "الطيب" من طبيعة الأفلام الواقعية التي يقوم بإخراجها، ليقدم القالب الكوميدي في فيلم "الدنيا على جناح يمامة" عام 1989، الفيلم الذي ظهر فيه إدارة "الطيب" الجيدة للكاميرا في شوارع القاهرة، بجانب أداء محمود عبد العزيز الرائع، ما جعله ينال إعجاب الجمهور، ويثبت أنه قادرا على تقديم الكوميديا الاجتماعية كذلك.

أكد أحمد زكي أنه لم يكن يعلم موعد تصوير المشهد الذي يصعد فيه البطل "منتصر" فوق قطار الصعيد في فيلم الهروب؛ ذلك المشهد الذي كان قلقا حيال تنفيذه، فأخبره "الطيب" أنهم سيقوموا بعمل "بروفة" للمشهد فقط، بينما كان ذلك هو وقت التصوير الفعلي للمشهد.

وذكر الناقد د. أحمد شوقي عبد الفتاح أن فيلم الهروب الذي عرض عام 1991، احتوى على اسم "مصطفى محرم" سيناريست للفيلم، ولكن ما وراء الكواليس أن "الطيب" طلب من مستشاره في قراءة سيناريوهات أفلامه "بشير الديك" أن يجري بعض التعديلات على السيناريو لأنه كان لا يصلح للتصوير بصورته تلك في رأيه. واضطر الديك إلى أن يعيد كتابة السيناريو كاملا، وحصل على أجره نظير ذلك، ولكن عندما طلب "الطيب" أن يكتب اسم "الديك" على الشريط، رفض الأخير لأنه علم بغضب مصطفى محرم من ذلك الأمر.

بعد تقديمها فيلم "الشيطانة التي أحببتني"، بدأت لبلة تشعر برغبتها في تغيير نوعية الأدوار التي تجسدها أمام الكاميرا، حتى اختارها عاطف الطيب لتجسد دور مختلف عن أدوار الفتاة المرحة خفيفة الظل والحركة التي كانت تواظب على تقديمها، وذلك من خلال فيلم "ضد الحكومة". وقتها، كانت تلك مفاجأة لمدير التصوير سعيد الشيمي، وعارض "الطيب" في البداية قائلا أنه لا يجد في لبلبة الممثلة الجادة، ولكنه اندهش من أدائها وقت التصوير حين ظهرت مرأة أخرى متسلطة وقوية تماما مثل الشخصية المكتوبة.

قبل عرض الفيلم للجمهور عام 1992، حذفت الرقابة ثلاثة مشاهد للبلبة، ما كان سببا في بكائها يوم العرض الخاص، وحين قابلها "الطيب" في إحدى الحفلات الفنية، ووعدها بأنه سيقدمها في دور أفضل ويعوضها عن ذلك.

ومثلما وعدها، كانت شخصية "حورية" في فيلم "ليلة ساخنة" الذي عرض عام 1995، أفضل أدوار لبلبة أمام الكاميرا، وسببا في حصولها على عدة جوائز دولية. شهد الفيلم أوقات تصوير صعبة نظرا لقيام فريق العمل بتصوير أغلب مشاهده أثناء الليل، "خارجي" في شوارع القاهرة. ووعن حالة "الطيب" وقت التصوير، قال "بشير الديك" إن "الطيب" كان يقوم بتصوير مشهد ثم يضطره الإعياء إلى النوم على ظهره بعض الوقت، وبعدها يستكمل تصوير الشمهد.

شهد فيلم "الطيب" الأخير كواليس مريرة، وذلك بسبب معاناته مع آلام مرض القلب، ما جعله يخرج مع مدير التصوير سمير فرج والمونتير أحمد متولي ويجلس على كرسي خارج ديكور عنبر مستشفى المجانين الذي بناه للتصوير باستوديو مصر. ولم يكمل طالطيب" تصوير الفيلم، ليتوفي إثر أزمة قلبية حادة بعد إجرائه لعملية في القلب، ويستكمل المونتير أحمد متولي مونتاجه وحده، ليتم عرضه عام 1998.

عاطف الطيب مخرج مصري من مواليد عام 1947، تخرج من المعهد العالي للسينما- قسم الإخراج، والتحق بالجيش لأداء الخدمة العسكرية لمدة خمس سنوات من عام 1971 إلى عام عام 1975، أخرج خلالها الفيلم القصير "جريدة الصباح" عام 1972، وعمل مساعدا للمخرج شادي عبد السلام في فيلم "جيوش الشمس" عام 1973. وبعد خروجه من الجيش، أخرج الفيلم القصير "المقايضة" عام 1978، وعمل كمساعد مخرج ثان ليوسف شاهين لفيلم "إسكندرية.. ليه؟" عام 1979، ومع المخرج "حمد شبل في فيلم "أنياب" عام 1981.، ومع المخرجين العالميين لويس جيلبرت ومايكل بنويل وفيليب ليوك. ثم خلق خطا من الواقعية ترجمه أمام الكاميرا في 15 فيلم سينمائي.

اقرأ أيضا: في ذكرى ميلاده.. أشهر ما كتب يوسف السباعي للسينما

سر "السلالم" في مسرح فؤاد المهندس

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل