المحتوى الرئيسى

مصر والسعودية.. كُتب عليهما التحالف

06/22 22:48

إذا كنت تظن أن موضوع المقال هو جزيرتا تيران وصنافير، فعليك أن تتوقف عن القراءة.. لأن المسألة ليست محل رأى لكاتب، ولكن مسار قانونى وفنى وسياسى يتم التعامل معه فى إطار دولة مؤسسات حقيقية.

أما ما يعنينى هنا، فهو المهام المقبلة للتحالف المصرى السعودى والترتيبات الإقليمية المقبلة.. هذا التحالف لم يعد تقليدياً، ولا يجب أن يكون تقليدياً.. لأن التحديات اختلفت، بمعنى أدق لم تعد المنطقة العربية على أبواب الجحيم.. ولكن على مدار السنوات الخمس الماضية التهم الجحيم الأبواب وأصبح حاضراً بيننا.

انظر جيداً إلى خريطة «الوطن العربى» تدرك مقصدى.. ابحث عن مصطلح اسمه «الأمن الإقليمى»، ستجد أرضاً منطقية مشتركة تجمعنا، الآن نحن نستعد لقمة عربية جديدة فى يوليو المقبل، ومعها سيبدأ الأمين العام الجديد للجامعة السيد أحمد أبوالغيط مهمته التاريخية فى إعادة مساحة الدور والحركة مرة أخرى لبيت العرب ودفعها مرة أخرى لكى تكون المنظمة الإقليمية الرئيسية، ومن الأخبار المتداولة أن الرجل بدأ فعلياً بترتيب البيت الداخلى للجامعة بتشكيل هيئة مكتب الأمين العام من نخبة دبلوماسيين يتقدمهم السفير المرموق حسام زكى.

ولكن.. من أين نبدأ فى أجندة الجحيم الإقليمى؟ واقع الأمر أننا أمام دولتين مركزيتين فى الإقليم، وهما مصر والسعودية.. ودول تسعى للحفاظ على استقرارها بعيداً عن الفوضى، وهنا نعنى دول مجلس التعاون الخليجى، بالإضافة إلى المغرب والجزائر وكيانات إقليمية منهارة، وهنا نتحدث عن ليبيا واليمن ونزيف يومى فى لبنان الذى دخل عامه الثالث دون رئيس، وأصبحت الطائفية عنواناً لكل التحالفات السياسية بعد وقت مستقطع كانت الغلبة فيه لوحدة لبنان بعيداً عن الشعارات الطائفية، ولدينا فى العراق مأساة كبرى، فلا العراق عادت، ولا هى استقرت وزُرع فيها ما يجعلها تعانى لعقود، لتظل بوابة الإقليم الشرقية خارج الخدمة ومسرحاً للعبث والأجندات الإقليمية المختلفة.. وفى قلب كل ذلك معضلة سوريا بكل أبعادها الإنسانية والاستراتيجية والدولية، فى حين أنه لم تعد هناك رفاهية للوقت فيما يخص القضية الفلسطينية، التى عادت إلى نقطة الصفر أو أقل قليلاً.. وهنا أعنى القضية المركزية للعالم العربى، وهى دولة فلسطين بحدود ما قبل 5 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية على النحو المستقر فى قرارات الأمم المتحدة وأدبيات العمل السياسى والدبلوماسى العربى.

هذا هو جحيمنا، وفى طياته مواجهة إرهاب دولى منظم، وفى أساسه معركة تطويع لإعادة رسم خريطة المنطقة، وفى عقيدته صراع رئيسى على هوية الإقليم العربى مع هويات دخيلة، وهنا نشير إلى الأطماع الفارسية الإيرانية والتفاهمات الجارية مع الغرب، ومع أحلام اليقظة العثمانية التى يعانى منها النظام المرتبك الحاكم فى تركيا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل