المحتوى الرئيسى

شاهد يروي محنة عرب وطوارق تمبكتو

06/22 17:24

غادر الكثيرون المدينة وبقي ولد حمودي ينتظر لعل الجيش المالي والمليشيات المحسوبة عليه تكون هذه المرة أكثر رحمة بسكان المدينة وأقل انتقامية وبطشا بأبنائها، ولكن خاب أمله وبدا أنه يتعلق بسراب وأوهام لا أكثر، حسب قوله.

يقول ولد حمودي إنه بات بمنزله ليلة (الاثنين) حين دخول الفرنسيين قلقا وجلا، وفي الضحى شاهد الجيش المالي ينتشر في الشوارع، والناس يستقبلونه استقبال الفاتحين، حاول بعد ذلك الاقتراب من محلاته التجارية فإذا بجموع هائلة من السكان الزنوج تحيط بالسوق وتكسر أبواب جميع المحلات وتنهبها نهبا كاملا.

وأضاف أن القوات الفرنسية بقيت في أطراف المدينة على ما يبدو، إذ لم يلاحظ لهم أي وجود في داخل المدينة، في حين كانت القوات المالية تنتشر في الشوارع الرئيسية، ولكنها مع ذلك لم تكن تمنع المواطنين الزنوج من نهب وسلب أموال المواطنين البيض عربا وطوارق.

وقال إنه لما شاهد جموع الناهبين تتجه نحو المنازل -بعد أن استنفدت ما في المحلات التجارية التي تقدر بالعشرات- خرج من المدينة خائفا يترقب، مخلفا سيارته وفارا على رجليه حتى وصل إلى بلدة حاسي علال نحو 9 كيلومترات شمال مدينة تمبكتو.

هناك وجد ولد حمودي من أنقذ حياته، وهم -حسب روايته- بعض مربي الماشية الذين يتجولون في المنطقة بمواشيهم بحثا عن الماء والكلأ، بقي معهم ثلاثة أيام ينتظر ويبحث عن وسيلة نقل تحمله إلى موريتانيا أو الجزائر، وهو ما تحقق له فجر الخميس حين مرت به سيارة تحمل بعض الفارين إلى موريتانيا، الخائفين من أن يشملهم الاستهداف من لدن القوات المالية والسائرين في فلكها.

لا يعرف ولد حمودي على وجه اليقين ما إن كان بقي في مدينة تمبكتو أفراد من البيض عربا أو طوارق، ولكنه متأكد من شيء واحد هو أنه ستتم تصفيتهم لو وجدوا، خصوصا مع ورود أنباء من جهات عدة من شمال مالي عن تصفيات وأعمال قتل وثأر استهدفت مواطنين عربا وطوارق.

وقال مواطن عربي آخر قدم قبل أيام من مدينة تمبكتو وهو أحد تجارها ويدعى الجيد ولد عالي إن سبعة مواطنين عرب قتلوا في اليومين الماضيين ببلدة دوغو فري قرب مدينة إديابيلي (153 تقريبا شرق موريتانيا) وهي المدينة التي قتل فيها الجيش المالي 16 موريتانياً من جماعة الدعوة والتبليغ، وقال إن من بين القتلى السبعة تاجرا عربيا.

وسخر من الاتهامات التي تنقلها وسائل إعلام عالمية عن الجيش المالي باتهام التجار الذين نهبت ممتلكاتهم في تمبكتو وغاو بالتعاون مع الجماعات الإسلامية المسلحة، قائلا إن الجيش أدخل بعض الذخائر إلى متاجر تابعة لمواطنين عربا، وسمح بالتقاط صور تعطي الانطباع بتخزين هذه الأسلحة والذخائر في المتاجر العربية.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل