المحتوى الرئيسى

أشرف بدر يكتب: كلمة السر.. أمن «إسرائيل» | ساسة بوست

06/22 16:55

منذ 1 دقيقة، 22 يونيو,2016

تطالعنا في الآونة الأخيرة أخبار متعاقبة حول اتصالات مباشرة وغير مباشرة، رسمية وغير رسمية بين دول عربية و«إسرائيل»، وعند تمحيص الأخبار الواردة نجد أنّ هناك اتفاقًا غير معلن حول هذا الأمر بين دول منتمية لمحاور مختلفة، سواء من كان منتميًا منها لما كان يسمى سابقًا «محور الممانعة» أو «محور الاعتدال»، فما هو السر خلف هذا الأمر؟

نشرت صحيفة هآرتس بتاريخ 28/5/2016 فحوى لقاء حواري مع الليكودي أيوب قرة «نائب وزير في الحكومة الإسرائيلية» أقر فيه بأنّه زار سوريا عدة مرات في الآونة الأخيرة، وأنّه توسط في إطلاق سراح برجاس عويدات «من مواطني الجولان المحتل، ومحكوم بالمؤبد» بعد سجنه لمدة تزيد عن 12 سنةً، بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، بالإضافة إلى إخراجه آخر عائلة يهودية من أصل سوري متواجدة في حمص، كلتا الحادثتين تشيران إلى وجود اتصالات بين النظام السوري و«إسرائيل»؛ فلا يعقل أن تتما بدون موافقة النظام السوري، ووجود تنسيق بين الطرفين سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، أضف لهاتين الحادثتين ما أعلنته روسيا عن عزمها إعادة دبابة إسرائيلية غنمها الجيش السوري في حرب عام 1982 (متواجدة في المتحف الروسي، حيث أهداها النظام السوري لروسيا في وقت سابق)، إذا ربطنا هذه الأخبار مع ما أعلنه سابقًا الفنان السوري جمال سليمان بأنّ بشار الأسد أخبره في 2011 بأنّ إسرائيل لن تقبل بإسقاط نظامه، ربما ستتضح لنا الصورة بشكل أفضل، ويمكننا أن نضع هذه الأحداث في سياقها الطبيعي.

على الجانب الآخر كشف عن وجود اتصالات ولقاءات «غير رسمية» بين ممثلين عن السعودية و«إسرائيل» في ندوة عقدها مجلس العلاقات الخارجية في 4/6/2015، بين ممثلين عن مركز أبحاث سعودي يترأسه د. أنور العشقي «سفير السعودية السابق في الولايات المتحدة»، ومركز أبحاث إسرائيلي يترأسه دروي جولد «مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية»، في الندوة المذكورة ألقى العشقي محاضرة مشتركة بوجود جولد، أكد فيها ضرورة التوصل إلى سلام بين العرب و«إسرائيل» كخطوة ضرورية من أجل التغلب على مشاكل المنطقة، هذه اللقاءات  أشار إليها يعقوب عميدرور «مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو» أثناء مناظرة نظمها معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى بتاريخ 5/5/2016 بينه، وبين الأمير السعودي تركي الفيصل «سفير السعودية السابق في الولايات المتحدة»، الذي أقر بحدوث هذه اللقاءات، لكنه قلل من شأنها لأنها تجرى بين أطراف غير رسمية، ولا تعبر عن موقف السعودية الرسمي، مع عدم رفضه لفكرة التعاون بقوله: «إن التعاون بين الدول العربية و(إسرائيل) في مواجهة التهديدات من أي مصدر سواء أكان إيران (أو غيرها) يتحرك بشكل أفضل إذا كان هنالك سلام بين الشعوب العربية و(إسرائيل)»، وإذا ربطنا هذه الأحداث مع ما نشرته صحيفة هآرتس بتاريخ 24/5/2016 عن أنّ طوني بلير (المبعوث السابق للجنة الرباعية)، أعلن استعداد بعض الدول العربية «السنية» للتطبيع مع «إسرائيل» مقابل موافقتها فقط على الجلوس للمفاوضات مع الفلسطينيين على أساس المبادرة العربية، وأوضحت الصحيفة بأنّ بلير حمل رسالة بهذه الفحوى لنتنياهو بتكليف من بعض الدول العربية، كما أنّه حاول إقناع نتنياهو بتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم حزب المعسكر الصهيوني. وفي سبيل تحقيق ذلك أقنع القيادات المصرية بأن يلقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خطابًا يدعو فيه لفتح صفحة جديدة للسلام. (ألقى السيسي خطابًا بتاريخ 17/5/2016 أعرب فيه عن «اقتناعه بأن هناك فرصة حقيقية للتوصل إلى سلام دائم وشامل مع الفلسطينيين، بما يحفظ أمن إسرائيل ويُحقق مصلحة أجيالها القادمة، مؤكدًا في هذا السياق على أهمية أن يدعم الرأي العام والأحزاب الإسرائيلية السلام»). إذا ربطنا هذه الأحداث مع ما يتم تداوله عن مشروع قانون قيد النقاش في الكونغرس يجيز للقضاء الأمريكي ملاحقة السعودية بسبب اعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر 2001؛ فربما نستطيع وضع هذه الأحداث في سياقها الطبيعي.

على ما يبدو أنّ كلمة السر في هذه الأحداث هي «أمن إسرائيل»، فمن وجهة نظر بعض الدول العربية سواء «الممانعة» أو «المعتدلة»، إرضاء «إسرائيل» هو بوابة إجبارية للحصول على الرضا الأمريكي -وحتى الروسي- والحفاظ على أمنها عبارة عن كلمة السر للبقاء في الحكم؛ لذلك نرى سباقًا محمومًا بين الأطراف المختلفة للحصول على الرضا الإسرائيلي.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل