المحتوى الرئيسى

الإمام الطيب: لا يصح الجهاد في الإسلام إلا إذا كان في سبيل الله

06/22 15:24

قال فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور احمد الطيب ، إن “الغاية من الجهاد في الإسلام هي أن يكون في سبيل الله، ولا يصح الجهاد ولا يقبل من المسلم إلا إذا كان في سبيل الله”، موضحا أن هذه مسألة متعلقة بالنية، ومن أجل ذلك قد يخرج المسلم ويقاتل وقد يقتل ولكنه لا يكون مجاهدا ولا يكون في سبيل الله ولا يكون شهيدا، ولا يحصل على أي ثواب.

ونقل بيان للأزهر الشريف اليوم عن الإمام الطيب قوله إن “الجهاد في سبيل الله يعني بالتأكيد في سبيل العدل، والسلام، والأمن، وكل ما هو معروف عن أهداف الأديان أو

وبين شيخ الأزهر أن “الحرب في الإسلام لا يمكن أن تكون من أجل التوسع، أو من أجل الاستعمار، أو من أجل القفز على أراضي الآخرين وامتلاكها، أو من أجل الحصول على مقدرات الشعوب الأخرى، أو من أجل استعراض القوة، أو من أجل الترويج للسلاح أو بيعه، فهذه الأهداف في فلسفة الإسلام، أهداف هابطة، حركت كثيرا من حروب الحضارات القديمة والحضارات المعاصرة الآن”.

وأضاف فضيلته، أن “الفتوحات الإسلامية لا تعد توسعات ولكنها من باب حمل هذا الهدي إلى الناس، والناس أحرار بعد ذلك في الدخول في هذا الهدي أو البقاء على ما هم عليه،

وأما الحروب التوسعية أو الاستباقية فكانت من أجل تأمين الحدود ، فإن لم يتوسع الإسلام فسوف يقضى عليه من الروم أو الفرس آنذاك، وهذا هو جهاد الطلب، وأما جهاد الدفع فهو الذي قام به النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما هوجم في المدينة ودافع، فكان هذا النوع من الجهاد من الحروب الدفاعية البحتة من أجل حماية هذا الدين الجديد وحماية أرض الإسلام, لا من أجل نشر فكرته”.

وأوضح الإمام الأكبر أن “التنوع والاختلاف مشيئة إلهية واقعة وسارية في الخلق إلى يوم القيامة، ولا يمكن حمل الناس على منهج واحد ولا على دين واحد، والذين ينادون بذلك فهم إما جهلة بالإسلام وإما أنهم يوظفون الإسلام في أمور سياسية لا يقرها الإسلام ولا يعرفها لا من قريب ولا من بعيد”، والآيات التي تؤكد ذلك كثيرة جدا، قال تعالى: “ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين”، “ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين”، “ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة”، “ولو شاء الله لهدى الناس جميعا”، “هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن”، “لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا”، “ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم”، وهذا الاختلاف الذي قرره القرآن الكريم الحكمة منه هي الابتلاء وإظهار الخير من الشر, إذ الخير والشر لا يظهران إلا في الاختلاف، ثم إن الناس كلهم لو كانوا على دين واحد لبطل معنى التكليف، ومعنى الثواب والعقاب، والجنة والنار.

وأشار إلى أن “الإسلام لا يعرف شراء الذمم ولا يرغم أحدا على الدخول فيه سواء أكان الإرغام بالتهديد بالسلاح أم بالإغراء المادي كما تفعل بعض الأنظمة التي تشتري

ضمائر الفقراء بالمال في مقابل التمذهب بمذهب معين أو الدخول الجمعية الفلانية”، لافتا إلى أن الإسلام ضد أن تأتى العقيدة عن طريق الضغط المعنوي أو المادي، انطلاقا

من قوله تعالى: “لا إكراه في الدين”، وقوله تعالى: ” فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر”، ويروى أن امرأة غير مسلمة جاءت لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه- لحاجة عنده وبعد أن أداها دعاها إلي الإسلام بالحسنى فامتنعت فخشي أن يكون في كلامه وهو الإمام القوي إكراه لها فقال :”اللهم إني لم أكرهها ثم تلا قوله تعالي:”لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي “، مؤكدا أنه لا فائدة من مسألة الإرغام هذه، لأن الإيمان اعتقاد قلبي ولا يمكن أن يفرض.

ولم يحدث على الإطلاق في تاريخ الفتوحات الإسلامية، أن رفع سيف لإرغام أحد على النطق بالشهادتين، وأما أكذوبة انتشار الإسلام بالسيف التي أسسها الرومان،كان الهدف منها تبرير ظاهرة انتشار الإسلام في أقل من 80 سنة من الغرب للشرق.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل