خبراء: شروط تمويل المشروعات الصغيرة استفزازية

أطلق بنكى الأهلى ومصر، حملتين إعلانتين، للترويج لبرامجهما التمويلية، ضمن مبادرة البنك المركزى التى أطلقها مطلع العام الجارى، لتمويل المشروعات الصغيرة والصغيرة جداً، والمتوسطة، ورصد لها 200 مليار جنيه، على أربع سنوات، بفائدة 5 %.

ورصدت «المال» الشروط التفصيلية لنيل القرض من البنك الأهلىللمشروعات الصغيرة والصغيرة جداً كما أعلن، وتمثلت فى فتح حساب جارى للعميل بخدمة الدين، وفقا للتعليمات المنظمة، وتوقيع العميل والضامن على مستند التسهيلات، والضمانات المعتادة، مثل شركة ضمان مخاطر، أو الجمعية المصرية للضمان التكافلى، وفقا لدراسة كل حالة، والتأمين ضد الأخطار المادية القابلة للتأمين، ولا تسمح المبادرة بمنح تسهيلات بضمانات نقدية، سواء ضمانات أصلية، أو إضافية .

وتتمثل المستندات المطلوبة فى السجل التجارى، والبطاقة الضريبية، والمستندات المؤيدة للنشاط، مع إمكانية منح تسهيلات تمويلية للمشروعات الصغيرة جداً، تبدأ من 250 ألف جنيه، وتصل إلى 500 ألف جنيه، للسنة الأولى فقط من المشروع .

وفى حال تمويل منشأة حديثة، فينبغى أن يتراوح رأسمالها المدفوع بين 50 ألف إلى 5 مليون جنيه، فى حال كانت منشاة صناعية، و3 مليون جنيه فى حال كانت غير صناعية، والمنشآة القائمة للمشروعات الصغيرة جداً، فإن رأس مالها المدفوع يجب أن يكون من مليون  إلى 10 مليون جنيه، والصغيرة فقط من 10 مليون إلى أقل من 20 مليون جنيه .

ويطبق سعر عائد %5 سنوياً متناقص، وبدون عمولة، وتطبق غرامة تأخير %2 فوق السعر المطبق على المبالغ المتأخرة حتى تاريخ الإستحقاق وتمام السداد، ويتم احتساب عائد مدين فى حال وجود حساب الخدمة «الحساب الجارى الدائم»، وفترة السداد من سنة وحتى 7 سنوات، ويمكن السداد على دفعات شهرية، وربع سنوية، ونصف سنوية .

فيما انتقدت عنايات النجار، إستشارى التمويل والاستثمار، اشتراطات البنوك، ووصفتها بالمبالغ فيها، قائلة إن البنوك تتحدث عن المشروعات الصغيرة برأس مال مدفوع مليون جنيه، وكأن هذا الرقم لم يعد له قيمة !

ولفتت إلى أنها تتفهم اشتراطات البنوك لضمان جدية العميل، لكن  رأس المال المدفوع لا ينبغى أن يكون بالملايين، ولو كان صاحب المشروع يملك تلك الأرقام فلماذا سيكون فى حاجة ملحة لنيل القرض .

كما انتقدت فكرة الحملة الإعلانية التى أطلقها البنك الأهلى، مؤكدة على أنها أثارت سخرية العديد من المصرفيين .

 وكان البنك الأهلى قد أطلق عدة إعلانات منها ما يدفع العميل حسب فكرة الإعلان لإنشاء مصنع «سوست»، لتجنيب الدولة استيراد مستلزمات إنتاج من الخارج .

وإنتقدت نشوى مصطفى، مدير إدارة الائتمان ببنك الإسكندرية سابقاً، توصيف البنك الأهلى للمشروعات الصغيرة التى سيتم تقديم تسهيلات تمويلية لها، موضحة أن هناك صعوبة فى إدراج مشروع رأس ماله المدفوع مليون جنيه، ضمن فئة المشروعات الصغيرة جداً، وقالت إن نسب المخاطرة التى تتحملها البنوك فى تمويل المشروعات الصغيرة مرتفع للغاية، وبالتالى فإن البنوك تعظم من ضماناتها . 

ويرى رامى عبد الحميد، مدير قسم الإبداع بوكالة توتيم، أن فكرة الحملة الإعلانية التى أطلقها البنك الأهلى للترويج للمشروعات الصغيرة خلال رمضان الجارى، تم تناولها بطابع كوميدى، ولقيت نجاحاً، وحققت المستهدف منها للترويج لتمويلات المشروعات الصغيرة .