فرّح.. تفرح

الموضوع بدأ لما اتعرفت على بنت من سنتين وبقينا أصحاب، بس اتعرفت عليها وهي بتمر بظروف صعبة وبتعاني من اكتئاب، وقتها قررت مسيبهاش وأساعدها تخرج من اللي هي فيه، وكان في ذهني إن المود ده مش هيطول معاها وهتبقى كويسة بسرعة وأكتشف شخصيتها الأصلية وأبقى كسبت صديقة جديدة.

بس في الواقع حاولت بكل طاقتي وده محصلش، وعلى مدار سنتين بتخرج من ظرف صعب للأصعب منه، بدأت تكره الناس وتتجنبهم، نظرتها بقت سوداوية لحاجات كتير.

وطبعًا معلومة إنك لما تتعامل مع شخص سلبي هو بيصدرلك من طاقته السلبية دي معلومة حقيقية جدًا، مكنتش بشتكيلها إنها بتنقلي طاقة ومود سلبي خالص، بالعكس كنت بسمع وأتناقش وأصليلها، بس جوايا كنت بتضايق من السوداوية اللي ممكن تحبطني في وقت من الأوقات، فقررت أختفي لوقت. وفي الوقت ده هي دورت عليّ وقالتلي إنها محتجالي وبتحس إنها وحيدة من غيري، وقتها أدركت حجم الكارثة اللي كنت بعملها، مينفعش أبدًا حد يحطك في خانة السند ويمنحك ثقة وتسيبه مهما كنت بتتأثر من مشاكله، وقتها قررت إن جزء من صداقتي بيها بيطالبني إني أفضل موجودة.

هي فرحتني لما حسستني إن حياتي ليها لازمة وهدف وإني بدي معنى لحياة حد تاني، فرحتني لما حسستني إن ليّ تأثير حتى لو أنا مكنتش شايفة ده، فرحت قلبي لما جت بعد سنتين وبقيت أشوفها وردة مفتحة مبتهجة وسعيدة، والأحلى إني اكتشفت إن ليها ضحكة بتخلي المكان اللي هي فيه ينوّر، فرحت قلبي أوي لما لقيتها بتشكرني إني فضلت معاها وقالتلي بالحرف إن فكرة إنها لقت حد يحبها طول الفترة دي بالرغم اللي كانت فيه حسسها إن لسه فيه ناس تقدر تحب بجد، ناس تحبك لشخصك مش لأنك حد 

بيهزر أو دمك خفيف أو... أو... إلخ.

هي مفكرة إن أنا اللي فرحتها، ومتعرفش إن هي اللي فرحتني لأنها وصلتلي إن حياتي ليها ثمر ومعنى وقيمة. وأنا فرحت لفرحتها، واتأكدت وقتها إن الحب غير المشروط بيشفى.

حلو إنك تقبل اللي حواليك بكل اللي فيهم، حلو إنك تبذل مجهود عشان تكون الحد اللي همّ مستنينة في حياتهم. حلو لما ندرك دورنا في التخفيف عن اللي حوالينا، حلو القبول غير المشروط للآخر، حلو إننا نمارس إنسانيتنا تجاه بعض، حلو إننا نشيل مسؤولية إننا نفرّح قلوب بعض، ندعم بعض، لأن وقتها مش بس الآخر بيفرح، لأ ده إحنا كمان بنفرح.. بنتبسط بكوننا أشخاص مليانة من جوة وقادرين نطلع شيء حلو.

لما ربنا يفرحك ويحط جواك بذرة حلوة فرّح إنت كمان غيرك.

اقبلوا الناس زي ما همّ... هيفرحوا.