المحتوى الرئيسى

يوم الذكرى والتآسي

06/22 10:40

نشرت صحيفة "إيزفيستيا" مقالا عن أهمية ذكرى الحرب الوطنية العظمى للشعب الروسي، كتبه سيرغي ناريشكين، رئيس مجلس النواب الروسي (الدوما)

 يصادف اليوم 22 يونيو/حزيران الذكرى الـ 75 لبدء الحرب الوطنية العظمى. إن هذا اليوم هو يوم نتذكر فيه آباءنا والأجداد، ونأسى على الذين لم تتحقق أحلامهم وآمالهم، ونحزن على عشرات الملايين من الناس الذين قضوا نحبهم وهم في مقتبل العمر. المجد والخلود وامتناننا لأولئك الذين بفضلهم نعيش 70 سنة في سلام.

يضيف ناريشكين: أريد هنا أن أدعو البرلمانيين في العالم كافة إلى بذل كل ما في وسعهم من أجل منع تكرار هذه المأساة. من أجل أن تنعم شعوب أوروبا، التي تكبدت خسائر لا تحصى، وعاشت مآسيَ عصيةً على الحسبان، بحياة آمنة من دون حروب.

ولكن، ليس الجميع، مع الأسف، يدرك في عالمنا المعاصر مدى قدسية هذه الذكرى بالنسبة إلى الشعب الروسي. ويبدو أن بين مزوري التاريخ يوجد عدد لا بأس به من ورثة الذين انتظروا بعيدا عن "طاحونة" جبهات القتال ولم يتجرعوا مرارة المعاناة.

مأساة الحرب على وجوه النساء

لقد حان الوقت لنوضح للذين يسعون لمحو ذكرى الدروس الحقيقية لتلك الحرب، ولا سيما أن السياسيين والمؤرخين يناقشون على امتداد 75 سنة حول ما إذا كانت تلك الحرب متوقعة أم لا؟ وهل كانت هناك عوامل وظروف تشير إلى حتمية اندلاعها؟ لأن السنوات التي تسبق الحرب، تكون عادة على شكل سلسلة عوامل وأحداث معقدة، بحيث لا تتحمل المزايدات.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن إمكان ارتكاب القادة ذنبا، وهم الذين تحملوا المسؤولية عن أمن بلدانهم، يُستخدم ذريعة لزعزعة الاستقرار السياسي الداخلي. وهذا ليس فقط في روسيا، بل وفي بلدان أخرى. ولكن، في حالتنا، تحاول قوى خارجية معروفة الحصول على "مناطق نفوذ" إضافية من دون أن تمنعهم عن ذلك أبسط آداب اللياقة، ولا الشعور بالعدالة التاريخية، ولا حتى نتائج محكمة نورنبيرغ  الجنائية. ولست أنا هنا بصدد إيراد أمثلة. ولكن يكفي الاطلاع على الأحداث التي وقعت بين عامي 2004 – 2008 لمعرفتها.

بيد أننا نعود إلى السنوات التي سبقت اندلاع الحرب؛ حيث أود أن أضيف أن على من يرغب في معرفة تفاصيلها كاملة والاحتفاظ بالموضوعية أن يحس بأنه يعيش تلك الأجواء تماما، عندها سيرى الصورة كاملة متكاملة.

وهذا، لن يكون في متناول أطفالنا، بل هو حتى ليس في متناولنا نحن. وهنا لا تكفي العودة إلى وثائق الأرشيف أو ما تنشره وسائل الإعلام من معلومات. علينا أن نفهم كيف فكر وشعر وتفاعل الناس الذين عاشوا في عصر تاريخي معقد محدد مع الأحداث. وهنا تظهر عمليات تعقد دراسة العوامل النفسية. غير أن الأدلة الواردة في الأعمال الإبداعية لتلك الفترة الزمنية تبقى أفضل مصدر للمعلومات.

وصحيح أن نقاد الفن عندنا يعرفون مصدر اللوحات التي رسمت عشية أو خلال سنوات الحرب أو بعدها من مصادر حية. ولكن "خصوصية" معارفهم عادة تبقى مواضع لمناقشات مهنية ضيقة وليس في متناول عامة الشعب.

ويجب ألا ننسى أن التاريخ، ليس هو فقط تسلسل زمني للأحداث، بل هو شعور وذكرى مسجلة في مراسلات الناس وفي إطار الأغاني والموسيقى السيمفونية واللوحات الفنية للرسامين. هنا بالذات، يمكننا أن نجد ما يلزمنا من مواد لتحليل أسباب اندلاع الحروب، وكذلك لفهم مزاج الرأي العام في مختلف البلدان.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل