المحتوى الرئيسى

بالصور.. الناقدة نهاد إبراهيم: السينما تدهورت منذ 2006.. 'مفيش مسرح'.. و'تياترو مصر' ليس له تعريف

06/22 02:09

الناقدة "نهاد إبراهيم" لصدى البلد: أزمات السينما المصرية بدأت مع تدهور النظام العام في مصر 2006 "الإسفاف" الأقل خطرا على السينما لأنه الأكثر وضوحا الخطاب السياسي المبهم والشفرات غير المفهومة بالأفلام أسقطت ثوابت المجتمع "صعيدي في الجامعة الأمريكية" حمل راية التحول السينمائي الحديث "مفيش مسرح في مصر".. والإدارة المسرحية الموجودة حاليا "استاتيكية" "تياترو مصر" ليس له تعريف.. ويعتمد على إفيهات مكررة بدون نص أحمد بدير وسامي مغاوري وأحمد راتب.. القادرون على إعادة زهوة المسرح مسرحية "الفخراني" قطرة في بحر.. وخالد صالح "عبقري"

"السينما في أزمة منذ عام 2006 مع بداية النظام العام في مصر، لأن الفن والسياسة بينهما ارتباط وثيق.. أما المسرح فيكاد يكون اختفى في عصرنا الحديث، المسرح "ضلمة" ولا ينير إلا بأعمال قليلة جدا".

هكذا وصفت الدكتورة نهاد إبراهيم، الناقدة السينمائية والمسرحية والأدبية الحرة، حال السينما والمسرح في مصر الآن، كما وصفت جهود تطوير فن المسرح بالاستاتيكية التي ليس لها أثر ولا مفعول نستطيع الشعور به.

ونهاد إبراهيم ناقدة سينمائية ومسرحية وأدبية حرة، حاصلة على دبلوم النقد الفني للدراسات العليا من المعهد العالي للنقد الفني عام 1996، والماجستير في النقد الأدبي عن شخصية شهرزاد في الأدب المعاصر عام 2001.

كما حصلت على درجة الدكتوراه في النقد الأدبي "أسطورة فاوست بين مارلو وجوته والحكيم وباكثير وفتحي رضوان – دراسة تحليلية مقارنة" عام 2006، ولها العديد من المقالات والدراسات النقدية المتخصصة في الصحف والمجلات المصرية والعربية.

وقالت الناقدة الفنية في حوار لـ"صدى البلد" إن السينما المصرية في أزمة منذ 2006، وليس 2011، لأن 2011 نتاج لما كان قبله، فالسينما تدهورت مع بداية تدهور النظام العام، لأن الفن والسياسة لا ينفصلان.

وأضافت "إبراهيم" أن "الإسفاف" أحد مشكلات السينما المصرية حاليا لكنه الأقل خطورة لأنه الأكثر وضوحا، والمشكلة الكبيرة هي الخطر غير الواضح، وهو أن تقدم أفلاما سينمائية بخطاب سياسي مبهم أو به شفرات غير مفهومة، مثل أحد الأفلام التي روجت لفكرة أن طبقة مالية معينة هي التي يجب أن تعيش في مصر، وخرج الفيلم بوجهة نظر واحدة دون غيرها، وأخفى جميع وجهات النظر الثانية، وفي نفس الوقت يطالب بطل الفيلم بالحرية لنفسه فقط دون الآخرين، بمعنى اغتيال الحرية باسم الحرية.

وأوضحت أن المشكلة الثالثة التي تعتري السينما حاليا وجود مخرجين وفنانين وكاتبين غير متدربين على الإطلاق، والأمثلة على ذلك كثير جدا، فلا نرى في المتواجدين حاليا من يمتلك مواهب حقيقية في التمثيل سوى القليل جدا، وانتشار الممثلين الضعفاء يقلل حظوظ الموهوبين ويعطي انطباعا للجميع بأن التمثيل سهل جدا، وأي أحد يمتلك واسطة يستطيع الإخراج أو التمثيل.

أما التحول للإنتاج التليفزيوني مؤخرا من قبل بعض المنتجين والمخرجين والفنانين على أساس ربحي، صرف الفئة العاملة في السينما بالتخصص عن الإنتاج السينمائي أيضا وأضر بالصناعة كليا.

وأرجعت الناقدة الفنية بدايات السينما الحديثة في مصر إلى فيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية" الذي أقبلت عليه الجماهير وقتها، وساعدهم ظروف احتكار عادل إمام ونادية الجندي للسوق، خاصة مع تكرار نوعية أفلام نادية الجندي، فالفيلم كان تغييرا للوضع القائم على الرغم من ظروف إنتاجه المتعثرة، وبلغة السوق "الفيلم "ضرب" وحقق نجاحا جماهيريا كبيرا، حتى إن عادل إمام استعان بالشباب الجدد بعد ذلك في أفلامه لمواكبة هذا التغير.

وفيما يتعلق بالمسرح، قالت الدكتورة نهاد إبراهيم: "مفيش أعمال ومفيش مسارح"، ليست هناك إدارة مسرحية في مصر، ولو كانت موجودة فتواجدها استاتيكي ساكن، حتى الفنان فتوح أحمد، رئيس البيت الفني للمسرح، على الرغم من قيمته كفنان، غير أن تواجده لم يغير من الواقع شيئا، وما زاد معاناة المسرح في مصر، أزمات المسارح العامة المهملة التي تحتاج إلى إعادة ترميم وبناء وتجهيزات، فضلا عن الخلافات على ملكيتها وتبعيتها بين الوزارات والهيئات المختلفة.

وأضافت: "البيروقراطية والمحسوبية أيضا من الآفات الجديدة التي عصفت بفن المسرح، وتكاد تكون أكثر الأسباب التي أدت إلى تدهور الفنون في مصر بشكل عام"، ووأوضحت أن مسرحية الفنان يحيى الفخراني الأخيرة "ليلة من ألف ليلة" مجرد قطرة في بحر.

وكشفت الناقدة الفنية عن أن زهوة المسرح المصري ليست في الستينيات كما يظن البعض، وإنما في العشرينيات والثلاثينيات قبل انطلاق السينما، فكانت تتواجد مسارح يوسف وهبي، وفاطمة رشدي، وعلي الكسار، والمسرح الغنائي لسيد درويش، وكلها مدارس أسست لفن المسرح وخدمت جيل الستينيات، وكانو أساتذة في كل شيء.

وقالت إن أعمالا مثل "تياترو مصر" و"مسرح مصر" حلول بديلة في الفن ليس لها تعريف، لا هي "ست كوم" ولا مسرح تليفزيوني، وإنما اتجاه شخصي انقلب لمسرح تجاري يكرر الإفيهات ويعتمد على نصوص ضعيفة ومشاهد مكررة متفق عليها بدون نص كتابي أو تحرير.

وحذرت الناقدة الفنية من أزمة "انتشار الضعيف" لأنه يقتل الموهوب فنيا، مدللة بواقعة مشاهدتها لممثل خارج من ورشة يقول "النص لما بيجيلنا ملناش دعوة بيه، إحنا بنرتجل".

وقالت إن من يستطيع إعادة قيمة المسرح من الفنانين الحاليين، أحمد بدير، وسامي مغاوري، الذي وصفته بـ"الممثل الجبار"، وأحمد راتب، وشعبان حسين، غير أن له طبيعة أدوار معينة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل