المحتوى الرئيسى

تعدد الزوجات بين الرخصة الشرعية والطفاسة الذكورية (3)

06/21 22:08

اندهشت وتعجبت حين عرفت أن مسألة الدفاع عن تعدد الزوجات مسألة استحواذ على متعة دنيوية وليست استحواذاً على رخصة دينية، حين قرأت كيف لجأ البعض إلى الألاعيب الفقهية منطلقاً من الحذلقة اللغوية فى سبيل زيادة الرقم على أربعة وكأنهم لا يكفيهم أربع زوجات، أما كيف تمت هذه الحيل البهلوانية فهذا ما ستعرفه من هذه التفسيرات الشاذة التى نقرأها فى بعض التفاسير، وقد لجأ هؤلاء إلى تفسير انطلاقاً من أن ذكر رقم معين بعد إطلاق الحكم بما طاب لكم من النساء لا يجعلنا نخصصه هو فقط، بل من الممكن أكثر فقال البعض إن مثنى وثلاث ورباع هى حاصل جمع 2+3+4 أى تسعة وهو ما أكده الخبر وهو أن محمداً عليه الصلاة والسلام قد مات عن تسع زوجات وتجادل البعض حول حرف الواو الذى قالوا إن القرآن لو كان قد أراد أن يصل الحد الأقصى إلى أربعة لكانت الآية قالت مثنى أو ثلاث أو رباع!!، تخيلوا الحد الذى وصل إليه الخيال الفقهى والهوس الجنسى بالبعض لمثل هذه التخريجات، أما من اكتفى بالأربع وزاغت عيناه على أخريات فقد تعدى على الآية وتجاوزها بتشجيع من الفقهاء وإيجاد ثغرات أخرى، فبما أن الفهم الظاهر للآية هو تخييرهم ما بين التعدد إذا كان العدل متوفراً أو التسرى بملك اليمين، ولكن شهوة الرجال المنطلقة بلا حدود التى نفخ فى نارها الفقهاء جعلتهم يجمعون ما بين الأربع زوجات وفى نفس الوقت يضمون إلى جانبهن ملك اليمين، لدرجة أننا نجد إماماً فقيهاً كبيراً كـ«النسائى» يكتب عنه «ابن خلكان» أنه «كان له أربع زوجات يقسم لهن وسرارى» أى إماء أخريات يتسرى بهن، وبما أن التسرى الآن أصبح فى ذمة التاريخ لأنه ينتمى للعصر العبودى، وبما أن إمكانية تحقيق العدل بشكله الإنسانى الأمثل مستحيلة، فإننا نصل إلى نتيجة أن العلاقة الأسرية الأحادية ما بين زوج وزوجة هى الأمثل والأعدل والأكرم.

ولنا فى كلام الإمام محمد عبده سند وأنيس ومنهج، لكن قبل أن ننتقل إلى آراء الإمام محمد عبده الذى كانت آراؤه ثورة حقيقية فى مجال تعدد الزوجات، نقدم تفسيراً آخر ليس من اختراعى ولكن قدمه بعض المجتهدين من خلال البحث فى أسرار اللغة العربية، والتفسير يقول إن جملة «ألا تقسطوا» فى الآية ليس معناها العدل لأن لفظ العدل جاء بعد ذلك فى نفس الآية ولا يصح أن القرآن يستعمل لفظين ويكررهما بنفس المعنى، ولذلك فالتفسير الأقرب لجملة «ألا تقسطوا» المقصود به الإقساط من النصيب والحصة والقسمة، وبالتالى يكون معنى جملة «وإن خفتم ألا تقسطوا فى اليتامى» هى أنكم لو شعرتم فى قرارة أنفسكم أنكم لن تقسطوا فى اليتامى بعدم تقسيمهم وفصلهم عن أمهم وتوزيعهم على أهلهم وأيضاً بعدم التعرض لنصيبهم من تركة أبيهم، إذا شعرتم بذلك فانكحوا ما طاب لكم... أما جملة «فإن خفتم ألا تعدلوا» يذهب البعض إلى أنها ليست عائدة على النساء بل هى عائدة على الأيتام لأن النص أساساً يتحدث عن الأيتام الذين من الممكن العدل بينهم على عكس استحالة العدل بين الزوجات، إذن فالمقصود يصبح: إن شعرتم أنكم لن تستطيعوا العدل بين يتامى النساء فانكحوا زوجة واحدة فقط من أمهات هؤلاء الأيتام، وذلك لكى لا يصبح عندكم عائلة كبيرة تؤدى إلى الفقر وتظلموا اليتامى معكم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل