المحتوى الرئيسى

«الشباب ودولة 30 يونيو.. خصومة علي جثة الوطن».. الصدام بدأ بقانون التظاهر وتصاعد مع حظر الروابط الثورية.. «جمعة الأرض» ضربت العلاقة في مقتل و6 مبادرات رئاسية للتقارب من جديد

06/21 16:20

طيلة السنوات الثلاثة التي أعقبت ثورة يناير، ظلت الدولة تحتفظ بجسور التفاهم مع الشباب الذي قاد احتجاجات أدت الى الاطاحة بحكم مبارك ووصول الرئيس المعزول محمد مرسي الى الحكم، انتهاء بالمظاهرات التي ادت الى الاطاحة به، حتي دخلت علاقة الطرفين نفقًا مظلمًا في أعقاب ثورة 30 يونيو، تخللتها عدة صدامات انتهت بحالة فتور وغضب لدي الكثيرين تجاه الدولة.

خرجت في تلك الأثناء المبادرات واحدة تلو الأخري، ودعوات عديدة ومبادرات رئاسية للتقارب مع الشباب، آخرها ما أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس الإثنين خلال حفل إفطار شباب البرنامج الرئاسي لإعداد الشباب للقيادة، عن عقد مؤتمر عام موسع للشباب بمدينة شرم الشيخ في سبتمبر المقبل، وذلك لمناقشة نتائج نتائج الحوار الوطني الجاري مع الشباب منذ مارس الماضي حول كل القضايا التي تهم الشباب في مختلف المجالات والقطاعات.

وعبرالرئيس السيسي عن العلاقة التى تربط الشباب بوطنهم ، قائلا: "شباب مصر مش عنينا بس شباب مصر في عين مصر"، محذرًا من محاولات الوقيعة بين الشباب وبلدهم، مؤكدًا أن شباب مصر بخير، لأنه يحب بلاده وحريص عليها.

وأضاف: "لسنا مختلفين، شباب مصر يحب مصر لن يتفرق مجتمعنا عن بعضه ولن يستطيع أحد أن يؤذي مصر طول ما أهلها من شباب وكبار غير مختلفين ويجمع بينهم الحب".

وسبق تلك المبادرة، في 3 يونيو الجاري إعلان الرئيس عزمه إصدار قرارات عفو رئاسي للمرة الرابعة بحق الشباب المحبوس علي خلفية قضايا سياسية، بعد أن أصدر في مارس الماضي قرار جمهوري بالعفو عن الشباب بمناسبة عيد تحرير سيناء، و أصدر في 16 يونيو 2015، قرارا جمهوريا آخر بالإفراج عن 165 من الشباب المحبوسين والمتهمين بخرق قانون التظاهر، وذلك بمناسبة شهر رمضان المبارك.

وعقب ثلاثة أشهر في 23 سبتمبر 2015، أصدر ، قرارا جمهوريا برقم 386، بتاريخ اليوم، تضمن العفو عن 100 شاب وشابة منهم 16 فتاة، بينهم سناء سيف ويارا سلام، وهاني الجمل وبيتر جلال يوسف.

وفي 15 ابريل الماضي، أجرى الرئيس حوارا مع الشباب وممثلى الإعلام، عقب تفقده مشروع مدينة ومنتجع جبل الجلالة المطل على ساحل البحر الأحمر بالقرب من خليج السويس.

وفي 9 يناير الماضي، وجه الرئيس كلماته للشباب خلال احتفالية يوم الشباب المصري، قائلا: هذا الوطن يتسع للجمع، وقد استخدمت سلطتي في العفو عن شباب محبوسين، وأطلقنا حوار موسع معهم، لذا أطلقت علي العام الجاري عام الشباب المصري تقديرا للشباب المثقف الواعي.

لم يغفل الرئيس تصاعد الضغب لدي روابط المشجعين "الأولتراس"، حيث دعا شبابها إلي المشاركة في لجان التحقيق بملابسات، "مذبحة بورسعيد" التي راح ضحيتها 72 مشجعا لنادي الأهلي، في رسالة وجهها لهم مطلع فبراير الماضي، إلا أن الرابطة رفضت بقولها: " إنها ليست أهلا لأن تكون الخصم والحكم في القضية".

"البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة".. كان أحد مساعي النظام لتقريب وجهات النظر مع الشباب الغاضب، و مد جسور التواصل المقطوعه منذ أشهر طويلة، والذي أطلقة الرئيس السيسي منتصف سبتمبر الماضي، بهدف تأهيل 2500 شاب وشابة كمرحلة أولي على الإدارة وتولي المسؤولية والمناصب القيادية، وفقا لأساليب الإدارة الحديثة.

محطات متتالية من الصدام مرت بها العلاقة بين الدولة و الشباب في أعقاب ثورة 30 يونيو قبل ثلاث سنوات، نرصد أبرزها في السطور التالية:

"قانون تنظيم التظاهر".. كان بمثابة المسمار الأول في نعش علاقة الدولة بالشباب، حين سارع مجلس الوزراء بعد 3 أشهر علي ثورة 30 يونيو علي إصدار قرار بالموافقة علي مشروع قانون تنظيم الحق في الاجتماعات العامة والمواكب والتظاهرات السلمية في الأماكن العامة والمعروف بقانون التظاهر، ثم أصدر الرئيس عدلي منصور في الشهر التالي القرار بقانون رقم 107 لسنة 2013.

وعبرت حينها العديد من المنظمات الحقوقية عن رفضها للقانون، وأعزت ذلك إلي تضمنه مواد مجحفة للحق في التظاهر، و تقييد مجحف للحق في التظاهر، ومحاولةَ تقييد حقوق وحريات أساسية للإنسان.

بدأت المواجهات لأول مرة بين الدولة و الشباب منذ إندلاع ثورة يونيو، أواخر نوفمبر من نفس العام، حينما نظم العشرات من شباب الحركات الثورية وقفة احتجاجية أمام مجلس الشورى للتنديد بقانون التظاهر.

وفضت قوات الأمن الوقفة الاحتجاجية بالقوة، وألقت القبض علي العشرات، بعد نحو ساعة من تجمع المئات من المتظاهرين، وأصدرت النيابة أمر ضبط وإحضار لعدد من النشطاء لإتهامهم بالتحريض علي التظاهر دون إذن مسبق.

وفي خضم الأوضاع المشتعله، قضت محكمة الأمور المستعجلة، مطلع عام 2014 بحظر نشاطات أحد الحركات الثورية المعروفة بإسم "حركة 6 إبريل" والتحفظ على مقاراتها، وأكدت في حيثيات الحكم تلقي الحركة على أموال من الخارج ، والتعدي على مقار أمنية، والاستقواء بالخارج، ما أثار حفيظة أعضاءها معتربين ذلك بمثابة قمع للرأي الآخر، وإنقلاب الدولة عليهم.

وشهد مطلع العام الماضي، حادثة دموية امام بوابات استاد دار الدفاع الجوي بالقاهرة، قبل مباراة الدوري بين نادي الزمالك ونادي إنبي راح ضحيتها 22 قتيلاً بين صفوف مشجعي الفريق الأبيض إقر قيام قوات الأمن بادرت بإطلاق قنابل الغاز بكثافة على الجماهير، التي اتهمت الأمن بتبيت النية لقتل زملاءهم.

وبعد شهرين فاجئ الجميع حكم محكمة القاهرة للأمور المستعجلة بحظر جميع روابط مشجعي كرة القدم على مستوى الجمهورية، واعتبارها "منظمات إرهابية"، رغم إعتراف الرئيس بهم في أكثر من خطاب، ودعواتهم للحوار معهم وتقريب وجهات النظر.

ولم تلبث أن وجهت وزارة التعليم العالي هي الأخري ضربة جديدة للشباب، بقرارها المفاجئ حل اتحاد طلاب مصر، مشددة على عدم الاعتراف به رسميًا كاتحاد رسمي ممثل للطلاب بعد نظر الطعون المقدمة من اتحاد طلاب جامعة الزقازيق.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل