المحتوى الرئيسى

جار الله صالح يكتب: الصفات المشتركة للعظماء | ساسة بوست

06/21 14:49

منذ 10 دقائق، 21 يونيو,2016

عندما تدرس حياة العظماء الذين حققوا إنجازات رائعة، وتركوا أثرًا عظيمًا في الآخرين، وساهموا مساهمةً كبيرة في تقدم الإنسانية، سوف تجد نموذجًا وصفات موحدة تجمعهم، لقد قام هؤلاء العظماء من خلال البذل المستمر وجهاد النفس بتنمية قدراتهم ومهاراتهم، ولهذا أي شخص كان له تأثير كبير في الآخرين أو في المؤسسات أو في المجتمع هو إنسان يمتلك الرؤية والانضباط والحماس والضمير، هذه الصفات هي الأساس الذي يقوم عليه كثير من الصفات الأخرى، التي يتصف بها أولئك الأشخاص الذين يتمتعون بقدرة عظيمة على إحداث تغيير حقيقي في هذا العالم.

إن الانسان صاحب الرؤية يفكر بتحقيق أهداف كبيرة، ويفكر بطريقة جديدة، ويفكر بما آت، والأهم قدرته على التواصل مع أعماق الضمير الإنساني ومع الإمكانيات التي يمتلكها الناس، الرؤية تولد عندما يقوم العقل بالجمع بين الحاجة والإمكانية، كما يقول ويليام «حقائق اليوم هي أحلام الأمس» فأغلب العظماء يمتلكون رؤية لتطوير العالم فعندما يفقد الناس الرؤية، عندما لا يطورون قدرة عقولهم على الابتكار، حينها يقعون فريسة سهلة للميل الإنساني نحو لعب دور الضحية والانغماس في الشهوات والملذات.

هو أن تدفع الثمن الذي يتطلب تحويل الرؤية إلى واقع، ويتطلب عدم الانغماس في الملذات اليومية العابرة وذلك من أجل منفعة أهم، وهذا يعني التخلي عن بعض الأشياء الممتعة اليومية في سبيل هدف أعلى وأسمى، وهذا تؤدي إلى نوع من السيطرة على النفس التي تقود إلى التطور والنجاح، فغاندي الذي لعب دورًا كبيرًا في تأسيس الهند كدولة مستقلة مع انه لم يشغل أي منصب رسمي لا بالتعيين ولا بالانتخاب، إن سلطة غاندي الأخلاقية ولدت مبادئ من الانضباط الثقافي والأخلاقي تحولت في النهاية إلى إدارة سياسية صلبة، لقد قاد غاندي حياته من خلال إدراكه للضمير الإنساني الكامن في نفوس الناس، وفي المجتمع الدولي، وفي البريطانيين أنفسهم، وفي المقابل امتلك هتلر الرؤية والانضباط والحماس، لكن الأنا هي التي كانت تدفعه، لأن الأنا تركز على كيفية حفاظ الإنسان على وجوده ومتعته بنفي الآخرين وممارسة الطموح الأناني، بمقابل هذا الضمير يجعل الأنا ديمقراطية ويرفعها إلى إحساس أكبر بالمجموعة وبالمجتمع ينظر إلى الحياة على أنها خدمة ومساهمة وسعي إلى تحقيق الأمن والسعادة للآخرين.

ينبع الحماس من القلب وهو يعبر عن نفسه على شكل تفاؤل وإثارة وتواصل عاطفي وتصميم، إنه يشعل فينا الدوافع التي لا يمكن إيقافها، الأشخاص الذين يتمتعون بحماس عال يومنون أن أفضل طريقة للتنبؤ بالمستقبل هي صناعته، المفتاح لجعل حياتك مليئة بالحماس هو أن تكتشف مواهبك ودورك وغايتك في هذا الوجود، من الضروري أن تعرف نفسك قبل أن تعرف ما العمل الذي تريد القيام به، مواهب الإنسان ورسالته ودوره في الحياة تكتشف ولا تخترع، علينا أن ننظر إلى الداخل إلى أنفسنا وتسمع الطرقات التي تدق من داخلك والاستجابة لها، الذين قدموا مساهمات عظيمة في هذه الحياة هم أولئك الذين أجابوا طارق الباب على الرغم من أنهم كانوا خائفين من ذلك، الشجاعة هي روح الحماس.

هو الشعور الأخلاقي الداخلي بالصواب والخطأ، الشعور الذي يدفع الإنسان إلى أن يعيش حياة ذات معنى يقدم فيها مساهمة مهمة، فنلسون مانديلا قضى سبعة وعشرين عامًا من عمره في السجن وهو يناضل ضد نظام التمييز العنصري، لقد كان في أعماق ضميره إيمان عميق بقيمة كل مواطن في جنوب أفريقيا لإنشاء مجتمع لا يقوم على العنصرية هو الذي قاده إلى أن يظل مؤمنًا بفكرته، واستطاع أن يرى عالمًا مختلفًا كثيرًا عن تجاربه وذكرياته المليئة بالسجن والظلم والحروب القبلية والتفرقة.

الأشخاص الأكثر ذكاء والأكثر موهبة قد يكونون ضمن قائمة الناجحين في الحياة، لكنهم لن يصلوا إلى مرتبة العظماء، تلك المرتبة التي تستطيع أن تغير العالم إذا تنازلوا عن مبادئهم مع وجود صعوبات كبيرة واجهوها في الحياة، إلا أنهم لم يتنازلوا أبدًا عن المبادئ والقيم التي يحملونها، لهذه الصفات والعوامل وحدها لا تحقق العظمة بدون التمسك بالمبادئ والأهداف هو ما يجعل الإنسان ضمن قائمة العظماء وأصحاب المشروعات العملاقة، لهذا يجب أن ننطلق في الحياة على أساس القيم والمبادئ التي حدثنا عليها ديننا الإسلامي؛ لأن القيم هي التي تبني المجتمعات.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل