المحتوى الرئيسى

في الذكرى الـ 87 لميلاده .. "العندليب الأسمر".. "الأناشيد المدرسية" كشفت موهبته.. لقب بـ"ابن الثورة".. فشل في علاقاته العاطفية فقاطع الزواج.. "البلهارسيا" و"فيروس سي" أودوا حياته

06/21 13:12

الحاضر الغائب، رغم من غيابه عنا إلا أنه حاضر بيننا بأغانيه الحية التي تنعش قلوب الطفل الصغير قبل الكبير، والحبيبة بصفة خاصة، والذين يستمتعون بأغانيه الرومانسية في غضون الليل، هو العندليب عبد الحليم حافظ.

قضي حليم، حياته يتيمًا بأحد ملاجئ الشرقية، قبل أن ينتقل لمنزل خاله، وباءت كل محاولات زواجه بالفشل، حتى نجحت البلهارسيا التي انتقلت إليه من خلال لعبه في الترعة مع أولاد عمه، إلى القضاء على حياته.

تعد فرقة الأناشيد الدينية هي بداية الطريق التي فتح أمام حليم لممارسة هوايته المفضلة وشغوفه بالغناء والموسيقى، وفي الكبر سعى إلى تطويرها حتى حقق نجاحًا غير مسبوقًا.

ولد عبد الحليم علي شبانة، والمعروف بعبد الحليم حافظ، في 21 يونيه عام 1929، بقرية الحلوات، التابعة لمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية، ويعد الابن الأصغر بين أربعة أخوات، عاش يتيمًا بعد وفاه والدته بأيام من ولادته، وقبل نهاية العام توفى والده ليعيش في ميتم قبل أن ينتقل لمنزل خاله الحاج متولي عماشة.

كان يلعب مع أولاد عمه في ترعة القرية، التي تسببت في إصابته بمرض البلهارسيا التي دمرت حياته، وزاد الطين بله عند انتقال دم ملوث له في إحدى مراحل علاجه من البلهارسيا، وعلى أثرها أجرى العندليب خلال حياته واحد وستين عملية جراحية، ودائمًا ما كان يصف حياته يومًا "أنه أبن القدر".

بدأت موهبة عبد الحليم وحبه للموسيقى تتجلى منذ دخوله المدرسة، حتى أصبح رئيسًا لفرقة الأناشيد في مدرسته، ومن حينها سعى للدخول إلى عالم الغناء لشدة ولعه به.

التقى عبد الحليم بالفنان كمال الطويل عندما كان طالبًا في قسم التلحين بمعهد الموسيقى العربية وكان كمال في قسم الغناء والأصوات، وقضيا معاً طيلة سنوات المعهد، حتى أن قام كمال بترشيحه للسفر في بعثة حكومية إلى الخارج، إلا أن حليم ألغى سفره وعمل مدرساً للموسيقى بطنطا ثم الزقازيق وبعدهم القاهرة، ثم قدم استقالته من التدريس ليلتحق بفرقه الإذاعة الموسيقية عازفا على آله الأبواه.

اكتشف حافظ عبد الوهاب، الإذاعي الكبير، موهبة العندليب الأسمر الذي سمح له باستخدام اسمه "حافظ" بدلا من "شبانة"، وبعدها قدم قصيدة "لقاء"، وبدأ في تصوير أول أفلامه "لحن الوفاء".

أحدث العندليب، نقلة نوعية في الموسيقى على مستوى اللحن والكلمة والتوزيع، حيث قدم العشرات من الألحان الناجحة، وإحياء مجموعة من الأغاني الوطنية والحفلات بعد نكسة 1967، والتي لعبت دورًا كبيرًا في رفع معنويات الجنود منها: "عدى النهار، أحلف بسماها، البندقية أتكلمت، عاش اللي قال، صباح الخير يا سيناء، النجمة مالت على القمر، نسيم الفجرية، ريح دمعك".

وأطلق عليه العديد من الألقاب أهمها "العندليب الأسمر"، و"ابن الثورة"، نسبة إلى ثورة 1952، وكتب نجاحه بعد أن أثبت أن صوته الغنائي يستطيع تعويض ضعف حنجرته ومحدودية مقامات صوته، بالجاذبية التي تكمن فـيه.

قدم العندليب، أكثر من مائتين وثلاثين أغنية، امتازت بالصدق، والإحساس، والعاطفة، إلى جانب بعض الابتهالات الدينية منها "على التوتة، أدعوك يا سامع، ورحمتك في النسيم، والحبة في الأرض".

وغنى عبد الحليم، أغنية "قارئة الفنجان" للشاعر الكبير نزار قباني، و"رسالة من تحت الماء"، والتي لحنها الموسيقار محمد الموجي.

كما قدم ستة عشر فيلمًا؛ منها "لحن الوفاء، أيامنا الحلوة، الخطايا، معبودة الجماهير، ليالي الحب، أبى فوق الشجرة، فتي أحلامي، شارع الحب، يوم من عمري، بنات اليوم، أيام وليالي، الوسادة الخالية"، ومسلسلًا إذاعيًّا وحيدًا، وهو "أرجوك لا تفهمني بسرعة".

وكان عبد الحليم يحلم بتقديم قصة "لا" للكاتب الكبير مصطفى أمين على شاشة السينما ورشح لبطولته الفنانة نجلاء فتحي إلا أن القدر لم يمهله، وقدم ثلاث برامج غنائية هي: "فتاة النيل" للشاعر أحمد مخيمر وألحان محمد الموجي وإخراج كامل يوسف، و"معروف الاسكافي" للشاعر إبراهيم رجب وألحان عبد الحليم علي وإخراج عثمان أباظة، و"وفاء" للشاعر مصطفى عبد الرحمن وألحان حسين جنيد وإخراج إسماعيل عبد المجيد.

بالرغم من شهرته الكبيرة التي يتمتع بها عبد الحليم حافظ، إلا أن هناك العديد من أغانيه التي لا يعرفها الكثير من جمهوره، وذلك لأن إنتاج هذه الأغاني مملوكه للإذاعة المصرية، الأمر الذي تسبب في ندرة إذاعتهم واعتقادهم أنه تراث مجهول ولكنة معلوم لدى الكثير من المؤرخين والإذاعيين المصريين .

احتفظ حليم بالملابس التي يرتديها أثناء تصوير أفلامه السينمائية داخل دولاب خاص به في غرفته، ويمنع من في البيت من التصرف فيها، خاصة بلوفر أزرق برقبة بيضاء، ارتداه في أول فيلم له "لحن الوفاء"، باعتباره فاتحة خير له في طريقه الفني.

لم يتزوج عبد الحليم طيلة حياته، والإشاعة الوحيدة التي ترددت عن زواجه من الفنانة سعاد حسني، لم يتم إثباتها بشكل قاطع، حيث أن حليم كان له العديد من العلاقات التي باءت جميعهما بالفشل.

وكانت أول تلك العلاقات هي فتاة أغنيته "بتلوموني له"، والتي عشقها قبل أن يصدم بأنها متزوجة، وبعدها ماتت تلك الفتاة في شبابها بمرض نادر في المخ، وتأثر حليم بها حتى غنى لها "بلتوموني ليه".

وللمرة الثانية، ارتبط حليم بفتاة من الإسكندرية، وكان حريصا على إبعادها عن الآخرين حتى لا يراها أحد، إلا أن تلك الفتاه توفيت وتأثر كثيرا بذلك.

ولم ينجو حليم من الحب من طرف واحد، فكان لحليم بيتا في لبنان، وكان يسافر إلى هناك من وقت للآخر، وظهرت في حياته فتاة لبنانية أحبته كثيرا، ولكنه لم يتزوجها لأسباب مجهولة.

وأخرهم الفتاه التي أحبها من طبقة فقيرة، وفي الوقت الذي ذهب إليها لخطبتها فوجئ بأن ابن عمها سبقه في هذه الخطوة.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل