‬أندريه‭ ‬زكي: ‬أرفض‭ ‬نظرية‭ ‬المؤامرة‭ ‬في ‬‮«‬بناء‭ ‬الكنائس‮»‬

■ فى الوجدان المصرى، يحتل شهر رمضان مكانة خاصة، لدى الجميع، مسلمين وأقباطًا، ماذا يدور فى ذاكرتك، حين يجيء الشهر الكريم؟

- أتذكر بقدوم شهر رمضان، أوقات الطفولة فى مدينة المنيا، مدفع الإفطار، الفوازير، الفوانيس، كأبرز مظاهر لهذا الشهر الكريم، إلى جانب علاقتنا الحميمة الصادقة مع جيراننا المسلمين- عائلة الأستاذ خيرى- حيث الزيارات المتبادلة، واجتماعنا أمام التليفزيون معًا، حتى بدا شهر رمضان بالنسبة لى جزءاً من تراثى، وثقافتى، فأنا أحب الأكل فى «رمضان»، أحب الخشاف والبلح، والحلويات الشرقية.

■ بعد قدومك للقاهرة عام 1970 للالتحاق بكلية اللاهوت.. ما الأشياء التى لم تزل ثابتة.. لم تتراجع من مظاهر شهر «رمضان» المصرى؟

- بالنسبة لى لم تتراجع طقوس المعايدة، والتهنئة بقدوم شهر رمضان، وقد تراجعت فى الاهتمام بمتابعة مسلسلات خلال الشهر، بسبب كثرة الضغوط، ومن أفضل الطقوس التى أحضرها، احتفالية ليلة القدر، التى نحضرها مع قيادات الأزهر الشريف، ووزارة الأوقاف.

■ موائد إفطار الوحدة الوطنية.. هل تراها شكلية.. أم قادرة على إذابة الجليد؟

- لا هى شكليات، ولا هى تذيب الجليد، لكن أية فرص للقاء، تعد شيئاً إيجابياً، وأرجح أن تقل موائد الوحدة الوطنية، وتوجه تكاليفها لصالح الفقراء.

■ يتميز شهر رمضان بالهدوء نهاراً فى شوارع مصر.. كيف يمكن البناء على هذا الهدوء؟

- منذ شهرين لم تتوقف الأحداث المتتابعة فى مصر، ونصلى أن يكون شهر رمضان فترة هدوء، بلا مشاكل، وتصبح فترة جيدة للتأمل.

■ دعنا نقترب قليلاً من الملفات البارزة على الساحة الكنسية.. إلى أى مدى تتفق مع موقف المتوجسين من قانون «تنظيم بناء الكنائس» باعتباره سيقر بثغرات تعرقل تنفيذه؟

- لا أقبل الأحكام المسبقة، ولا أستريح لنظرية المؤامرة، مقترح القانون الحالى الذى ناقشته الكنائس «جيد»، وأنتظر قراءة النص النهائى بعد إقراره من جانب «مجلس النواب»، وأرى أن الدولة جادة فى إصدار القانون.

■ إذن ما رهانات تضمين القانون فى مسودته النهائية.. البنود التى ناقشتها الكنائس؟

- إذا أقر مجلس النواب النسخة التى أرسلتها الكنائس لمجلس الوزراء فى 5 مايو الماضى فسيكون قانونًا مميزًا، والكرة الآن فى ملعب مجلس النواب.

■ يصف البعض موقف الكنيسة الإنجيلية من الزواج المدنى بأنه متأرجح ويراوغ لصالح عدم تمريره فى قانون الأحوال الشخصية الجديد؟

- لم نؤيد الزواج المدنى إطلاقاً، الطائفة الإنجيلية لم تقره، ولم تتراجع عنه، والطلاق المدنى لدى الكنيسة الإنجيلية، هو الفيصل، باعتباره شرطاً للحصول على تصريح زواج ثان.

■ لكنه مطلب الآلاف من متضررى الأحوال الشخصية؟

- أعداد المتضررين بالكنيسة الإنجيلية، وأصحاب دعاوى الطلاق، أعدادهم قليلة جداً، حيث إن الطلاق هو الاستثناء، وليس القاعدة، ولا يمكن صياغة قانون على الاستثناء.

■ كيف ترى تصريح قداسة البابا تواضروس بأن تعداد الأقباط فى مصر يبلغ 15 مليون؟

- لا أستطيع تحديد عدد محدد، لأن هذا يتطلب إحصائيات، ولا يقل عدد الأقباط عن 12 - 15 مليون قبطياً، وأفضل أن يترك موضوع الأعداد جانباً، لأنه يجب احترام حقوق الأقليات، حتى لو نسبتهم 1%، لأنه تطبيق حقيقى لمفهوم المواطنة.

■ البعض يرى تحديد العدد مهماً فى تطبيق «الكوتة» فى الوظائف ومجلس النواب؟

- «الكوتة» حل مؤقت، واستمرارها خطر، والكنائس لم تطلب إحصاء، وإذا طلبت، يقال: لا يوجد تعداد على أساس طائفى.

■ هل تملك الكنائس مراكز إحصاء للأقباط فى مصر؟

- الكنيسة الإنجيلية، لديها دفتر عضوية والكنائس لا تحصر فقط على الأعضاء، لأن هناك مترددين، وهم من رعاياها.

■ كيف ترى حساسية مؤتمر «احسبها صح» الذى تقيمه الكنيسة الإنجيلية سنوياً لدى الكنائس الأخرى؟

- لا أعطى اهتمامًا لهذه القضايا، وبعض قيادات المؤتمر تقول لمن جاء من أية كنيسة أخرى، فليعد لكنيسته، والبعض يعانى ثغرات تعصب، والشباب أحرار، لا وصاية عليهم، وليس لدى الكنائس الإنجيلية رغبة فى ضم أتباع كنائس أخرى.

■ تقول كنيسة الروم الأرثوذكس إن عدم توحيد موعد عيد القيامة مع الكنائس الأخرى مرفوض بسبب مخالفة نصية وفقاً لمجمعها.. كيف ترى ذلك؟

- لم نصل لموعد نهائى، وهذا يرتبط بتقاليد، ومواعيد كنسية.

■ قضية «قرية الكرم» إلى أى مدى أثرت على الاستقرار الاجتماعى بالمنيا؟

- ما حدث لسيدة المنيا عمل إجرامى، واحترمت الرئيس عبدالفتاح السيسى، حين وصفها بأنها «أم مصرية»، وما حدث مع هذه السيدة، ضد الموروث الشرقى، والعادات، والأديان، ونحن أمام عمل إجرامى، فهل سيطبق القانون، لأنه مثل هذا الفعل لن يردعه عمل عرفى، والقانون هو صمام الأمان الوحيد، لأن الحلول العرفية أحد الانتكاسات التى ساهمت فى الفتنة الطائفية.

■ كيف رأيت دخول أقباط المهجر، على خط حادث «المنيا»؟

- من حق أى شخص يدلى برأيه، ومن يريد مواجهة التحديات، فليأت للعيش معنا، ولا يزايد أحد علينا.