المحتوى الرئيسى

متى نشأت فكرة تدمير إسرائيل؟ | المصري اليوم

06/21 00:21

بدايتها كراهية هتلر لليهود. وفى هذا المعنى رفض إقامة دولة يهودية فى فلسطين. وفى 28 نوفمبر 1941 عندما التقى الحاج أمين الحسينى، مفتى القدس، هتلر قال له الأخير: «نحن الآن منخرطون فى معركة حياة أو موت ضد قلاعيْن مسانديْن لقوة اليهود، هما بريطانيا العظمى والاتحاد السوفيتى. نظرياً، ثمة فارق بين رأسمالية إنجلترا وشيوعية روسيا، ولكن، عملياً، فإن اليهود فى الدولتين لديهم هدف مشترك. ومما لاشك فيه أن ألمانيا ملزمة بتقديم مساعدة إيجابية وعملية للعرب المنخرطين فى نفس المعركة لأن الوعود المثالية لا قيمة لها فى حرب من أجل البقاء أو الفناء، وفيها اليهود قادرون على تحريك الشعب الإنجليزى لتحقيق أهدافهم». ثم استطرد قائلاً: «على المفتى أن ينتبه إلى أن الصراع القائم الآن فى أوروبا هو المسؤول عن تحديد مصير العالم العربى». وفى نهاية اللقاء، أخبر هتلر مفتى القدس بأنه إذا انتصر على الاتحاد السوفيتى فإن إبادة الجنس اليهودى ستمتد إلى إبادة اليهود المقيمين فى مصر وفلسطين والعراق والأردن.

وابتداء من 21 يناير إلى 5 فبراير 1942، فإن القوات الألمانية بقيادة روميل اتجهت إلى شمال أفريقيا لمحاربة القوات الإنجليزية. وفى برلين، كان أمل العرب فى المنفى انتصار دول المحور.

وفى 4 فبراير 1942 حدثت أزمة سياسية فى مصر بين الملك فاروق والسفير البريطانى مايلز لامبسون على خلفية أن الأول موالٍ لدول المحور وبتأييد من حزب مصر الفتاة والإخوان المسلمين وجمعية الشبان المسلمين. ومن هنا وجه السفير البريطانى إنذاراً إلى الملك، مفاده ضرورة تعيين مصطفى النحاس باشا، رئيس حزب الوفد، رئيساً لمجلس الوزراء، لأنه كان موالياً لدول الحلفاء. وإذا رفض فعليه التنازل عن العرش.

وفى 10 مايو 1942 أذاع صوت «العروبة الحرة» أنه ينبغى على العرب الوقوف ضد بريطانيا واليهود والتعاون مع برلين النازية. ومع اقتراب روميل من الإسكندرية أذاع صوت «العروبة الحرة» فى 29 يونيو 1942 أن على العرب إعاقة مقاومة العدو البريطانى، وذلك بتدمير وسائل الاتصالات والكبارى وقضبان السكك الحديدية. وعندئذ أعلن مفتى القدس أن انتصار دول المحور يعنى تحرير مصر والبلدان العربية. وفى 19 ديسمبر 1942 أذاع صوت «العروبة الحرة» نداء من النظام النازى إلى العرب فى عبارة موجزة: «اقتلوهم قبل أن يقتلوكم».

وفى 19 ديسمبر 1942 ألقى المفتى خطاباً ربط فيه بين كراهيته لليهود وعقيدته الإسلامية، وبذلك أدى دوراً فى دمج التراثين الإسلامى والأوروبى فى شأن كراهية اليهود. ومعنى ذلك أن كلاً من المفتى وهتلر لم يكن هو المولّد لتلك الكراهية إنما التراث عند كل منهما هو المولّد الأعلى، وبذلك تصبح المسألة اليهودية مسألة دينية.

وفى 8 يناير 1943 أذاع راديو برلين الناطق باللغة العربية أن وجود دولة يهودية فى فلسطين كفيل بأن يكون معبراً إلى التحكم فى سكان كوكب الأرض.

وفى 3 نوفمبر 1945 أصدر الإخوان المسلمون بيانيْن: الأول يعبر عن أسفهم للموقف الظالم الذى أبدته كل من أمريكا وبريطانيا فى انحيازهما للصهيونية. والثانى يعلن أن فلسطين دولة عربية وستظل كذلك إلى الأبد.

والجدير بالتنويه أن التواريخ الواردة فى هذا المقال منقولة من كتاب صدر فى عام 2010 لأستاذ التاريخ بجامعة ميريلاند بأمريكا اسمه «جيرفى هرف» تحت عنوان «الدعاية النازية للعالم العربى» وصورة الغلاف هتلر مع مفتى القدس.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل