المحتوى الرئيسى

هل تشعر روسيا بالشماتة أم بالخوف إزاء احتمالات انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي؟

06/20 11:54

موسكو - (د ب أ)

استحضر رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذى ترتسم على وجهه تعبيرات الشماتة إزاء احتمالات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ، مستخدما ذلك كفزاعة ، من أجل حث الناس على التصويت ضد خروج بريطانيا من الاتحاد (الذي يرمز له اختصارا بكلمة بريكست) في الاستفتاء المقرر يوم 23 يونيو الجارى .

وعبر رئيس الوزراء البلجيكي السابق، جاي فيرهوفشتات، هو الآخر عن شعور مماثل، قائلا إن بوتين سيفرك يديه طربا في حال انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبى .

من جانبه قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف " حقيقة أن روسيا أو الرئيس بوتين يجري استخدامهما كعوامل ترجيح عندما يتعلق الأمر بالاستفتاء على انفصال بريطانيا عن الاتحاد، هو عنصر جديد بالنسبة لنا"، مضيفا أن "روسيا بطبيعة الحال تؤيد وجود علاقة جيدة مع الاتحاد الأوروبي ومع كل دولة من الدول الأعضاء فيه ".

ووفقا لخبراء في الشأن الخاص بانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، فإن لدى موسكو الكثير لتخسره. وقال أندريه سوشنتزوف المحلل السياسى والمدير التنفيذى لمنتدى مناقشات " فالداى " الدولى الذى تستضيفه روسيا سنويا إن "مغادرة المملكة المتحدة تعني الشيء نفسه بالنسبة لروسيا كما هو الحال بالنسبة للدول الأعضاء، أى ما يعنى عدم اليقين".

وتتسم العلاقة بين موسكو ولندن بالتناقض الظاهرى كما أن العلاقات الروسية مع بلدان الاتحاد الأوروبي الأخرى ليست تقريبا بالسوء الذى هي عليه مع بريطانيا.

ومنع التاريخ الذى يعج بالصعاب بين البلدين، ويشمل التجسس المتبادل، وقتل المنشق الروسي الكسندر ليتفينينكو في عام 2006 بمادة البولونيوم المشع في لندن، التقارب بين البلدين.

ومن بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، تعد بريطانيا هى الدولة الأكثر تشددا ضد روسيا، حيث ناصرت العقوبات التي فرضت على موسكو بعدما هاجمت روسيا أوكرانيا في عام .2014

ومع ذلك لا تزال لندن هي الوجهة المفضلة للنخبة الروسية، الذين يشترون المنازل هناك، وينطلقون في جولات التسوق التى تتسم بالاسراف فى الانفاق ، ويرسلون أبناءهم إلى المدارس الداخلية للنخبة البريطانية.

وحتى الآن امتنع السياسيون الروس عن التعليق على "بريكست"، ولكن في السنوات الأخيرة، أظهرت روسيا نفسها بصورة المتعاطف مع التحركات التي وضعت الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء به في مواقف حرجة. وأعربت موسكو عن تأييدها لانفصال اسكتلندا في عام 2014، والاستفتاء الهولندي، الذي رفض خلق علاقات أوثق مع أوكرانيا في أبريل الماضي.

يأمل المحافظون الروس أن "يتفسخ الاتحاد الأوروبي كما فعل الاتحاد السوفييتي"، وفق ما قاله رجل الأعمال الروسي، كونستانتين مالوفيف، في مقابلة مع المجلة النمساوية "بروفايل".

وتحافظ الأحزاب السياسية اليمينية، مثل البديل من أجل ألمانيا (إيه إف دي)، وحزب الحرية النمساوي (إف بي أو إيه)، والجبهة الوطنية في فرنسا، على اتصال مع روسيا، كما يفعل حزب استقلال المملكة المتحدة (يو كيه آي بي).

ومن الناحية السياسية، فإن روسيا قد لا تستفيد بالضرورة من بريكست. إذا غادرت بريطانيا، فإن الاتحاد الأوروبي سيخسر عضوا له قوة عسكرية كبيرة، ولكن هذا يعطي لألمانيا الهيمنة على الاتحاد الأوروبي. وهذا لن يكون مثاليا بالنسبة لروسيا، كما قال سوشنتزوف.

والسيناريو الأسوأ من ذلك هو إمكانية حدوث تحالف بين بريطانيا والولايات المتحدة وبلدان الاتحاد الأوروبي في الشرق، مثل بولندا، التي تنتقد روسيا. وتخشى بولندا، التي لديها تاريخ طويل من الاضطهاد من قبل روسيا، من انتقام روسي ضد أعضاء من أوروبا الشرقية في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسى / الناتو / .

ويتوقع سوشنتزوف خسائر اقتصادية لكلا الجانبين. فبورصة لندن هي مركز تجاري مهم بالنسبة للأسهم الروسية، مثل عملاق الغاز جازبروم.

وإذا تم عزلها عن المركز المالي في لندن، فستتحول الشركات الروسية في الغالب إلى أسواق المال الآسيوية "بحثا عن ملاذات آمنة جديدة للمال والاستثمار"، بحسب الخبير الذي رأى أيضا أن تيار الروس القادمين إلى ما أسماه ب " لندنجراد " سيتوقف . ( وقد استخدم الخبير الروسى هنا لفظ لندنجراد في الإشارة إلى لندن، وتسميتها كالمدن الروسية ستالينجراد ولينينجراد في إشارة إلى إقبال الروس عليها وكأنها جزء من بلادهم).

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل