المحتوى الرئيسى

في عامه الـ17.. إصابة ملاعب تقضي على حلم حارس مرمى «بهتيم».. والنادي يكرَّمه بساعة «بلاستيك»

06/19 20:46

عبدالرحمن أجرى عملية استئصال للطحال بسبب ركلة من مهاجم نادي بطا السوداني.. والاتحاد يرفض تعويضه

على سريره المُتهالك بمستشفى السيد جلال، يرقد عبدالرحمن هاني، الشهير بـ"بابو"، 17 سنة، يحاول إدراك ما حوله، كيف وصل إلى هنا؟ آخر ما يذكره هو مهاجم نادي بطا وهو يقترب منه محاولًا إحراز الهدف الثاني لفريقه، فيما يندفع هو نفسه في محاولة مُستميتة لإنقاذ شباك مرماه من الاهتزاز مرة أخرى.

أجهد ذاكرته مرات ليتذكر سبب وصوله إلى هذا السرير، ومضات سريعة بدأت تضيئ في رأسه، لحظة نزول الفريقين لأرض الملعب، المباراة تبدأ بروح طيبة بين الفريقين، الضحك والسعادة يشملان الجميع.

استعادت ذاكرته بصعوبة الهدف الأول الذي مُني به مرماه، وتقدّم به نادي بطا بهدف دون مقابل على فريقه بهتيم، ثم بدأت مشاهد باهتة وغير مُرتبّة في التصارع والتداخل برأسه، رويدًا بدأت تتضح له، فريقه مُتأخر بهدف، هجمة لفريق بطا، خروجه السريع للذود عن مرماه، ثم.. مهلًا.. بالتأكيد ليس هذا آخر مشهد، بالتأكيد هناك أحداث أخرى لم أتذكرها بعد.

فجأة بدأ يشعر بالألم بمنطقة ما من بطنه، وبنفس السرعة وضحت الصورة كاملة، أثناء محاولته صدّ الكرة، اصطدمت ركبة المهاجم ببطنه، وسقط أرضًا يصارع ألمًا لم يعهده من قبل، وهنا تنقطع المشاهد تمامًا.

أخبره من حوله أنه أصيب بتهتك في الطحال أدى إلى نزيف داخلي، على إثره تم نقله إلى مستشفى السيد جلال وهو يصارع الموت بين لحظة وأخرى. حالته استدعت تدّخل رئيس قسم الجراحة نفسه لإيقاف النزيف المُستمر واستئصال الطحال المُمزق.

ظلّ أيامًا في حالة يُرثى لها، لم يجد بجواره سوى أهله وبعض زملائه بالفريق ومُدربه، فيما اختفى النادي تمامًا من الصورة. صُدم واهتزت الأرض من تحت أرجل سريره حين أخبره رئيس قسم الجراحة بعدم إمكانية عودته إلى لعب الكرة مرة أخرى بسبب حالته الصحية.

كان يعلم أن اللاعب يومًا سيعتزل، هكذا تسير الأمور، إلّا أن عقله لم يصور له يومًا أن تأتي نهايته الكروية بالاعتزال بهذه الطريقة وبتلك السرعة. لم يتوقع أن يبتعد عن معشوقته هكذا في غمضة عين، دون أن يودعها حتى.

بدأ يسترجع مسيرته الكروية القصيرة، بدأ حارسًا بنادي انبي، انتهى عقده دون أن يُجدد له النادي، بدأ في البحث عن نادٍ آخر يلعب له حتى عثر على ناديه بهتيم، وتصوّر أن حظه تبسّم له أخيرًا، إلّا أنه لازم دكة الاحتياطي، ولم يُشركه المدير الفني في أي من مباريات الفريق. حاول مرارًا أن يقنع مُدربيه أن يُشركوه في أي مباراة حتى لا يزيد ثقل قدميه وبُعده عن لياقته البدنية أكثر من ذلك، إلّا أنهم صمّوا آذانهم عنه.

حينها سنحت له فرصة اللعب لنادي الإتحاد السوداني، عاد إلى بهتيم يطالبهم بفسخ تعاقد معهم لينضم إلى الإتحاد السوداني، إلّا أنهم تجاهلوه تمامًا مرة أخرى، لم يجد بُدًا من اللجوء للتزوير في سنّه واسمه ليستطيع الانضمام إلى الإتحاد، وهو ما حدث بالفعل.وتعد تجارة التسنين في قطاع الناشئين من انشط التجارات رغم تنوع وتعدد محاولات الاندية للقضاء عليها إضافة لجهود بعض العاملين بالمجال الكروى بتدشين حملة بعنوان لا للتزوير والتسنين من أجل مواجهة الظاهرة التى بدأت فى الانتشار عام 2008، حيث تقيد الفرق أكبر عدد ممكن من اللاعبين من خلال التزوير في شهادات ميلادهم، وبيانات قيد المدرسة.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل