فيديو وصور| تلوث مياه الشرب بـ”السنباط” يهدد حياة الأهالي.. والمسؤولون: لم نتلق شكاوى

الرئيسيه » بيئة » تحقيقات » فيديو وصور| تلوث مياه الشرب بـ”السنباط” يهدد حياة الأهالي.. والمسؤولون: لم نتلق شكاوى

يشكو أهالي قرية السنباط التابعة لمركز الفيوم منذ قرابة الشهرين   من تلوث مياه الشرب، دون أن يتحرك أحد من المسؤولين.

ويبلغ التعداد السكانى للقرية قرابة 14 ألفًا و842 نسمة، حسب تقدير السكان لعام  2014 بمحافظة الفيوم، وبحسب الأهالى فإن عددا كبيرًا منهم يعانون من الفشل الكلوى وتليف الكبد.

وبحسب الخطة الاستثمارية للعام المالي 2014/ 2015 فقد استحوذت وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية على النصيب الأكبر من الاستثمارات الموجهة إلى محافظة الفيوم بنحو 54.2 مليون جنيه، بنسبة 0.45%، وتتمثل أهم مشروعاتها في البرنامج القومي للإسكان الاجتماعى ومحطات مياه الشرب.

وفي آخر تقرير صادر عن جهاز التعبئة العامة والإحصاء فإن عدد محطات مياه الشرب داخل الفيوم بلغ 10 محطات، وبلغ حجم كمية المياه النقية المنتجة 208 آلاف و316 متر مكعب، كما بلغ حجم  كمية المياه النقية المستهلكة 144 ألفًا و906 أمتار مكعبة.

وبحسب الجهاز أيضًا يبلغ عدد اشتراكات المواطنين في المياه بالمحافظة 505 آلاف و287 اشتراك، وبلغ إجمالي كمية المياه المنتجة 208 آلاف و316 متر مكعب.

“المياه ليها لون وريحة، نازلة من الحنفية زي  مياه المجاري رائحتها كريهة، المواشى مقدرتش تشربها” بهذه الكلمات تعبر شيماء ممدوح مهدي، إحدى سيدات قرية السنباط، عن غضبها بسبب تلوث مياه الشرب، وتضيف “الميه دى هتجيب للأطفال فشل كلوي حرام يشربوا مياه مجاري، وحرام نصرف على المياه فلوس، مش هانقدر نشترى ميه معدنية أو نركب فلاتر”.

وتكمل عطيات صلاح ابراهيم، إحدى سيدات القرية، “الميه بتنزل من الحنفية بلون أصفر معكر فى فترات معينة، وسودا زى الطينة في فترات تانية”.

ويعتقد خميس محمد علي، صاحب مطعم للوجبات الشعبية بالقرية، أن سبب تعكر مياه الشرب هو تهالك المواسير، ما أدى إلى دخول مياه المجاري والصرف إلى مواسير مياه الشرب، التي تصل إلى المنازل، مضيفًا أنه لا يستخدم مياه الحنفية في المطعم أو في المنزل، واضطر للذهاب لمنطقة العلواية بمدينة الفيوم، ليوفر احتياجات المطعم والمنزل رغم أن تكلفة شراء ونقل جراكن المياه من قرية إلى القرية مرتفعة جدا.

ويقول الشيخ سليمان ثروت حيدر، شيخ قرية السنباط، ليس لدينا حل لتلوث مياه الشرب، ولانعلم سبب تلوث المياه، التي لا يستطيع أكثر أهالى القرية توفير البديل، فظروف الأهالي الاقتصادية الصعبة تمنع أكثرهم من شراء فلاتر مياه التي يتم تغيير مرشحاتها كل فترة بسيطة لا تتجاوز الأسبوع بسبب زيادة تعكر المياه ونسب الرواسب بها، وميسوري الحال منهم يشترون أو ينقلون مياه نظيفة ونقية من أماكن أخرى.

يقول الدكتور شريف الباشا، اختصاصي أمراض  باطنة وكبد، إن تلوث مياه الشرب تؤدي إلى ظهور الكثير من الأمراض كأمراض الكبد وتليفه والفشل الكلوي، وفقدان الذاكرة والخمول والتبلد والنزلات المعوية والإسهال والجفاف والكوليرا والتسمم.

ويضيف أن من أهم ما تسببه المياه الملوثة الإصابة بمرض الأميبا، الذي يصيب الأمعاء الغليظة وأحيانا الكبد، وهومرض ينتج عن مياه الصرف الصحي ومياه الشرب غير النقية.

ويتابع الباشا أن من طرق الوقاية من مخاطر المياه الملوثة: الاهتمام بمعالجة مياه الصرف الصحي قبل أن تصل إلى المسطحات المائية حتى لا يقع الإنسان في مشكلة صحية خطيرة، وإعادة تدوير المخلفات الصناعية وعدم إلقائها في المصارف حتى لا تلوث المياه، وفحص مياه الشرب بالتحليل الكيميائي في المختبرات المتخصصة حتى نضمن جودة المياه وعدم تلوثها، وتوعية المواطنين على الحد من تلوث البيئة ومياه الشرب، وعدم إلقاء المخلفات التي تنتج عن المصانع في الأبحر والمجاري.

ويقول فتحى مفتاح جمعة، رئيس الوحدة المحلية بدسيا التابعة لقرية السنباط، تلوث مياه الشرب بقرية السنباط يرجع الى أن شبكة المياه بالقرية ما زالت مواسير حديدية تم تركيبها منذ نهاية الثمانينيات، وتآكلت وتهالكت مع مرور الوقت، ما جعل مياه خط معالجة مياه الرشح تلوث مياهها، مقترحًا تغيير المحابس “البرايز” المصنوعة من الحديد إلى مواسير بلاستيكية.

فيما يقول اللواء هشام عطية، رئيس شركة مياه الشرب بالفيوم، إنه لم يتلق اية شكاوى من أهالي قرية السنباط تفيد بحدوث تلوث مياه الشرب، كما سيرسل لجنة لأخذ عينة من المياه لتحليلها، والتأكد من  جودة مياه الشرب.

ويضيف أن خطوات حل مشكلة تلوث مياه الشرب تتم  عن طريق  إرسال لجنة مكون من كيميائي وآخر فني من شركة مياه الشرب بالفيوم، إذ يتعين على الكيميائي أخذ عينة من المياه لتحليلها، والفني من اجل التعرف على التوصيلات إذا كانت مخالفة أو مقامة خطأ، أما التلوث فناتج عن عملية إصلاح خط المياه أو تنظيفه.

ويوضح أن الشركة معنية بحل المشكلة، وإذا كان التلوث ناتج عن تنظيف وغسل الخط، نفتح الخط على مصرف بعيد عن وصلات المنازل، لصرف المياه الملوثة من الخط  إلى المصرف.

أما اذا كان التلوث ناتج عن مخالفة تركيب الخط، فالفني يتعرف على شكل التوصيلة، ويغيرها مع معرفة وتوعية صاحب المشكلة بالمخالفة، حتى لا يتكررالأمر معه دون علمه.

وبحسب جهاز التعبئة العامة والإحصاء لمحافظة الفيوم لعام 2014، فإن جودة المياه في محافظة الفيوم، فإن نسبة الأكسجين الذائب الذي يجب ألا يقل عن 6 مليجرامات لكل لتر، تبلغ 9 مليجرامات، كما تبلغ نسبة الأكسجين الكيمياوي الممتص 9.31، وهو الذي يجب ألا يزيد عن 10 مليجرام لكل لتر، ما يشير إلى حدوث تلوث لمياه الشرب.

تعتقد الدكتورة سها محمد حمدي، رئيس قسم الكيمياء بكلية علوم جامعة الفيوم، أن أهم الأسباب الرئيسية المؤدية إلى تلوث مياه الشرب مخلفات المصانع إلقاء محطات الصرف الصحي، خاصة في منطقة “كوم أوم شيم” الصناعية في مياه النهر.

وتوضح أن لجنة من كلية العلوم منذ عام تقريبًا زارت  منطقة كوم أوم شيم لأخذ عينة لتحليل مياه الشرب، وجدوا بعد التحاليل وجود نسبة ثقيلة بنسبة مرتفعة من تلوث مياه الشرب بالمنطقة .

وتقول إنه من خلال رسائل الماجستير والدكتوراة التي تشرف عليها عليها اكتشفت أن هناك ارتفاعًا في نسبة تلوث مياه الشرب في أكثر من منطقة بمحافظة الفيوم.