المحتوى الرئيسى

سانت كاترين: الرهبان يجهزون الإفطار فى «الدير» | المصري اليوم

06/19 16:25

ما بين مئذنة المسجد «العمرى» وبرج الأجراس بدير سانت كاترين يسكن السلام بين الأديان فى أرض سيناء ليمنح رمزاً للتعايش والمحبة بين الأديان فى كل الأرض.

فى رمضان الكريم تجد أجواء للبدو المسلمين العاملين فى دير سانت كاترين لاتوجد فى أى مكان فى العالم، إذ يصلى العاملون المسلمون بالدير الصلوات فى أى مكان بالدير وأمام البوابة الرئيسية، فى منظر رائع لايوجد فى أى مكان فى العالم، ويفتح المسجد العمرى الذى بناه الرهبان فى عهد الآمر بإحكام الله الفاطمى للصلاة فيه.

ويقيم الرهبان إفطارا للبدو المسلمين يحضره كل سكان مدينة سانت كاترين يشرف عليه رهبان الدير احتفالا بشهر رمضان الكريم.

يقول الشيخ أحمد محمد الجبالى، شيخ قبيلة الجبالية بسانت كاترين، إن البدو المسلمين ارتبطوا بالدير منذ القرن السادس الميلادى منذ قدموا من الجبل الأسود بصربيا والصحراء الغربية بمصر قبل ظهور الإسلام بمواثيق وعهود توارثتها الأجيال حتى الآن وعندما دخل الإسلام مصر واعتنقوه أصبحت علاقتهم بالدير أكثر عراقة واحتراما وأصبح الدير للبدو المسلمين مثل القبيلة يساعد المحتاجين بالقبائل ويرعى الأيتام ويقدم المساعدة لكل محتاج.

وأشار الجبالى، إلى أن الدير يستقدم أطباء من اليونان لمدة شهر كل عام لعلاج المسلمين البدو ويعالج البعض فى الخارج، موضحاً أن هناك 85 عاملاً مسلماً يقضون حياتهم داخل الدير ويؤدون صلاتهم بداخله، والدير يقدم لهم إفطارا وسحورا فى شهر رمضان، فيما تقدم القبيلة للدير منذ القدم الحطب والفاكهة الشهية ويشاركونهم الاحتفال بأعياد القيامة، مضيفاً أن القساوسة والرهبان وإدارة الدير تقدم فى أفراح البدو الخراف ويساعدون فى بناء بيوت البدو بنسبة 50%.

وتابع الجبالى، أن العمالة الموجودة بالدير والمقسمة 65 فردا داخل الدير و15خارجه علاوة على ألف وخمسين عاملا من أدلة للدير وجمالة تحمل الزوار لجبل موسى منهم 400 عمالة بالدير وسائقون و600 من الجمالة وأضاف الجبالى أن الدير استقدم 20 من العمالة بعد تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلى من أقباط الصعيد لأعمال لا تتفق مع البدو المسلمين والخاصة بالكنائس احتراما لمشاعر البدو، وأشار إلى أن المسلمين البدو يؤدون صلاتهم داخل الدير وفى شهر رمضان يقدمون لهم الإفطار والسحور.

ويروى الدكتور عبدالرحيم ريحان الخبير الأثرى ومدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء أنه تصادف أن يكون عمله مع البعثة الألمانية لموسمين بوادى فيران بدير السبع بنات خلال شهر رمضان وكان يجد اهتماماً بالغاً من الراهبات بالدير وفى جو الدير أحس بصفاء نفسى وجو روحانى وعزلة ساعدته على اختيار منتصف الليل حتى الفجر لقراءة القرآن وكان يقرأ القرآن بصوت عال يجلجل فى أنحاء الدير، وسأل الراهبات ذات مرة هل قراءته للقرآن تسبب إزعاجا لهن فقلن إنهن يؤدين صلوات فى هذه الأوقات وينصتن بإعجاب لقراءته وربما يكون هذا سر اهتمامهن به وتلبية كل طلباته من طعام خاص يختلف عن بقية أفراد البعثة ويناسب شهر رمضان الكريم وقد طلب منهن زبادى للسحور فصنعن الزبادى له داخل الدير علاوة على شراء كميات جلبت من القاهرة خصيصاً ووضعت فى الثلاجة وأحس داخل الدير أن تمسكه بدينه كان سبباً لاحترام وتقدير وثقة كل المحيطين به.

وأضاف سلمان الجبالى من أبناء قبيلة «الجبالية» بسانت كاترين أنه تظل العلاقة بين الدير والبدو الجبالية علاقة حميمة ومترابطة وتاريخية ففى الماضى اعتمد الجبالية على المؤن والخدمات التى يوفرها الدير بينما كان الدير معتمدا على البدو المسلمين فى العمالة اليدوية والحماية. والجبالية هم سلالة الجنود الذين أرسلهم الإمبراطور جستنيان لبناء وصيانة الدير منذ 1400 سنة تزاوجوا وتعايشوا ما بين المسيحية والإسلام وأصبحت تقاليدهم مستقاة من تقاليد

العقيدة الإسلامية السمحة والمسيحية الكريمة وأصبح الدير يستخدم الجبالية فى كل أعماله.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل