المحتوى الرئيسى

إبراهيم مسيحة يكتب: عندما قال السادات: "شيلوها بسريرها" - الفيومية

06/19 16:08

الرئيسيه » رأي » إبراهيم مسيحة يكتب: عندما قال السادات: “شيلوها بسريرها”

عندما أردت تجميع قصة حياة الأستاذة “عائشة حسانين” ابنة الفيوم والبرلمانية الشهيرة لعدة دورات، وكان ذلك بعد رحيلها بسنوات، فنصحني البعض بمقابلة الأستاذ “فهمي حلمي” الأمين الأسبق للمجلس الشعبي المحلي لمحافظة الفيوم بوصفه ابن شقيقة عائشة حسانين، وبالفعل أجريت مع الرجل حوارًا مطولًا حول هذه الشخصية، وكان ذلك في بداية التسعينيات.

وأقتطف من الحوار فقرة حدثني فيها الأستاذ فهمي عن كواليس ترشح هذه السيدة لمجلس الشعب عام 1979، فقد كانت مريضة وملازمة الفراش وأبلغت من حولها بأنها لن ترشح نفسها، وعندما علم الرئيس الراحل أنور السادات أعطى تعليماته بضرورة أن تتقدم عائشة حسانين بأوراق الترشح حتى لو اضطر من حولها أن يذهبوا بها إلى مقر لجنة قبول الطلبات وهي على سريرها.

وبالفعل تحاملت على نفسها وقامت بتقديم الأوراق ونجحت، وفي الدورة التالية نجحت أيضًا بل وترأست جلسة الإجراءات كأكبر الأعضاء سنًا في بداية الدورة البرلمانية.

كانت عائشة حسانين في طليعة البرلمانيات المصريات اللواتي تمكن من الوصول إلى مقاعد البرلمان دون الحاجة إلى تعيين أو قائمة أو كوتة للمرأة وفيما بعد تحقق ذلك للسيدة “عواطف كحك” ثاني فيومية تدخل البرلمان.

هذه أول الذكريات عن الانتخابات البرلمانية فى تاريخ الفيوم، أما ثانيها فهو يخص النائب الأسبق “حسني شبرية” الذي فوجىء بأن الحزب الوطني المنحل لم يرشحه في انتخابات عام 1990، فقرر خوض الانتخابات مستقلًا ونجح، وعند ذلك بدأ الحزب الوطني في محاولات ضمه، وكان هو لا يرغب فى العودة لحظيرة الحزب، حتى أنه اختفى عن الأنظار عند صديق قديم له في شارع المحمدية.

ثالث الذكريات عن الانتخابات يخص الحاج على عوض الله الذي كان نائبًا في مجلس الشعب لأكثر من دورة، وفجأة قرر الحزب الوطنى عدم ترشيحه وحاول خوض الانتخابات مستقلًا ولم يوفق، وعندما توفي الحاج علي بدأ ابنه مصطفى في خوض الانتخابات، ولاحظنا أنه يضع صورة والده في ملصقات الدعاية في إعلان صريح عن الوفاء للرجل وخدماته للفيوم.

أما عن الانتخابات الحالية فنرصد تلك المحاولة التي خاضتها الدكتورة مارجريت عدلى رزق من خلال قائمة الجبهة المصرية وتيار الاستقلال عن الصعيد، فقد دعتني السيدة الفاضلة لأحضر المؤتمر الذي أقامه أعضاء القائمة عن الفيوم، وخلاله شرح الدكتور سعد نصار أحد الأعضاء معاناة هذه القائمة التي اعتمدت أوراقها للترشح قبل فترة الصمت الانتخابي بأيام لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، وهو بالطبع وقت غير كافٍ لعمل الدعاية اللازمة.. كنت أفضل أن تخوض الدكتورة مارجريت الانتخابات بالنظام الفردي معتمدة على رصيدها العلمي في مجال الزراعة ورصيدها الخدمي المعروف.

وهناك مشهد أختم به هذه السطور.. ذلك الذي شاهدناه على شاشة إحدى القنوات لحاملي 3 صناديق انتخابية يحتوى كل منها على عدد من الأصوات يعد على أصابع اليد الواحدة وذلك عقب انتهاء أول يوم لجولة الإعادة بالمرحلة الأولى من إحدى اللجان متجهين بها إلى المكان الذي سوف توضع به انتظارًا لليوم الثاني، ومن خلف كل صندوق قاضيه في مشهد أشبه بتشييع أحد الموتى إلى مثواه الأخير.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل