المحتوى الرئيسى

السيرة النبوية.. أول عمل للنبى فى المدينة بناء المسجد النبوى

06/19 12:09

عن أنس رضى الله عنه: «أنه صلى الله عليه وسلم أمر ببناء المسجد، فأرسل إلى ملإ من بنى النجار فقال: «يا بنى النجار، ثامنونى بحائطكم هذا قالوا: لا والله، لا نطلب ثمنه إلا إلى الله». فكان فيه ما أقول لكم قبور المشركين، وفيه خرب، وفيه نخل، فأمر النبى بقبور المشركين فنبشت، ثم بالخرب فسويت، وبالنخل فقطع، فصفوا النخل قبلة المسجد وجعلوا عضادتيه الحجارة، وجعلوا ينقلون الصخر وهم يرتجزون والنبى معهم، وهو يقول: «اللهم لا خير إلا خير الآخره فاغفر للأنصار والمهاجره» [البخارى: 428، ومسلم: 524].

ولكنه أبى إلا أن يعطيهم قيمته، فعن عروة بن الزبير ررحمه: «لبث رسول الله رصـلى فى بنى عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة، وأسس المسجد الذى أسس على التقوى، وصلى فيه رسول الله، ثم ركب راحلته، فسار يمشى معه الناس حتى بركت عند مسجد الرسول رصـلى بالمدينة، وهو يصلى فيه يومئذ رجال من المسلمين، وكان مربدا للتمر لسهيل وسهل غلامين يتيمين فى حجر أسعد بن زرارة، فقال رسول الله حين بركت به راحلته: «هذا إن شاء الله المنزل»، ثم دعا رسول الله الغلامين فساومهما بالمربد، ليتخذه مسجدا، فقالا: «لا، بل نهبه لك يا رسول الله، فأبى رسول الله أن يقبله منهما هبة حتى ابتاعه منهما، ثم بناه مسجدا، وطفق رسول الله ينقل معهم اللبـن فى بنيانه».

عمار رضى الله عنه ومضاعفة الجهد

عن أبى سعيد رعنه ــ وهو يتحدث عن بناء مسجد النبى ــ قال: كنا نحمل لبنة لبنة وعمار لبنتين لبنتين، فرآه النبى فينفض التراب عنه، ويقول: «ويح عمار، تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار»، قال: يقول عمار: أعوذ بالله من الفتن. [البخارى: 447 واللفظ له، ومسلم: 2915]. وذلك من آيات نبوته، فقد قتل عمار فى فتنة صفين.

كان هذا المسجد الذى بناه النبى مسجدا مبنيا بالحجارة واللبـن، مسقوفا بجريد النخل، مفروشا بالحصباء؛ إلا أنه المسجد الذى أضاء العالم، وأنار الدنيا، وأفاض الهدى، وخرج من رحابه أفذاذ الأمة، وعظماء الرجال، وقادة الحق، وفاتحو الأمصار، ورافعو رايات الهدى.

عن ابن عمر رضى عنهما أن المسجد كان على عهد رسول الله مبنيا باللبـن، وسقفه الجريد، وعمده خشب النخل. [البخارى: 446].

وعن أبى هريرة رعنه، أن النبى رصـلى قال:«صلاة فى مسجدى هذا خير من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام» [البخارى: 1190، ومسلم: 1394].

أصبح المسجد يمثل كل شىء فى حياة النبى، فمنه مسيرة دعوته، وإدارة دولته، وتجهيز جيوشه، وتعليم أصحابه رضى الله عنهم، وفيه صلاته وعبادته لربه، وخطبه ومواعظه، إلى غير ذلك من المكانة الكبرى للمسجد فى حياته وهديه الشريف.

كما شد قلوب أصحابه إلى المسجد، وعلق أرواحهم به؛ بما حدثهم به عن فضل المساجد والسير إليها، وبما كانوا يسعدون به من علم وأدب على يديه رصـلى؛ فعن أبى هريرة رعنه، عن النبى رصـلى، قال: «من غدا إلى المسجد أو راح، أعد الله له فى الجنة نزلا كلما غدا أو راح» [البخارى: 662، ومسلم: 669 واللفظ له].

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل