المحتوى الرئيسى

دراسة جديدة: الاعتقادات المتطرفة تختلف عن الجنون

06/19 10:11

بعد أن تحدث الأحداث العنيفة -كإطلاق النار الجماعي- يفترض العديد من الأشخاص أن الأمراض النفسية هي السبب، إلا أن باحثي كلية الطب من جامعة ميسوري University of Missouri، يقترحون مصطلحًا جنائيًا جديدًا لتصنيف السلوكات غير المذهونة (التي لا تتعلق بمرضٍ نفسي) والتي تؤدي إلى تصرفاتٍ إجراميةٍ من العنف، وذلك بعد دراسة حالة القاتل الجماعي أنديرس بريفيك Andres Breivik.

قال الطبيب والمؤلف الرئيس للدراسة، والبروفسور المساعد في طب النفس في كلية الطب من جامعة ميسوري طاهر رحمان Tahir Rahman: "عندما تحدث هذه الأنواع من المآسي، نحن نتساءل عن السبب وراءها. يعتقد الناس في بعض الأوقات أن أحداث العنف يجب أن تكون ناتجًا ثانويًا للأمراض العقلية الذهنية، لكن الحال ليس هكذا دائمًا. كان من المفترض لدراستنا لحالة بريفيك، أن تشرح أن الناس قد يخلطون ما بين الاعتقادات المتطرفة وبين الذُهان (أو الاختلال العقلي)، وتقترح مصطلحًا قضائيًا جديدًا يفسر بوضوحٍ هذا التصرف".

قتل الإرهابي النرويجي بريفيك 77 شخصًا بتفجير سيارةٍ عام 2011 في أوسلو، وبإطلاق نار جماعي في مخيم للشباب على جزيرة يوتويا في النرويج، مدعيًا بأنه "منقذ للمسيحية" و أحد "فرسان الهيكل"، صرّح بريفيك أن سبب الهجمات هو إنقاذ أوروبا من تعدد الحضارات.

قام فريقان من أطباء النفس -عُيّنوا من قبل المحكمة- لاحقًا بمعاينة بريفيك، شخّصه فريق الأطباء الأول بالفصام البَارانويديّ Paranoid schizophrenia، بالرغم من ذلك، وبعد نقدٍ واسع الانتشار، استنتج الفريق الثاني أن بريفيك ليس مصابًا باختلالٍ عقلي، وشُخّص باضطراب الشخصية النرجسية. حُكم على بريفيك بالسجن 21 سنةً.

قال رحمان الذي قاد أيضًا فحوصاتٍ جنائيةٍ نفسية، لكنّه لم يكن مشاركًا في حالة بريفيك: "اعتقدَ بريفيك أنَّ قتل الناس الأبرياء قابلٌ للتفسير، وهذا يبدو ذهانيًا وغير منطقي. بالرغم من ذلك، يشعر بعض الأشخاص غير المصابين بالمرض الذهني بقوةٍ تجاه اعتقاداتهم، لدرجةٍ تجعلهم يقومون بتصرفاتٍ متطرفة. توفر الأدلة الإكلينيكية الحالية مثل الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات الذهنية the Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders، وصفًا غامضًا للأسباب البديلة التي تدفع الأشخاص للقيام بجرائم مماثلة. مصطلحنا المُقترح لسلوك العنف الإجرامي عندما لا يوجد ذُهان هو (اعتقاد متطرف مبالغ في تقديره extreme overvalued belief)".

يعرّف رحمان "الاعتقاد المتطرف المبالغ في تقديره" على أنه اعتقاد يُشارك من قبل الآخرين، وعادةً ما يستسيغه المتهم ويبالغ فيه ويُدافع عنه. 

يمتلك الفرد التزامًا عاطفيًا شديدًا لهذا الاعتقاد، وقد يتصرَّف بشكلٍ عنيفٍ نتيجةً لذلك الاعتقاد. 

بالرغم من أن الفرد قد يعاني من أشكال أخرى من الأمراض الذهنية، إلا أن الاعتقاد والتصرفات المتعلقة به، لا يكونان نتيجةً للجنون.

يقول رحمان: "لا توجد في قاعات المحاكم طرقٌ اعتيادة، ومشروحةٌ بوضوحٍ لتشخيص الجنون من أجل الدواعي القانونية. سيساعد هذا المصطلح الجديد أطباء النفس الجنائيين على التعرف بشكلٍ مناسبٍ على دافع السلوك الإجرامي للمُدعى عليه، عندما يُشك في السلامة العقلية".

قال رحمان: "نحتاج إلى أبحاث أكثر عن الاعتقادات المتطرفة المبالغ في تقديرها لكي نفهم كيفية تطورها".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل