بالصور.. مسجد 'البيه' تحفة معمارية في آثار الدقهلية

عند نزولك الى قرية كوم النور التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية خاصة في رمضان، ستجد أجواء وحالة من الانسجام النفسي والروحي ومشاعر تفيض عذوبة من تجليات الأجواء الرمضانية في تلك القرية،لكن لزامًا عليك إذا خطت قدماك هناك أن تصلي في أحد أهم وأبرز وأشهر مساجدها الأثرية كما يقول سامح الزهار الباحث والكاتب فى الاثار الاسلامية والقبطية.

ويتابع الزهار: "مسجد هلال بك أو المعروف بمسجد " البيه " أحد أهم المساجد الأثرية بمحافظة الدقهلية،لما يميزه من طابع معماري وفني يجعله نجمًا في سماء آثار الدقهلية،حيث يقع في قرية كوم النور وبني سنة 1270هـ 1853م على يد هلال منير بك،حيث كان والده يدعي عبد الله هلال أحد أثرياء تلك القرية،كما أنه كان أحد أعضاء مجلس المشورة الذى أسسه محمد على باشا سنة 1829 م

وقال الخبير الاثري، إن المسجد الرائع بني من الحجر الجيري المائل للأصفر،ويشتمل على 4 واجهات،وكان يتوسط ميدانًا كبيرًا الا انه بمرور الزمن قد زحفت بعض الأبنية والمنشآت على واجهتين من الأربع للمسجد،والواجهة الرئيسية هي الشمالية الغربية ويبلغ طولها 22.2 متر،ويتوسطها كتلة المدخل وتبرز عن سمت الواجهة بحوالي 0.7 متر،كما يتوج المدخل عقد ثلاثي ذو صدر بارز زخرف بثلاثة صفوف من المقرنصات،ويكتنفها دلايتين بارزتين وعدد كبير من الزخارف الهندسية والنباتية البارزة رائعة الجمال والدقة

وأشار إلي أنه يتوسط كتلة المدخل فتحة اتساعها 1.53 متر بإرتفاع 2.9 متر،ويغلق عليها باب خشبي من مصراعين ذو زخارف قوامها أطباق نجمية سداسية، كما يكتنف المدخل مكلستان ( مصطبتان ) ويعلو فتحة الدخول عتب حجري قد كسي بلوح رخامي نقش عليه نص تأسيس المسجد بالحفر البارز بخط الثلث،وعند قراءته نجد أنه نص من الشعر ينتهي بحساب الجمل وتاريخ الانشاء، كما أنه يعلو النص نافذه مستطيلة غشيت بمصبعات حديدية على شكل معينات وتنتهي واجهة المسجد بكورنيش حجري

وعن المسجد من الداخل قال: "عبارة عن مستطيل صنعت ارضياته من البلاطات الحجرية،اما السقف من العروق الخشبية الملونة زخرفت اطرافها بزخارف نباتية بسيطة بارزة،و يتوسط السقف شخشيخة عبارة عن شكل هرمي،كما يشتمل على ثلاث بلاطات مقسمة بواسطة صفوف من الاعمدة الرخامية،وكل صف عبارة عن اربعة عقود موازية لجدار القبلة،كما يتوسط جدار القبلة المحراب ويكتنفه عمودان ويحيط به اطار حجري بارز".