بالصور.. "محمد أحمد" صاحب أشهر طبق فول إسكندرانى.. المطعم جمع بين الفقير والوزير.. ووصلت شهرته لأسبانيا وزارته الملكة صوفيا.. فؤاد المهندس وصلاح أبو سيف ومصطفى حسين يوقعون على قائمة طعامه

لا يمكن لأى زائر لمدينة عروس البحر ألا يتضمن برنامج زيارته على تناول وجبه الإفطار بمطعم "محمد أحمد" للفول والفلافل الشهير بمحطة الرمل كأحد المزارات الأساسية فى إسكندرية، ولا تقل أهميته عن الشواطىء، والاستمتاع بطبق الفول الإسكندرانى المخصوص الذى يهرول إليه محبيه من كل فج عميق والذى وصل صيته إلى أسبانيا وبلاد الأندلس وزارته الملكة صوفيا ملكة أسبانيا عام 1989، وقضت ساعتين داخل المطعم بعد أن سمعت عن المذاق الرائع الذى يميزه عن مختلف المطاعم التى تصنع وجبه الفول المصرية.

"كلمتين وبس.. الفول يجنن" شهادة كتبها الراحل فؤاد المهندس عندما زار المطعم وتناول وجبة الغداء أثناء تواجده بالإسكندرية واعتاد على زيارته سنوات طويلة بعد أن جذبه طبق الفول المميز والباذنجان "أبو تقلية" كما كان يسميه، والفلافل كما تسمى باللغة الشعبية الدارجة بالإسكندرية والمعروفة بـ"الطعمية".

ليس أمرا غريبا عندما تذهب لمطعم محمد أحمد وتجد فى الطاولة بجانبك أحد الفنانين الكبار أو وزراء وكبرى الشخصيات السياسية، ففى عام 2015 فوجىء رواد المطعم بالمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء السابق، يجلس على أحد الطاولات بالمطعم ويتناول العشاء، فهو مطعم يجمع بين طبقات المجتمع كافة وطبق الفول الإسكندرانى لا يفرق بين وزير وفقير.

منذ دخولك للمطعم ستجد ترحاب كبير من العمال يوجهوك إلى أفضل الأماكن التى تناسب أسرتك، ويقدمون قائمة الطعام التى تعتبر الأغرب فى مصر، فبدلاً من ان تجد أنواع الفول لتختار المفضلة لديك ستجد صورة كاريكاتيرية للفنان الراحل مصطفى حسين بهيئته الشهيرة بجوار اسم المطعم ويكتب بجوارها "أول مرة أدخل عتبه محل الخواجة محمد أحمد.. ولاقيت ناس الكفر كلاته مشرفين وهات يا حشى..قعدت حشيت فول لوز وطعمه فزدق ومليت بطنى آخر حلاوة ورجلى جت وكل مشوار فى إسكندرية هيبقى للخواجه محمد أحمد ويجعله عامر".

كما يلفت انتباهك توقيع الأديب نجيب محفوظ وكلماته الرقيقة والمخرج صلاح أبو سيف عام 1992 وكتب "إلى الاخ العزيز محمد أحمد أسعدنى كل السعادة أن تتاج لى الفرصة وأتناول غدائى فى مطعمكم اللطيف واتمنى ان احضر دائما الى المحل اثناء وجودى بالإسكندرية"، كما يوجد على قائمة الطعام توقيع الفنان ديميس روسوس المغنى العالمى والذى ولد بالإسكندرية.

"واحد فول سدق وطبق فلافل والسلطات.. صلى على النبى" كلمات يرددها عمال المطعم فور تلقيهم الطلبات من الزبائن ويؤكدون على كلمة "صلى على النبى" وكأنها كلمة سر خاصة فيما بينهم يتعجب كل من يسمعها ويتسائل عن سببها بعد الإبلاغ بكل طلب.

ويقول علاء على، من أقدم عمال المطعم، أن المباركة بالنبى بعد كل طلب ليزداد البركة، وتوارثها وترددها بين العمال منذ سنين طويلة وحتى الآن على الرغم من عمل اجيال جديدة .

وأضاف ان المحل بدأ منذ عام 1957 بمحل صغير قليل الامكانيات لصاحبه محمد أحمد الشهير بالخواجه والذى ابتكر مكونات جديدة فى طبق الفول وادخل عليه الثوم والصلصة والسدق " السجق" والليمون بالإضافة إلى فول زيت الحار وزيت الزيتون الأكثر طلباً من الزبائن.

وأشار إلى أن ما يميز المطعم هم رواده من المشاهير ومنهم الأديب نجيب محفوظ الذى كان يرتاد على المطعم كل أربعاء وكان يطلب فول بزيت الزيتون وبيض عيون وطبق فلافل.

وأضاف عادل مصطفى، أحد العمال، أن مسأله وجود شخصية عامة وشهيرة أمر عادى وطبيعى اعتاد عليه العاملين ورواد المطعم بصفة مستمرة ، وأحيانا لم يلاحظ الزبائن تواجدهم من شدة زحام المطعم.

وقبل أن تنهى وجبتك لا يفوتك التقاط صورة تذكارية داخل المطعم وفى خلفيتها صور المشاهير المعلقة على الحوائط وتوقيعاتهم لكى تشعر بأنك فى مدينة الإسكندرية.

- أوروبا تزرع الفول للمصريين.. الإحصاء: واردات مصر من الفول تجاوزت مليار جنيه فى 8 أشهر.. وشعبة المصدرين: نستورد 95% منه وفرنسا واستراليا وانجلترا تزرعه خصيصا لصالح مصر والغرفة التجارية: ننتج 5% فقط