المحتوى الرئيسى

السهروردي.. قتيل الفكرةعبد الكريم الجيلى.. فيلسوف المتصوفينعبد الكريم الجيلى.. فيلسوف المتصوفين

06/18 21:08

قُـمْ يا نَـدِيمُ إلى الْمُدَامِ فهاتِهَا.. في كأسِها قدْ دارَتِ الأقداحُ

هي خَمرةُ الحبِّ القديمِ ومنتَهَى.. غرَضِ النديمِ، فنِعْمَ تلكَ الرَّاحُ

هو شهاب الدين السهروردي والملقب بالمقتول، وشهيد الرأي، الذي دافع عن أفكاره ولم يتنصل منها رغم التهديد بالحبس والقتل.

ولد وعاش حياته في سهرورد شمال إيران، وانتقل لبغداد ثم حلب حيث كان مقتله عن عمر 38 عام، بأمر صلاح الدين الأيوبي، الذي اعتقد انه يفتن ولده بأرائه وأفكاره، بعدما نسبوا له انحلال العقيدة، وأفتى العلماء، بإباحة دمه.

قل لأصحابٍ رأوني ميّـتاً.. فبكـوني إذ رأوني حـزَنا

لا تظنـّوني بأني ميّـتٌ.. ليسَ ذا الميّـِتُ والله أنا

أنا عصفورٌ وهذا قفصي.. طرتُ منهُ فـتخلّى رَهنًا

التقى بشيخه مجد الدين الجيلي الذي تلقى عنه أصول الحكمة والفقه، وجرت بينه وبين فخر الدين الرازي صاحب التفسير الكبير مناظرات ومساجلات.

عاش في حلب قبيل مقتله وتعرف على علمائها، وجادلهم وناظرهم انتصر عليهم بحجته، وبدء يتحدث عما يجيش في صدره من فلسفة الاستشراق، وأشهر كتبه على الأطلاق، حكمة الإشراق.

سبب مقتله عندما سئله الفقهاء إن كان الله سيبعث نبيا بعد محمد أم لا؟، فأجاب السهروردي: الله لا حدّ لقدرته.

يا نَسيمَ القُربِ ما أَطيَبكا.. ذاقَ طَعم الأُنس من حلّ بِكا

أَيّ عَيشٍ لأُناسٍ قربوا .. قَد سقوا بِالقُدسِ مِن مَشرَبكا

تأسست حكمة السهروري على الإشراق، الذي اعتمد على الكشف وظهور الأنوار على القلب والعقل فتلمع النفوس بالحكمة وتٌربط الذات العارفة بالجواهر النورانية، مؤكداً دائماً أن ثمة نوراً روحياً يتخلل الكون فتشرق النفوس الأمنة بنور اللقاء والقرب.

 وكان يرى دائماً أن الإنسان غايته الوصول إلى حضرة القرب المقدس، معتبراً أن السبيل الوحيد لذلك هي مجاهدة النفس وعصيانها عن طريق الرياضات الروحية.

لكلّ قهوةٍ سُكارى، ولكل بحر مُغرَقون، كم بين حائر في الظلمات زُحْزِحَ عن نور الشمس، وبين حائر أحرقه ضوؤها في قُرْبها الأقرب.

واعتمد في كتاباته على نطمين من الحكمة هما : الحكمة البحثية التي تعتمد على التحليل والتركيب والاستدلال البرهاني، وهي حكمة الفلاسفة.

الحكمة الذوقية: وهي ثمرة مجاهدات روحية، ويحياها الإنسان لكنه لا يستطيع التعبير عنها، وهي حكمة الإشراقيين.

كان دائما يتغيث من حيّات الهوى التي قصدَته، وعقاربُ الدنيا التي لسعَته، وتماسيح الشهوات التي لدغته، ويشعر في كل الأمور أنه مقصر في حق مولاه، معتبراً أن النفس والهوى ألد أعداءه.

ترك ديواناً واحداً من مائة وخمسة وأربعين بيتًا من الشعر.

عَلى العَقيق اِجتَمَعنا   نَحنُ وَسودُ العيونِ

أَظنّ مَجنونَ لَيلى      ما جنّ بَعضَ جُنوني

إِن مُتّ وَجداً عَلَيهم    بِأَدمُعي غَسَلوني

نوحوا عَلَيَّ وَقُولوا    هَذا قَتيل العُيونِ

أَيا عُيوني عيوني      وَيا جُفوني جَفوني

فَيا فُؤادي تَصبّر       عَلى الَّذي فارَقوني

إليْكَ إشاراتي، وأنتَ الذي أهْوَى.. وأنتَ حَدِيثي بين أهل الهوَى يُرْوَى

وأنتَ مرادُ العاشقين بأسْرهِمْ.. فطُوبَى لقَلْبٍ ذابَ فيكَ من البَلْوَى

مُحِبُّوك تاهُوا في الهوى وتوَلَّهوا.. وكلُّ امرئٍ يصبو لنحو الذي يهَوَى

ولَـمَّا وردنا ماءَ مَدْيَنَ نستقي.. على ظمَإٍ مِنَّا إلى منهل النجوَى

نَـزَلْنا على حَيٍّ كِرَامٍ، بيوتُهمْ.. مقدَّسةٌ لا هندُ فيها ولا عُلوَى

سقانا وحَيَّانا فأحيا نفوسَنا.. وأسْكرَنا من خير إجلاله عَفْوَا

مزَجْنا بها التقوَى لتقوى قلوبُنا.. فيا مَنْ رأى خمرًا يُمازجُها التقوى

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل