المحتوى الرئيسى

ربط البطون من أجل المستقبل

06/18 20:58

فى إفطار الأسرة المصرية، الذى نظمته الرئاسة قبل أيام، قال الرئيس عبدالفتاح السيسى إن هناك إنجازات نفذت وأخرى جار تنفيذها، وانجازات لن يتم الكشف عنها، ويتماشى الجزء الاخير مع طبيعة رجل المخابرات، الذى يتكلم دائما عن أهل الشر، وفى رأيه يعرفهم شعب مصر، لكن الناس تسأل عن تلك الإنجازات الخفية، هل تتعلق بشراء السلاح وما يمس قضايا الامن القومى، وهو ما يجب التستر عليه إلا فى حدود ما سمح به القانون، ام إنجازات فى الملف الاقتصادى المرتبك، ام الاجتماعى المنهار، فى ظل ارتفاع جنونى للأسعار فى جميع مناحى الحياة، كان آخرها الاسبوع الماضى 50% على أوراق السجل المدنى من قيد ووفاة وبطاقة الهوية وخلافه.

ربما كان الرئيس محقا عندما قال إننا نزرع لكى تحصد الاجيال القادمة، مثل ما فعل أسلافنا، لكن ما ينفذ على أرض الواقع وإن كان يحمل أملا فى المستقبل، لكنه باهظ التكلفة.. فعند التوقف على إنجازات عامين من الحكم تجد المعلن يفيد بوجود رغبة حقيقية فى الإصلاح من خلال مشروعات كبرى تحقق نموا فى المستقبل من خلال تشغيل وفرص عمل وأمل للأجيال المقبلة، لكن فى الوقت نفسه يتجاهل مشاكل مستقبلية كبرى، منها على سبيل المثال زيادة الدين الخارجى، الذى بلغ 54 مليار دولار، أبرزها قرض وافق عليه رئيس الجمهورية بين وزارة الدفاع ومجموعة من البنوك الفرنسية، بضمان وزارة المالية، وتبلغ قيمة القرض 3.3 مليار يورو، أى ما يتجاوز30 مليار جنيه، وعلى الأجيال القادمة السداد، كما أن شعار ربط البطون من أجل مستقبل الأبناء، المتمثل فى إقامة مشروعات كبرى طويلة المدى غير مناسب للفترة الحالية على الاطلاق بعد سنوات طويلة من المشقة افتقد فيها المصريون من يحنو عليهم.

وعلى الرغم من تحمل الشعب الاجراءات الصارمة لتخفيض الدعم والتى طبقت فى موازنة العام الأول من حكم السيسى، خاصة فى دعم الطاقة وقيود الزيادة فى الرواتب، فإن الموقف ما زال سيئا فى عجز الموازنة وزيادة الدين الداخلى وما يترتب عليهم من أضرار على المواطن المصرى وتقليص فى نفقات التعليم والصحة والتى أصبحت الازمة فيهما اكبر من ضمير الطبيب والمدرس، فالعجز الفعلى فى موازنة حكومات السيسى يدور بين 11.5 و11% من الناتج المحلى الإجمالى، فى حين أن المستهدف كان النزول بالعجز إلى 9%، مع فشل فى تحقيق الأرقام المستهدفة للإيرادات الحكومية، ومؤتمر ووعود شرم الشيخ الاقتصادية تؤكد ذلك، وان كان لابد أن نرفع القبعة للرئيس لأنه نجح فيما فشلت فيها حكومات متعاقبة من تخفيض الدعم والتحرك نحو ذلك الملف الشائك، فحتى الرئيس انور السادات «المنتصر» فى العاشر من رمضان، فشل فى تطبيقه وقامت مظاهرات الجوع ضده بمجرد تحريك الاسعار فى مظاهرات يناير الشهيرة.

تقديم السلع الغذائية الأساسية بأسعار مناسبة، وتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين، غرض نبيل تحاول أن تقوم به الدولة، ولكنه ليس حلا لضبط الاسعار حتى لو قام به جهاز المخابرات، وإن كان دور الاخيرة اكبر من ذلك بكثير.

إنجازات الدولة فى شبكة الطرق القومية الجديدة فى سيناء وشرق البلاد وغربها وجنوبها لها تعظيم سلام، خاصة انها تحيى ثروة هائلة من الأراضى المؤهلة للاستثمار بمختلف أنواعه، لأن شق الطرق يضاعف قيمة الأراضى إلى مئات الأضعاف، قانون الاستثمار الاخير جعل ولاية الاراضى للهيئة العامة للاستثمار دون سواها، لكن القرار الجمهورى بمنح القوات المسلحة الإشراف على تلك الأراضى التى تحيط بشبكة الطرق القومية الجديدة، لمسافة كيلومترين على جانبى الطريق تجعلنا نبدأ من أول السطر.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل