المحتوى الرئيسى

لا تتمنَّ أن تكون مشهوراً فقد يعجز الأطباء عن علاجك.. تعرّف على نجومٍ فقدوا حياتهم بسبب "متلازمة المشاهير"

06/18 20:12

يقول أنتوني موبسر، وهو طبيب أسنان يعمل في بيفرلي هيلز، أنه كاد أن يُصاب في إحدى المرات بحالة إغماء، وذلك في مطلع الثمانينيات من القرن المنصرم، عندما رفع سماعة الهاتف في حالة طبية طارئة، واكتشف أن المريضة هي أسطورة السينما إليزابيث تايلور.

ويضيف موبسر قائلاً "لقد كانت تجربة غاية في الروعة. الأمر يتطلب منك أن تتصرف بمنتهى الهدوء، وذلك على الرغم من حالة التعرّق التي أصابتني من هول الموقف. ولكي أتغلب على هذا الأمر، فقد تظاهرت بأن من على الهاتف هي أحد المرضى من عامة الناس الذين أستجيب وأرد على حالاتهم الطارئة كل يوم".

ومنذ ذلك الحين، وإلى الآن، يعالج الدكتور موبسر العديد من مشاهير هوليوود. ويضيف الدكتور موبسر "عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع المشاهير فإن هذا يتطلب منا أن نذهب بعيداً خارج نطاق منطقة الراحة الخاصة بنا، فالتعامل مع المشاهير يتطلب بعض الأمور الخاصة التي لا تتواجد في البشر الاعتياديين وذلك لأن طبيعة عملهم تحتم عليهم الظهور أمام الكاميرات والسير على السجادة الحمراء في المهرجانات. لذلك، ينبغي علينا أن نعلم حدودنا جيداً وذلك لأنه في حالة حدوث أية أخطاء، فإن هذا قد يسبب لنا الكثير من المشاكل".

وفي بعض الحالات القصوى، فإن الأمر قد يتسبب في حدوث بعض الأخطاء الكارثية التي ينجم عنها موت الشخصية الشهيرة، ويظهر هذا جلياً في بعض الحالات مثل إلفيس بريسلي، ومايكل جاكسون، وجوان ريفز الذين تسببت شهرتهم على ما يبدو في موتهم، وذلك بسبب شعور الأطباء بحالة من الضغط، أو الانبهار، الأمر الذي قد ينتج عنه إعطاء العلاج الخاطىء، وتسمى هذه الظاهرة "بمتلازمة VIP أو متلازمة الشخصيات المهمة".

حدوث هذه الظاهرة ليس بالأمر الجديد، فحسبما قال الدكتور والتر فاينتراوب في عام 1964، هناك الكثير من الأمثلة الواضحة على حدوث تلك الظاهرة في العديد من المناسبات على مدار التاريخ، ويُضيف الدكتور فاينتراوب "هناك بعض الأمثلة الواضحة على حدوث تلك الظاهرة من قبل مع بعض الشخصيات التاريخية مثل الملك جورج الثالث ملك إنجلترا، والملك لودفيغ الثاني ملك بافاريا، والتي تبين أن مسألة علاج الشخصيات الهامة قد تكون غاية في الخطورة على المريض والطبيب".

برينس وجوبز هل كانا ضحيتين لـ"المتلازمة"

ويُرجح المحققون القائمون على التحقيق فى قضية وفاة برينس، المطرب الشهير، احتمال تورط الأطباء الذين عالجوا برينس في إعطائه جرعة زائدة من مخدر الأفيون

يقول دايفيد أجوس، الأخصائي في علاج مرض السرطان، وهو أيضاً الطبيب الذي عالج ستيف جوبز، أن بعض الأطباء يقومون بإعطاء المرضى بعض العقاقير التي يرفضها المنطق لأنها عديمة الفائدة كإعطاء عقاقير لهرمونات النمو لجعل شخص ما يبدو أصغر سناً عما هو عليه، مثل هذه الأمور تُظهر مجال الطب بمظهر غير لائق.

ويقول الدكتور أجوس أنه صُعق عندما أخبره مؤسس شركة أبل ستيف جوبز، وذلك قبل وفاته فى عام 2011، برأيه في الذهاب لأحد الدجالين لإعطائه علاجاً مناسباً لحالته وهو الأمر الذي قابله أجوس، البروفيسور في الطب والهندسة بجامعة جنوب كاليفورنيا، بالرفض الفوري.

ويستطرد أجوس قائلاً "التحدي يكمن فى مواجهة المرضى وإخبارهم بالحقيقة، فالممارسة الطبية في نظري هي الحب المؤلم، لقد طردني ستيف جوبس مئات المرات، ثم كان يعاود الاتصال بي بعدها بساعة".

ممنوع على الأطباء قول "لا" للمشاهير

وقال جون كونولي، المدير والرئيس التنفيذي لمركز"Castle Connolly " الذي يقدم دليلاً يحتوي على معلومات عن أشهر الأطباء الأميركيين، أنه لا يوجد شك في أن الأشخاص الذين يتمتعون بالثروة والقوة يحظون بمعاملة تختلف عن غيرهم، وأضاف "من الممكن أن يكون الأطباء معجبين ومتأثرين بالمرضى من أصحاب القوة مما يجعلهم يتبنون اتجاهات قد لا تكون الأفضل في علاجهم".

من الصعب أن تقول "لا" للمريض رفيع المستوى، فبالإضافة إلى العائد المادي المربح الذي يمكن أن يتحقق لك من معالجته فإنك تحظى بالمجد والمكانة الاجتماعية أيضاً. وفي هذا الإطار استعان موقع Hollywood Reporter بالبيانات المنشورة على موقع Castle Connolly data في نشر قائمة سنوية بأبرز الأطباء الذين ينتقيهم نجوم هوليود في التخصصات المختلفة كالأسنان والأورام وطب الأطفال، وأطباء التوليد، ومختلف التخصصات.

وأبرزت إحدى المقالات اسم تشارلي شين جنباً إلى جنب مع الجراح بال راجاغوبالان (المعروف باسم الدكتور راج) والذي يتفاخر بمعجزات زراعة الخلايا الجذعية التي تمد الجسم بالأدوات اللازمة لتجديد غضروف العظام.

أما وفيات المشاهير غير المتوقعة فقد أضاءت الجانب المعتم في حلقة العلاقات بين المرضى من المشاهير، وبين الأطباء.

وأشار الطبيب الشرعي في مايد ويست أن حالة وفاة المطرب الشهير برينس ترجع إلى تناوله جرعة من مسكن ومخدر سريع المفعول، يشبه تأثير الهيرويين.

وكان الطبيب مايكل تود شيلنبرج بولاية مينيسوتا، هو من وصف العلاج. وقبل أيام من وفاة المطرب الأميركي برينس أرسل هوارد كورنفيلد، أخصائي الإدمان بكاليفورنيا ابنه أندرو، لمقابلة برينس. وقد دافع كورنفيلد عن العلاج الذي وصفه على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبدت الشهرة أحد العوامل المسببة لوفاة الممثلة الكوميدية والكاتبة الأميركية جوان ريفرز في أغسطس 2014 أثناء أحد الإجراءات الروتينية. حيث قال الأطباء إن وفاتها كانت بسبب انتهاك نظام الرعاية الطبية بالمستشفى. حيث قام أحدهم بأخذ صورة مع الممثلة، وهي على طاولة العمليات قبل إصابتها بالسكتة القلبية. وأقرت العيادة وعدد من الأطباء بأن الممارسة الخاطئة كانت مسؤولة عن وفاتها.

أما طبيب مايكل جاكسون، كونراد موراي، فقد سهّل حصول جاكسون على عقارالبروبوفول، وهو مخدّر جراحي قوي تم إعطاؤه له لمساعدته على النوم. على هذا الأساس اعتبرت هيئة محلفين موراي أن القتل غير العمد كان سبباً في وفاة جاكسون، حيث لعبت المخدرات دوراً رئيسياً في وفاته عام 2009.

واتُّهم الأطباء أيضاً في قضية وفاة جوبز، حيث رفض مؤسس آبل إزالة ورم بالبنكرياس، مفضلاً التعامل معه عبر اتّباع نظام غذائي نباتي، والعلاجات العشبية، والوخز بالإبر، وحينما وافق على إجراء عملية جراحية كان الورم قد انتشر بشكل كبير في جسده.

وقال أجوس، الذي بدأ علاج جوبز بعد أن تقدم السرطان في جسده "إنها المرة الأولى، بالنسبة لكثير من المرضى المشاهير، التي يخرج فيها الأمر عن سيطرتهم ومن الصعب عليهم فهم ذلك. كثيراً ما يحدث أن يأتيك شخص مهم راغب في عشب صيني مثلاً، وهو يبحث عن شخص يمكنه توفير ذلك. كان ستيف يرسل لي عشرات الأشياء الشبيهة بذلك، سائلاً عن أنواع معينة من الفطر أو علاج خاص في ألمانيا".

وقال أجوس، المؤلف والمعالج الصحي لمليارديرات وادي السيليكون، إن بعض الأطباء ابتعدوا عن العلوم الطبية الصارمة، "لقد نصحه بعض الأطباء المعروفين بفعل أشياء لا تحمل أي معنى و لا تستند على أية أسس".

بينما قال ريك فرايدمان، اختصاصي الأذن البارز في لوس أنجلوس، أن بإمكان التعامل مع مرضى المشاهير أن يحجب الحكم الطبي الصحيح. "الأطباء بشر في النهاية، لذا لا أشك أن اقترابهم من بعض النجوم قد يلقي بظلاله على حكمهم الطبي".

ويشعر فرايدمان أنه لا يتأثر بالمشاهير بذات القدر، بسبب كونه شقيقاً لمسؤول تنفيذي في أحد الاستوديوهات السينمائية، لكنه يشعر أحياناً بالتأثر مع بعض المرضى، مثل أحد نجوم البوب والذي فقد السمع في إحدى أذنيه "أحاول الاحتفاظ برباطة جأشي. أخبرهم أنني أحترم عملهم، وأبدأ في عملي بعد ذلك. أذكر أنني تلوت قسم أبقراط أثناء تخرجي، وأنا آخذه بجدية شديدة".

واسترجع طبيب الأسنان موبسر حماسه حين استدعاه ميل تيليس في الثانية صباحاً لإصلاح إحدى الأسنان الأمامية المكسورة، عشية ظهور هام له على التلفاز. "بالطبع تشعر بالرهبة، لكنني أنجزت الأمر. اعتمادك على ما تدربت عليه سيؤدي إلى نتائج رائعة. كما أنه ذكر اسمي عبر برنامج جوني كارسون، وأراد إعطائي حصاناً كهدية".

كما قال موبسر أنه رفض استقبال بعض المرضى المشهورين، "لقد قلت لا للعديد من المشاهير، إذا شككت أنهم أتوا من أجل المخدرات. عليك أن تقوم بواجبك. للأسف أعرف بعض الزملاء الذين يوافقون على ذلك، هنا يأتي دور الأخلاق. لقد رأيت زملاء يوافقون على تلبية رغبات المشاهير لأجل الاحتفاظ بهم، ورأيتهم يندمون على ذلك على المدى الطويل".

وتُعدُّ وفاة إلفيس بريسلي في 1977 بسبب مشكلات قلبية ناتجة عن بعض الأدوية التي تحتاج لوصفة طبية، إحدى أشهر حالات متلازمة "كبار الشخصيات".

وتلقى طبيبه جورج قنسطنطين نيكوبولاس، المعروف بدكتور نيك والذي توفي هذا العام، وابلاً من الانتقادات. بينما ألقى هو بمسؤولية إدمان بريسلي على طبيب المطرب في الساحل الغربي، ليون كول، الذي توفي بعد أشهر من موت بريسلي.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل