المحتوى الرئيسى

مجدي منصور يكتب: الإسرائيليون والفلسطينيون الوصول للحائط المسدود! نظرة بالعمق في مجرى الصراع العربي الإسرائيلي «4» | ساسة بوست

06/18 14:01

منذ 1 دقيقة، 18 يونيو,2016

«يا أهل روما إذا كان لدى أحد منكم بقية من دموع فليذرفها الآن». مارك أنتوني– مسرحية يوليوس قيصر لويليام شكسبير

هذا هو الجزء الرابع من سلسلة مقالاتي عن الصراع العربي الإسرائيلي، وكنت قد بينت في الجزء الأول خريطة إسرائيل إلى الحائط المسدود الذي وصلنا إليه اليوم – رابط الجزء الأول.

وبدأت في الجُزء الثاني الحديث عن خريطة العرب إلى الحائط المسدود. رابط الجُزء الثاني.

ثم حاولت في الجزء الثالث الإجابة عن السوأل الأصعب كيف استطاع الرئيس المؤمن! «محمد أنور السادات» أن يُحدث ذلك التحول الدراماتيكي في الاستراتيجية المصرية منذ فض الاشتباك الأول مرورًا إلى رحلته للقدس وصولًا لتوقيع معاهدة كامب ديفيد 1979. رابط الجزء الثالث.

واليوم أُكمل ما بدأته في المقالات السابقة، وكما قلت من قبل إن هدفي تنشيط الذاكرة وإيقاظ الوعي بهدف تحريك الإرادة والقيام بفعل يقول للعالم بأن أمُتنا ما زالت حية وقادرة على الفعل في يوم من الأيام.

«يا ابن العم أرجوك أن تبقى» الملك حسين للملك الحسن

قامت حرب أكتوبر وظهر أن نتائجها السياسية ليست على المقدار نفسه للنجاح العسكري الذي حققه الجيشان المصري والسوري في معركة عظيمة بكل المقاييس، وعندما بدأ الرئيس «السادات» المضي إلى محادثات فض الاشتباك الأولى والثانية بعدها بدأ الجميع على طول العالم العربي وعرضه يتشككون في نوايا الرجل، وكان في المقدمة منهم «سوريا ومنظمة التحرير» كان كلا الطرفين لديه شكوك عميقة في الرجل الذي تولى زمام المسؤولية بعد «عبد الناصر»، وفي ذلك الوقت من صيف سنة 1974 وفي ذروة خشية منظمة التحرير من أن يجرى تصرف في القضية الفلسطينية من وراء ظهرها فقد جرى التركيز على شعار يقول: «بأن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني»، كان هذا الشعار قد أطلق في فترة الصدام مع الملك «حسين».

مشهد من العبور العظيم لحرب أكتوبر

وأثناء الإعداد لمؤتمر قمة عربي كان التحضير يجري له في الرباط بالمغرب «أكتوبر 1974»، استجدت صياغة لمشروع قرار يصدر عن القمة، ويعلن بلسان كل الملوك والرؤساء العرب رسميًّا «أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني».

كانت مبررات مشروع هذا القرار معقولة، لكن الظروف والملابسات التي أحاطت بتقديمه تستدعي التفكير والشك والحاصل أن أطرافـًا عربية متعددة لم تكن تريد هذا القرار في هذا التوقيت، وبالتأكيد فإن الرئيس «السادات» لم يكن يريده، وكذلك الرئيس «الأسد» وكذلك الملك «فيصل» كل منهم لأسبابه.

وفي الوقت نفسه فإن «هنري كيسنجر» الذي كان يطوف بعواصم المنطقة قبل مؤتمر الرباط كان مستًا من القرار فهو حتى هذه اللحظة كان يفكر في المسألة الفلسطينية مرتبطة بالأردن وبالملك «حسين»، وبالقطع فإن الملك «حسين» نفسه لم يكن يريد قرارًا يأخذ منه كل الأوراق التي يملكها في يده للتفاوض.

وفي جلسة مؤتمر القمة التي خصصت لمناقشة مشروع القرار تحدث الملك «حسين» طبقـًا لمحضر الجلسة فقال:

«إن الأردن آخر من يعترض على حق الفلسطينيين في أن يتحدثوا عن أنفسهم، وإنما هناك قضية أمانة تاريخية، ومسؤولية حقائق مستقبلية، بالنسبة للأمانة فإن هذه الأراضي الفلسطينية «الضفة والقدس» كانت عند المملكة الأردنية عندما احتلتها إسرائيل، ويشعر الأردن بواجب أن يتحمل أمانة استعادتها.

إن تحمُل المملكة الأردنية بهذه الأمانة ليس ميزة تسعى للحصول عليها، ولكنها عبء هي على استعداد لأن تتحمله، وبعد أن تعود الأمور إلى نصابها، وإذا كان ذلك رأي الإخوة من الملوك والرؤساء العرب والفلسطينيين فإن المملكة على استعداد للتخلي عن هذه الأراضي بحيث يكون الانتقال من يد عربية إلى يد عربية، المهم هو استخلاص الأراضي من اليد الإسرائيلية».

وبدا كلام الملك «حسين» معقولًا وقد أُضيف منطقه إلى موقف المتحفظين أصلًا على مشروع القرار لأسبابهم، وبينهم مصر وسوريا والسعودية ومال اتجاه القمة بوضوح في اتجاه رأي الملك «حسين»، وفجأة تدخل ملك المغرب «الحسن» في المناقشة وبطريقة غير متوقعة قائلًا: «إنني أرى اتجاهًا في القمة إلى تأجيل النظر في مشروع القرار الذي يعتبر منظمة التحرير ممثلًا شرعيًا ووحيدًا للشعب الفلسطيني، وهو لا يستطيع قبول التأجيل، وإنما يرى الواجب القومي يفرض أن يتحمل الشعب الفلسطيني مسؤوليته وأن المعبرين عنه هم قادته».

وحاول الملك «حسين» أن يتدخل قائلًا للملك الحسن «يا بن العم» ولكن الملك «الحسن» لم يترك له أو لغيره فرصة، وإنما قال : «إنه إذا كانت القمة ترى تأجيل النظر في مشروع القرار، فإنه هو شخصيًا سوف يترك قاعة المؤتمر ويخرج»، وساد الذهول بين الملوك والرؤساء فالرجل الذي يهدد بالانسحاب والخروج هو مُضيف المؤتمر، وكلهم ضيوفه وفي قصره، واستطرد الملك «الحسن» قائلًا بنبرة آسى: «إنه حزين لهذا الموقف، لكنه يرجوهم أن يعتبروا البلد بلدهم والقصر قصرهم هُم أصحابه وهو الضيف عليهم، ولذلك فهو يستأذن منهم.» وتعالت نداءات الملوك والرؤساء العرب تطلب من الملك «الحسن» أن يبقى في الجلسة

الملك «الحسن» العلوي والملك «حسين» الهاشمي!! علاقة معقدة وتاريخ طويل من الخيانة

وكان الملك «حسين» بين الذين ناشدوا الملك «الحسن» وكان قوله: «إنه قال ما عنده، وإذا شاءت القمة العربية أن تعفيه من مسؤوليته فهو على المستوى الإنساني يقبل ما يراه الأشقاء»! وجرت الموافقة على مشروع القرار.

وكان الذي حدث بعد ذلك غير بعيد عما توقعه الملك «حسين»، وبدا كأن إسرائيل لم تكن تريد الإضرار كثيرًا بعلاقاتها مع الأردن ومع ملكه سواء بالحذر أو بالمجاملة، ثم بدا وكأنها كانت تنتظر أن يبتعد عن الطريق، ولذلك فإنه ما كاد أن يبتعد عن الطريق حتى اندفعت الحفارات والجرارات، وإذ عملية الاستيطان تكتسب إيقاعًا أكثر نشاطـًا وسرعة، وبالطبع فقد كان ما يساعد الاندفاع الإسرائيلي في حركة الاستيطان هو الاطمئنان إلى أن الرئيس «السادات» الذي فرغ من فك الارتباط الأول وراح يتهيأ لمرحلة ثانية من فك الارتباط مشغول بمصر أكثر من أي شيء آخر، ومع أن قرار الرباط تلتهُ دعوة «ياسر عرفات» إلى الأمم المتحدة حيث ألقى خطابه الذي قال فيه عبارته الشهيرة عن «المسدس وغصن الزيتون، وأنه ترك الأول قبل دخوله قاعة الجمعية العامة، ودخل بالثاني طالبًا السلام».

وهُنا يُطرح سؤال من الذي أشار على الملك المغربي «الحسن» بطرح ذلك الموضوع؟!

وجدت منظمة التحرير نفسها في أجواء متناقضة، فمصر تتخذ لنفسها طريقـًا مختلفـًا

والعلاقات بين المنظمة وسوريا معقدة برواسب قديمة ومشاكل مستجدة كل يوم، والوجود الفلسطيني في لبنان يواجه عقبات ما زالت تفرض عليه قيودًا لا تمنحه حرية الحركة التي يريدها.

وكان أول ما خطر «لياسر عرفات» في تلك الظروف هو أن يحاول التأكد من موقف الاتحاد السوفييتي، وتوجه إلى موسكو ليجد القيادة السوفييتية في حالة ثورة عارمة، فهم يعتقدون أن مصر حصلت على سلاحهم واشترت به حلًا أمريكيًا، وحاول عرفات في لقاء مع «بريجنيف» و«كوسيجن» أن يشرح لهما نظرية رددها كثيرًا في ذلك الوقت عن أهمية الثورة الفلسطينية وكانت نظريته أن «الثورة الفلسطينية قنبلة موقوتة في كل بلد عربي لأن الجماهير العربية تؤمن بهذه القضية بأكبر من إيمانها بقوة بلد واحد حتى وإن كان هذا البلد هو مصر»، ثم كان ترتيبه على ذلك أن الثورة الفلسطينية تستطيع أن تحرك الجماهير حيث تشاء بسلطان القضية بما يتخطى أية سُلطة في بلد عربي، فالولاء لقضية فلسطين «حزب موجود في كل مكان» ومساعدتها في هذه الظروف تعني أن الاتحاد السوفييتي سوف يجد لنفسه مدخلًا إلى كل بلد عربي».

ولم يكن «بريجنيف» على استعداد للتسليم بهذا المنطق، وراح يشكوا لعرفات ما لاقاه الاتحاد السوفييتي من تخلى العرب عن صداقته إلى درجة الخيانة، ثم أشار إلى أن كل مدفوعات العرب من أجل السلاح وغيره تذهب إلى أمريكا وفي حين أن الاتحاد السوفييتي قدم كل ما قدمه للعرب بأسعار مخفضة وأقساط مؤجله وفي كثير من الأحيان لم يسدد له العرب حقوقه عليهم.

وعند هذه النقطة من الحديث تعهد «عرفات» لـ«كوسيجن» من باب التعويض بإقناع «القذافي» بأن يُزيد مشترياته من السلاح من الاتحاد السوفييتي وتمكن «عرفات من ذلك فعلًا وعقدت ليبيا صفقة سلاح بألفي مليون دولار سددتها نقدًا للاتحاد السوفييتي»

ولم يكن في مقدور صفقة أسلحة كبيرة مع ليبيا أن تعوض الاتحاد السوفييتي عن غياب مصر، ولا كان في مقدور الصفقة نفسها أن تعوض العمل الفلسطيني عن الطُمأنينة التي تتوفر له بوجوده على الخط نفسه مع مصر، وفي ضوء كل ذلك راحت المنظمة تُحاول تثبيت موقفها على عدة محاور:

وكانت سوريا قد أصيبت بما هو أكثر من نوبة برد، وكان لبنان على وشك أن يُصاب بما هو أخطر من ميكروب سُل، وتأزمت العلاقات بين العاصمة السورية وبين بيروت الفلسطينية.

ومع فهم سوريا لطبيعة التركيبة اللبنانية، ومع سوء فهم مستحكم بين السُلطة في دمشق وبين قيادة منظمة التحرير فإن عوامل الخطر في لبنان وعليه أصبحت مُقلقة، وكانت سوريا شديدة العصبية أيضًا بعد خروج مصر المفاجئ من معادلة القوة العربية وكان يقال دائمًا: «إنه إذا أُصيبت دمشق بلفحة برد فإن بيروت تصبح مُعرضة لميكروب سُل».

ولم يكن في مقدور سوريا أن تقف مُراقبًا محايدًا، وكان الهاجس السوري دائمًا أن طريق الجنوب إلى البقاع مؤدي بالضرورة إلى مشارف دمشق، وبذلك لم تعد مشكلة ما يجرى في لبنان لبنانية، وإنما أصبحت في ذات الوقت أيضًا سورية.

إن دخول الثورة الفلسطينية إلى هذه الأوضاع القلقة والحرجة أدى إلى انفلات في لبنان كانت السيطرة عليه تزداد صعوبة يومًا بعد يوم، وفي تلك الفترة فإن البقعة الأكثر استعدادًا للفوران والانفجار كان جنوب لبنان؛ فهناك بالعقائد الدينية والسياسية كانت درجة الاستعداد أكبر لمواجهة تجربة النار، وربما أرادت إسرائيل أن توقف موجة المد في بداياتها وأن توجه إنذارًا إلى لبنان كله، فإذ هي تفتح مدافعها على الجنوب اللبناني ويضطر عشرات ألوف من الجنوب إلى الهجرة نحو الشمال في العاصمة بيروت تاركين الجنوب للمقاتلين المستعدين لقبول تحدي النار والرد عليه.

إن تلك الهجرة من الجنوب كانت لها عواقبها الاجتماعية، فالمهاجرون النازحون من الجنوب إلى الشمال ما لبثوا أن أحاطوا بالعاصمة بيروت، والتي كانت حتى تلك اللحظة مازالت تعكس أضواءها الباهرة رغم عوامل الحرج والقلق، وهكذا أحاط بغنى بيروت حزام من الفقر الزاحف وأضيف إلى الشحنات المتحركة والمتراكمة تناقض اجتماعي صارخ بدوره عنصرًا في معادلة اختلت ضوابطها، وكان مسيحيو لبنان وموقفهم هنا يمكن تفهمه في حالة عصبية وخوف تصاعدت إلى درجة الحُمى، فالوطن الذى اعتبروه دائمًا واجهة مطلة على البحر الأبيض صوب أوروبا تطغى عليه عناصر الريف والصحراء وبثقل يهدده بالغرق في البحر بدلًا من أن يظل شرفة مُطلة عليه، وراحت خطوط مواجهة صعبة محتملة تتحدد مواقعها على الخريطة اللبنانية.

تُحاول تعزيز موقعها في لبنان لكي تجعل من هذا البلد بتركيبته الفريدة قاعدة واسعة تقف عليها وتعمل منها بأمان واطمئنان، وقد أدى ذلك إلى مشاكل كبيرة لأن الصيغة اللبنانية بقدر تفردها هشة لا تحتمل أي ثقل طارئ عليها «فالعلاقات بين السنة والموارنة في لبنان معبأة بدواعي الشك والتوتر لأسباب تاريخية واقتصادية واجتماعية، ثم إن سُنة لبنان شيع متفرقة، وكذلك الموارنة، وفي حين أن الكتلة الإسلامية الكبيرة المكونة من الشيعة ومركزها في جنوب لبنان وهناك تأثير إيراني له جذوره التاريخية».

وفي ذلك الوقت كان التأثير الشيعي في لبنان تحت قيادة الإمام «موسى الصدر» وكان في ظروف 1975 مفتاحًا مهمًا من المفاتيح اللبنانية، وكذلك كان «كمال جنبلاط» زعيم الطائفة الدرزية، وفي حين كان «موسى الصدر» رجل دين له قلب مقاتل سياسي وعسكري، فإن «كمال جنبلاط» كان رجل سياسة وقتال له قلب رجل دين في صدره، وفي حين أن الإمام «موسى الصدر» كان وراء ملامحه البشوشة يملك إرادة فارسية قادرة على الفعل، فإن «كمال جنبلاط» كان وراء ملامحه الحزينة مؤمنًا بالفلسفة الهندوكية ومتأثرًا بتعاليم «غاندي».

«إذا أُصيبت دمشق بلفحة برد فإن بيروت تصبح مُعرضة لميكروب سُل». مقولة دالة على أهمية لبنان لسوريا

وكانت هناك تناقضات طبقية جادة داخل المجتمع اللبناني، وكان هناك اختراق أجنبي فرنسي قديم واختراق أمريكي وافد، وكانت هناك قبضة مفتوحة تُحيط بلبنان لكن القبضة المفتوحة يُمكن أن نطبق أصابعها على كفها في أية لحظة فإذا بسوريا تُمسك بلبنان كله إذا لم تمنعها من ذلك موانع دولية.

وبصفة عامة فإن الدولة والجيش في لبنان كان هواهُما واتجاهُهما في المحصلة النهائية مارونيًا.

كما أن الشارع في لبنان كان ولاؤه وإنتماؤه إسلاميًا مع تنوع ألوان الطيف الإسلامي، وكان ذلك كله يخلق أرضية رخوة للثورة الفلسطينية التي تريد أن تتمرس في لبنان وأن تتخذه قاعدة للمقاومة ضد إسرائيل.

وزادت حدة المتناقضات من حقيقة أن كثيرًا من دول النفط الغنية التي وجدت أموالها تتوالد بسرعة مخيفة نتيجة ارتفاع أسعار النفط بعد حروب أكتوبر 1973 وجدت نفسها تتأرجح بين نزعات متباينة؛ فهي يقينًا تُريد هذا التقارب الذي بدأه الرئيس «السادات» مع الولايات المتحدة ومع إسرائيل، وهى يقينـًا تُريد خروج الاتحاد السوفييتي بسلاحه ونفوذه السياسي من المنطقة، وهي تهفو إلى صُلح مع إسرائيل يقوم به غيرها ويرفع عن كاهلها أعباء هذا الصراع المادية والنفسية، ولكنها في الوقت نفسه تشعر بعمق الولاءات القومية لدى شعوبها.

«نحنُ على استعداد للاستعانة بالشيطان نفسه لتخليص لبنان». الشيخ بيير الجميل

وهكذا نشأت وتوثقت علاقة عجيبة بين أصحاب العقائد وخزائن البنوك وبين الفدائيين وملكات الجمال، وبين الثوار وسادة الإقطاع.

وكانت الصيغة العبقرية التي توصلت إليها بعض دول النفط هي التأييد الصامت للرئيس «السادات» سياسيًا، وفي الوقت نفسه إسكات منظمة التحرير الفلسطينية بإغرائها بالمال وهكذا فإن الثورة الفلسطينية في جانب منها تحولت إلى نموذج لم يسبق له مثيل في التاريخ؛ فقد أصبحت ثورة «بترو دولارية» وكانت أول بقعة جرت فيها تجربة الثورة «البترو دولارية» هي بيروت.

وحين لاح أن عاصمة المال العربي بيروت تتحول لتصبح في الوقت نفسه عاصمة الثورة الفلسطينية، فإن عشرات ألوف جُدد من الفلسطينيين، وخصوصًا من هؤلاء الذين ضاق بهم الأردن بعد صدامه مع المقاومة الفلسطينية، راحوا يتوجهون صوب لبنان يتخذونه مقرًا برغم كل مقولات «ياسر عرفات» بأن: «لبنان لن يكون مقرًا وإنما ممر مؤقت إلى فلسطين».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل