المحتوى الرئيسى

سفير عراقي سابق: بغداد إلى الهاوية وتحالف الشيعة يتفكك

06/18 13:34

اعتبر السفير العراقي السابق مزهر الدروي أن مستقبل العراق انحدر إلى الهاويه وتجاوز الحال قضية الصراع الطائفي الذي كان مدخل ذلك الانحدار، حتى ألغيت الهوية الوطنية التي هي أساس قيام واستمرار الدولة وحلت مكانها الهوية الطائفيه والعرقية.

وأضاف في حوار خاص لـ"مصر العربية" أن أخطاء أسس بناء الدولة وإحلال الطائفية والعرقية المسلحة بدلاً من المواطنة جعل من الصعب قيام دولة تجعل المواطنة رابطة توحد شعبا تعبر عن إرادته، وهذا التسليح والهيمنة على الشارع والصراع بين الاتجاهات المتناقضة يجعل من إصلاح الحال صعبا جدا.

وعن معركة الفلوجة أكد الدروي أن  أسباب عديدة دفعت حكومة العبادي المدعومة من الإيرانيين إلى تعجيل معركة الفلوجة على الرغم من الصعوبات الميدانية والفاتورة العالية المتوقعة من هذه المعركة.

وأوضح أن أهم تلك الأسباب هو تمييع الخلافات السياسية بين غالبية الكتل السياسية في العملية السياسية والمستمرة على المستويين الحكومي والبرلماني منذ عدة أشهر، وذلك للضغط على الأطراف المعارضة وإحراجها بموضوع أن مصير العراق كله معرض لخطر داعش..

اقرأ لنا المشهد العام في العراق الآن…وما هي التعقيدات التي تراها بلا حل؟

المشهد العراقي هو امتدادا للحال الذي بدأ بعد الغزو الأمريكي وأسباب الاخفاق في إقامه دولة رصينة الأسس لأن العمليه السياسه بنيت من قبل الأحزاب التي جاء بها الاحتلال لملئ الفراغ الذي حدث بعد إزالة الدولة العراقيه ومؤوساتها التي ألغيت، واعتمدت أسس المحاصصه الطائفية والعرقية والحزبية بدلاً من رابطه المواطنة، وبالتالي وظفت عمليات تثقيف تربوي وإعلامي قادته سلطة الاحتلال على عهد سيئ الصيت وعممت مصطلحات وأفكار طائفيه لتحقيق إحلال الثقافه الطائفية والعرقية وتلقفتها منابر رحال الدين وخاصة الشيعة في إشاعة ماسمي بالمظلومية وأن استلام السلطه هو استحاق منذ 1400 سنه.

ولعب التطرف الذي حاءت به القاعدة والزرقاوي ومن ثم داعش عام ٢٠١٣ لتأجيج هذا الصراع ولعبت إيران الدور المباشر بالتنسيق مع واشنطن دورا خطير في توجيه الصراع وادخال الميلشيات التابعة لها أو الموالية والتي وصل تعدادها الآن لأكثر من 100 مليشيا مسلحة بأسلحة خفيفة ومتوسطة وحتى ثقيلة من مدرعات أو مدافع وأوجدت لها الآن غطاء ماديا من مما يسمى دعم الحشد الشعبي والذي شكله المجرم المالكي بفتوى دينية من المرجع الشيعي السيستاني.

فأخطاء أسس بناء الدولة وإحلال الطائفية والعرقية المسلحة بدلاً من المواطنة جعل من الصعب قيام دوله تجعل المواطنة رابطة توحد شعبا تعبر عن إرادته، وهذا التسليح والهيمنة على الشارع والصراع بين الاتجاهات المتناقضة يجعل من إصلاح الحال صعبا جدا،  والنهب المنظم والسرقة للمال العام الذي بلغ حوالي نصف ترليون من خلال سرقة مباشر أو من خلال عقود وهمية وأساليب مختلفة خلق حيتان استخدمت جزء منه لتشكيل مليشياته ودعمهم بالمال والسلاح إضافة لتشابك مصالح وأطراف إقليمية مثل إيران بشكل رئيسى وبعض دول الخليج مثل قطر بشكل أقل .

كيف تنظر للسلطات العراقية خاصة التشريعية؟

 السلطة التشريعية سلطه عرجاء بل أصبحت معطلة بعد انشقاق النواب واستباحة المتمردين للبرلمان والمنطقة الخضراء فلم يستطع البرلمان عقد جلسة واحدة بعد الانشقاق رغم دعوة رئيس البرلمان سليم الجبوري من الحزب الإسلامي، وقد انعكس ذلك على السلطة التنفيذية فضعف رئس الوزراء حيدر العبادي وبقائه تحت خيمة حزب الدعوه الطائفي وعدم قدرته ان يتخلص منه ويكون رئيسا لكل العراقين وعجزه عن تنفيذ إصلاحات للقضاء على الفساد المالي والإداري الذي استفحل وضرب جميع مفاصل الدولة إن جاز أن نسميها دولة والتزوير للانتخابات البرلمانية التي ساعدت عليه إيران.

أما السلطة القضائية فاسده لفساد رئيسها مدحت المحمود الذي حوله المالكي إبان ولايته إلى شرطي ينفذ له مايقول وسوغ له مئات القرارات مقابل هبات ومصالح، وأصبح القضاء عاجزا في إصدار قرارات بحق رئيس البرلمان.

العراق للأسف انحدر إلى هاوية تهدد مستقبله وتجاوز الحال قضية الصراع الطائفي الذي كان مدخل ذلك لما آل إليه حال العراق وخاصه بعد ان ألغيت الهوية الوطنية التي هي أساس قيام واستمرار الدولة وأحلت مكانها الهوية الطائفية والعرقية.

ورغم كل المشاكل السياسة الحالية بالعراق لماذا دخلت الحكومة في معركة الفلوجة؟

 هناك أسباب عديدة دفعت حكومة العبادي المدعومة من الإيرانيين إلى تعجيل معركة الفلوجة على الرغم من الصعوبات الميدانية والفاتورة العالية المتوقعة من هذه المعركة، وأهم تلك الأسباب هو تمييع الخلافات السياسية بين غالبية الكتل السياسية في العملية السياسية والمستمرة على المستويين الحكومي والبرلماني منذ عدة أشهر، وذلك للضغط على الأطراف المعارضة وإحراجها بموضوع أن مصير العراق كله معرض لخطر داعش، وأن العملية السياسية برمتها في خطر، وبذلك يمكنهم ولو بصورة مؤقتة تجميد تلك الخلافات.

 كيف يدخل الشيعة معركة الفلوجة وتردد مؤخرا وجود خلافات سياسية بينهم؟

 بات واضحاً للجميع أن التحالف الشيعي لم يعد متماسكاً، وبينهم صراعات ليتها فكرية أو عقائدية وإنما سلطوية فهم لا يفكرون في مصلحة عامة ورؤيتهم ضحلة يفكرون كيف يحصلون على مكاسب شخصية، لذلك هم وجدوا بمعكرة الفلوجة أنها ربما تجمع شتاتهم، فضلا عن تنفيذ أحقاد طائفية وتغيير ديموغرافي في بعض المناطق القريبة من بغداد من جهة الأنبار، والنجف بحجة مقاتلة داعش، وبذلك ربما سنشهد نزوحاً لبعض عوائل المليشيات لتلك المناطق بعد انتهاء المعارك.

هل هناك رسائل من معركة الفلوجة ؟

بالفعل هناك رسائل لبعض دول الخليج وبالتحديد المملكة العربية السعودية بأن المليشيات قادرة على ضرب المملكة، والتي استهدفت سابقاً في أكثر من هجوم، والدليل على ذلك أن من يضمن استقرار الانبار سيضمن السيطرة التامة على النخب القريبة من السعودية، وما صور نمر النمر على الصورايخ في معركة الفلوجة إلا رسالة واضحة من تلك المليشيات.

لماذا هذا الاهتمام الحكومي والإيراني بمعركة الفلوجة؟

لأن الوضع السياسي الداخلي بالعراق اقترب من الانفجار بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة وسط فساد ذكم أنوف الجميع، كما جاءت فرصة  لصرف الأنظار عن المظاهرات الشعبية والغضب الجماهيري المشتعل في بغداد ومدن الجنوب والوسط وهو ما دعا رئيس الحكومة للطلب من الجماهير تأجيل المظاهرات إلى ما بعد معركة الفلوجة.

برأيك من يقاتل من بالفلوجة؟

المواجهة اليوم بين طرفين، الطرف الأول هو القوات الحكومية المدعومة بـ(17)فصيلاً من مليشيات الحشد الشعبي، والملاحظ هنا أن هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها عن أسماء هذه الفصائل الشيعية بهذا الوضوح الغريب، وهذه الفصائل المليشياوية هي: " لواء أنصار المرجعية، ولواء علي الأكبر، وفرقة العباس القتالية، وفرقة الإمام علي، وقوة أبي الأحرار الجهادية، وقوات بدر، وسرايا عاشوراء، وسرايا أنصار العقيدة، وكتائب حزب الله، وعصائب أهل الحق، وسرايا الجهاد، وسرايا الخراساني، وفيلق الكرار، ولواء المنتظر، ولواء مجاهدي الأهوار، وكتائب سيد الشهداء، وسرايا السلام".

وكذلك نلاحظ في هذه المعركة التواجد الإيراني العلني عبر تواجد قاسم سليماني زعيم الحرس الثوري الإيراني، والذي نشر صوره وهو يجتمع مع زعماء المليشيات ومنهم هادي العامري، وهنالك تسريبات من ارض المعركة تؤكد وجود أكثر من 70 ضابطا وجنديا في معسكر المزرعة القريب من مدينة الفلوجة، أما بالطرف المقابل فهنالك تنظيم داعش الذي يسيطر على الفلوجة منذ قرابة العامين.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل