المحتوى الرئيسى

وزير الاقتصاد الفرنسي نجم صاعد في أجواء مضطربة

06/18 07:11

هولاند يجابه بانتقادات حادة بسبب تعبير عن المثليين

هولاند يدين هجوم تل أبيب

هولاند يشكر كاشفي "أوراق بنما" ويعد بتحقيقات في فرنسا

هولاند: تراجع كبير في بيع النفط لدى "داعش"

من مفارقات الوضع في فرنسا اليوم هبوط شعبية الرئيس فرانسوا هولاند إلى مستويات قياسية من التدني، وصعود وزير الاقتصاد إيمانويل ماكرون على موجة من الشعبية المتزايدة. وإذ يؤكد أن الرئاسة ليست هدفه الأساس يقارن نفسه بالقديسة جان دارك كإصلاحي يخوض معركة شرسة ضد نُظم متكلسة. 

إيلاف من لندن: تبيّن الاستطلاعات أن شعبية هولاند تتراوح بين 11 و13 في المئة، في حين أن زهاء 50 في المئة من الناخبين الفرنسيين يعتقدون أن ماكرون هو الرجل المناسب لرئاسة الدولة.  

على النقيض من الوزراء الفرنسيين الآخرين، يستطيع ماكرون أن يقول ما يريد، ويبقى محتفظًا بشعبيته بين الفرنسيين. وتقول مصادر إن زملاءه الآخرين في حكومة رئيس الوزراء مانويل فالس لا يطيقونه، وإن بعضهم يرى أنه متسلط وطموح، لأنه يعلق على قضايا ليست من اختصاصه. فيما يقول البعض الآخر إنه "ذئب متنكر بثياب حمل".  

وأشارت مجلة أسبوعية فرنسية إلى أن ماكرون يميني يموه توجهاته الليبرالية الجديدة في الاقتصاد لتقويض دولة الرعاية الاجتماعية في فرنسا. ومنذ اطلق ماكرون حركة سياسية باسم "الى الأمام" في ابريل الماضي، يتوقع كثير من المراقبين ان يرشح في انتخابات 2017 ليصبح رئيس الجمهورية الخامسة في التاسعة والثلاثين من العمر.  

قال ماكرون في حديث لمجلة شبيغل الالمانية "ان ما يدفعني هو فكرة بناء مستقبل بلدي. وأنا أعتقد بأن علينا ان نعمل بصورة مختلفة"، مؤكدا ان الانتخابات الرئاسية ليست من بين اولوياته.  

وكان ماكرون صعد الى ذرى شاهقة بسرعة فائقة. وهذا دليل على نجاحه الباهر في السياسة الفرنسية، لكنه يشير الى ان سقوطه سيكون مدويًا بعد هذا الصعود. ولم يتردد في خطاب القاه أخيرًا في مقارنة نفسه مع القديسة جان دارك، اصلاحي يخوض معركة شرسة من اجل افكار جديدة وضد نُظم متكلسة. 

يقول ماكرون ان فرنسا قد تبدو في أزمة، ولكنها قادرة على الاصلاح والتغيير. وبحسب وزير الاقتصاد الفرنسي، فان "هناك أكثر من فرنسا واحدة"، وان غالبية الفرنسيين تريد ان تعيش في بلد حديث، "والذين يحتجون الآن يشكلون أقلية صغيرة". 

لكن المشكلة ان هذه التي يسميها وزير الاقتصاد الفرنسي أقلية تمكنت من تعطيل البلاد. وهناك الآن استياء عام حتى ان حركة الاضراب امتدت لتشمل المربيات في دور الحضانة وجامعي القمامة وعمال مصافي النفط، الذين أدى توقفهم عن العمل الى أزمة بنزين. وهدد طيارو شركة اير فرانس بالاضراب مع المراقبين الجويين وعمال مؤسسة السكك الحكومية. ويهدد المعلمون ايضا بالاضراب. وتتركز المقاومة ضد التغييرات التي تريد الحكومة اجراءها في شركات القطاع العام ومؤسساته. 

رغم ردود الأفعال هذه، فان ماكرون يرى ان الاصلاح ليس جذرياً بما فيه الكفاية، وقال ذلك علنًا، في غمرة الاضطرابات. اثار هذا حفيظة زملائه الوزراء واضطر رئيس الوزراء الى توبيخه. لكن ماكرون لا يعبأ بهذه الانتقادات، وكأنه لا يسمعها، بل ان رئيس الوزراء فالس، الذي يتحدث عادة من موقع قوة، يبدو عاجزًا عن تحجيم وزير اقتصاده. 

يقول ماكرون انه لا يندم على شيء سوى انه لم يتمكن من تنفيذ بعض افكاره "لأن الظروف السياسية كانت صعبة للغاية"، على حد تعبيره. وكان ماكرون في اليوم الخامس من توليه وزارة الاقتصاد، حين دعا الى الغاء اسبوع العمل 35 ساعة فقط، الذي يعتبر في فرنسا مكسباً اجتماعياً لا يجوز المساس به.  

كما انه ينتقد الامتيازات التي يتمتع بها موظفو الخدمة المدنية، قائلا انها لم تعد تمت بصلة الى الواقع، ويدعو الشباب الى "ان يطمحوا في ان يصبحوا مليارديرات". وقال ماكرون خلال ندوة ان الليبرالية قيمة يسارية، وان حياة رجل الأعمال اصعب من حياة العامل الاعتيادي. 

ويرى ماكرون قدوته في السياسي الاوروبي الاشتراكي جاك ديلور ورئيس الوزراء السابق ميشيل روكار، الذي كان اصلاحياً براغماتياً. ويقول مراقبون ان ماكرون ينظر الى فرنسا على انها الحسناء النائمة، وهو الأمير الذي جاء لايقاظها. 

ويتردد الآن ان حركة "الى الأمام"، التي اسسها ماكرون، تضم نحو 50 الف عضو و12 الف متطوع. واستعان ببعض الخبراء، الذين نظموا حملة هولاند الانتخابية في عام 2012. يقول ماكرون "أنا على اقتناع بأننا سنحقق تقدماً إذا شرحنا للبلد ما نريد ان نفعله، وإذا اشرنا الاتجاه" في انتقاد مبطن للرئيس هولاند، الذي يتهمه خصومه بالتردد والتلكؤ بلا نهاية.  

تزوج ماكرون في عام 2007 بامرأة تكبره 27 عاما. وتعود علاقتهما الرومانسية الى أكثر من 20 سنة. وكانت بريجيت ترونيو معلمة ماكرون في المدرسة الثانوية اليسوعية في مدينة اميان، مسقط رأسه. وكانت معلمة الأدب الفرنسي وتلميذها يلتقيان كل يوم جمعة ليعيدا كتابة اعمال مسرحية معًا، ثم وقعا في حب احدهما الآخر، كما كشفت ترونيو في مقابلة مع مجلة باري ماش، التي نشرت المقابلة تحت عنوان "بريجيت وايمانويل، معا على الطريق الى الحكم". 

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل