المحتوى الرئيسى

دويل مكمانوس يكتب: أبشع حملة للانتخابات الرئاسية الأمريكية تحولت إلى صدام بين الحضارات | المصري اليوم

06/18 01:37

بالكاد بدأت حملة الانتخابات العامة، وسرعان ما تحولت إلى صدام بين الحضارات، ليس صراعا بين الحضارة الإسلامية واليهودية والمسيحية، على الرغم من أن دونالد ترامب فى بعض الأحيان يجعل الأمر يبدو بهذه الطريقة، لكنها معركة بين وجهتى نظر مختلفتين من الحضارة الأمريكية. هل نترنح على حافة الدمار، أم مازلنا متفائلين رغم حوادث الإرهاب المتكررة والعنف الجماعى؟

مرشح واحد يتحدث إلى حدسنا، ويصعّد من دون خجل مخاوف الناخبين: ترامب.

«إذا لم نصبح أقوياء فلن يكون هذا البلد بلدنا بعد الآن».. هذا ما قاله المرشح الجمهورى فى أعقاب حادث إطلاق النار فى أورلاندو بولاية فلوريدا، كما اتهم المسلمين الأمريكيين بإيواء الإرهابيين عمدا.

وأضاف: «يتعين على المسلمين أن يعملوا معنا»، وتابع: «كانوا يعرفون أن (عمر متين) كان سيئا. لكن هل تعرفون ما حدث؟ لم يسلموه للسلطات، وكان الموت والدمار من نصيبنا».

لكن فى الواقع، بحسب المسؤولين، فإن الكثير من أفضل المعلومات عن الإرهابيين المحتملين تأتى من داخل المجتمعات الإسلامية. وعمر متين، مطلق النار فى أورلاندو، «تم تسليمه» للسلطات مرتين على الأقل.

أما المرشحة الأخرى، هيلارى كلينتون، فتطالب بالوحدة وتقترح خططا سياسية معتلة، بما فى ذلك أمور مثل اقتراح بالدفع بسخاء للاستخبارات لتعزيز قدراتنا فى جميع المجالات، مع خلق ضمانات مناسبة.

هذا الأسبوع، اقترحت تعديلات إضافية فى مجالات تطبيق القانون، بالإضافة إلى التزام جديد بالتحضر، بحيث يمكنه التغلب على التهديد الإرهابى، قائلة: «ليس لدىّ أدنى شك فى أننا نستطيع مواجهة هذا التحدى إذا توحدنا»، وأشارت إلى أن يوم 12 سبتمبر 2001 «لم نهاجم بعضنا البعض، وعملنا مع بعضنا البعض لحماية بلدنا.. أنا واثقة جدا ومتفائلة بأن هذا هو بالضبط ما سنفعله».

وليس العنف المروع فقط هو ما يكشف الانقسام الرهيب بين نظرة مرشحى الرئاسة لشكل بلدنا.

يقول ترامب إنه يريد أن «يجعل الولايات المتحدة بلدا عظيما مرة أخرى»، أمريكا التى، برأيه، فقدت هويتها وأمنها بسبب الهجرة المنفلتة من المكسيك والشرق الأوسط.

بينما كلينتون تقول إنها تريد أن تجعل أمريكا عظيمة، ولكن عبارة «مرة أخرى» مفقودة من شعارها، حيث أمريكا التى تراها كلينتون فى حالة جيدة بالأساس، باستثناء الاقتصاد المهلهل وغير المتكافئ.

وينعكس هذا الانقسام على ناخبيهما، حيث أظهر استطلاع مركز «بيو» للأبحاث فى مارس أن 75٪ من مؤيدى ترامب يعتقدون أن الحياة فى أمريكا ازدادت سوءا فى الـ50 عاما الماضية، فى حين يرى فقط 22٪ بين مؤيدى كلينتون أن الحياة ازدادت سوءا، فى مقابل 53٪ يرون أن الحياة تحسنت (أما بين الناخبين بشكل عام فيعتقد 46٪ أن الحياة ازدادت سوءا، مقابل 34٪ يرون أنها تحسنت).

وعلى الجانب الآخر، تعالت أصوات قادة الحزب الجمهورى قائلين إن ترامب قد تمادى كثيرا هذه المرة، وإنهم يشعرون بالأسى من خطاب الكراهية وتجديد مرشحهم إصراره على وقف الهجرة من الدول الإسلامية.

«لا أعتقد أن الحظر الإسلامى فى مصلحة بلدنا»، قال رئيس مجلس النواب، بول ريان، وأضاف: «لا أعتقد أنه يعكس مبادئنا».

وتابع: «الغالبية الساحقة من المسلمين فى هذه البلاد وحول العالم معتدلة. إنهم سلميون، ومتسامحون، ومن أفضل حلفائنا».

فيما قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ، بوب كوركر، إنه يشعر «بخيبة أمل» من خطاب ترامب، وعبر عن ذلك قائلا: «بعد مقتل 49 شخصا، لم يكن هذا نوع الكلام الذى يتوقعه المرء من شخص يريد أن يقود بلادنا خلال الأوقات الصعبة».

فى الأسابيع الأخيرة، طالب كروكر وقادة آخرون من الحزب الجمهورى ترامب بأن يتكلم بشكل يليق أكثر برئيس جمهورية. وقال كروكر، الذى ورد اسمه كمرشح لمنصب نائب الرئيس المحتمل: «يجب أن أعترف بأننى شخصيا أصبت بالإحباط».

كما هو الحال فى كثير من الأحيان تصرف ترامب بشكل استراتيجى أكثر مما يبدو، فتاريخيا، اعتاد الحزب الجمهورى الاستفادة دائما من تشكيك الناخبين فى قضايا الأمن القومى، وحتى الآن، استفاد ترامب من تلك الاستراتيجية بقدر أى مرشح جمهورى سبقه.

ووفق استطلاع «جالوب» الشهر الماضى، قبل أورلاندو، فإن 50٪ من الناخبين يعتقدون أنه مؤهل أكثر من كلينتون، التى حصلت على 46%، للتعامل مع الإرهاب والأمن القومى.

إذا استطاع ترامب أن يحول الانتخابات إلى استفتاء على ما إذا كان الأمريكيون يشعرون بالأمان ضد الإرهابيين، فمن الممكن أن يفوز.

نرشح لك

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل