المحتوى الرئيسى

في عالم الطهاة شغف بالطهو يبلغ حدّ الإدمان

06/17 23:24

ليس إعداد الطعام مهنة بالنسبة لبعض الطهاة المحترفين (الشيفات)، بل هو فنّ وهواية وابتكار. تستعرض «لها»، في هذا التحقيق، قصص أشهر «الشيفات» أو الطهاة المصريين، وقصتين لتجربتين مميزتين من السعودية، وتعرض من خلال ذلك أهم أسرار عالم الطبخ.

يسري خميس: احترفت الطهو بالصدفة ومطبخي مختبري الصغير

عام 1985، تحول شغف «الشيف» يسري خميس، مقدم برنامج المطبخ على قناة «الحياة» المصرية، من فن الرسم إلى فن الطعام من طريق الصدفة بعد سفره إلى إيطاليا، ويوضح قائلاً: «كنت أعشق فن الرسم منذ طفولتي، وفي عام 1985 قررت السفر إلى إيطاليا في محاولة مني لدراسة الفن هناك، حيث إنها من أشهر بلاد الفن، لكنني فوجئت بعد السفر بأن تكاليف الدراسة باهظة ولم أستطع تأمينها، وأمضيت هناك أسابيع عدة أبحث خلالها عن منح دراسية لكنني لم أوفق، حتى أوشكت نقودي على النفاد، فتوجهت إلى تركيا في رحلة العودة إلى مصر، لكن نقودي نفدت بالفعل هناك، ومن طريق الصدفة البحتة تعرفت إلى رجل هناك اقترح عليَّ أن أعمل في مطبخ أحد المطاعم، حتى أستطيع تدبير مصروفات رحلة العودة إلى الوطن، وما إن دخلت المطبخ حتى رأيت الوجه الآخر للفن الذي أحبه، ألا وهو تزيين الطعام».

ويتابع: «من هنا وقعت في غرام الطهو وتحول بالنسبة إليّ إلى شغف، فحاولت جاهداً تعلم كل فنون الطهو وتزيين الطعام، ومن تركيا اتجهت إلى أكثر من دولة أوروبية، وأمضيت شهوراً طويلة في مطابخ العالم أتعرف فيها على ثقافات الطعام المختلفة، وأتعلم أصول الطهو في مطابخهم وفق أذواقهم، ثم عدت إلى مصر مرة أخرى صارفاً النظر عن احتراف فن الرسم أو حتى دراسته، مقرراً إشباع شغفي بالطهو، ولم أقدم نفسي كطاهٍ، بل عملت في أحد الفنادق في مهنة غسل الأطباق لأتعلم أصول المهنة منذ بدايتها، ومع الوقت عندما اكتشف رئيسي في العمل خبرتي في الطهو، انتقلت إلى القسم المخصص وتعلمت المزيد من الأسرار».

يؤكد «الشيف» يسري أن الشهرة التي حصل عليها خلال 31 عاماً من مسيرته العملية لم تشبع شغفه في الطهو بعد، ويقول: «الشيء الوحيد الذي يشبع شغفي ويجعلني راضياً هو تقديمي لبرنامج «المطبخ»، وتواصلي مع المشاهدين على الهواء مباشرة، فأكون في قمة سعادتي عندما أتلقى مكالمة هاتفية، وأرد على استفسارات الجمهور الهاتفية... تتكرر هذه اللحظات عندما أكون في مهرجان للطهو وأتفاعل مباشرة مع الجمهور، فأنا مؤمن بأن حب الناس هو سر النجاح، لذا أركز في الرد على استفساراتهم على صفحاتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً».

يلفت «الشيف» يسري أيضاً إلى أن شغفه بالطهو ما زال قائماً حتى اليوم، ويقول: «مطبخي في المنزل هو مختبري الصغير، حيث أبتكر أصنافاً جديدة أو أجرب أصنافاً من المطبخ العالمي، وأقوم بتمصيرها بما يتماشى مع أذواق المصريين، فمثلاً هناك العديد من الأكلات من المطبخ الصيني والتايلندي والفرنسي لا يتماشى ذوقها أو شكلها مع الجمهور المصري، نظراً لاحتواء مكوناتها على لحوم أو أسماك نيئة، وبالتالي أُدخل عليها تعديلات تجعلها مستساغة مصرياً، فأنا أزعم أن مطبخي الخاص يشهد ولادة متعسرة أسبوعياً».

سها ابراهيم: شغفي بالطهو دفعني لتأسيس شركة للطعام المصري

تحول شغف «الشيف» سها إبراهيم بالطهو إلى الاحتراف وامتلاك علامة تجارية باسم «ست البيت»، بسبب تجاربها المرّة مع الريجيم، وتوضح قائلة: «غالباً ما أعاني مشكلة الوزن الزائد، خاصة في فترات الحمل وما بعد الولادة، فكنت دائمة اللجوء إلى أنظمة غذائية، ولاحظت مع مرور الوقت أنه لا يتوافر خبز أو «توست»  يناسب الريجيم، وكنت أبحث كثيراً في السوبر ماركت، ومع ابتكاري لمخبوزات تتماشى مع الحمية والجميع كانوا يشكرون بها، افتتحت مخبزاً صغيراً، لكن حملي في ابنتي الصغيرة أعاقني عن استكمال الرحلة، بعدها استأنفت حميتي من جديد، ولم يكن الأمر أفضل حالاً في إيجاد أنواع الطعام المناسبة، فأسست شركة «ست البيت» للأغذية، وصرت أوزّع على الأسواق التجارية الكبرى مخبوزات وأغذية مناسبة للحمية الغذائية، ولحوماً وأطعمة مجمّدة سهلة الطهو بالنسبة الى المرأة العاملة».

تؤكد سها شغفها بالأكل المصري ذي المذاق المنزلي المعتاد عليه، وهذا هو سر نجاح سلسلة مطاعمها التي حملت الاسم نفسه «ست البيت» في إحدى الفترات، لافتة إلى أن مهارتها وتشجيع المحيطين لها لتنمية شغفها بالطهو كانا سر احترافها له. وتتابع: «يعتمد نشاط شركتي اليوم على إعداد وجبات غذائية للمصانع والشركات، و«بوفيهات» للأفراح والمناسبات، فضلاً عن الأطعمة نصف المطهوة للمرأة العاملة، وأسعد أوقاتي تلك التي أقضيها في المطبخ وسط فريق العمل، والتي تنتهي بشكر العميل على المجهود والطعم».

عبدالسميع شربيني: بناتي ورثن تعلّقي بالطهو وابني احترفه

لم يخطط «الشيف» عبدالسميع محمد علي الشربيني لاحتراف الطهو، بل جاء ذلك من طريق الصدفة منذ أكثر من 40 عاماً، ويقول: «كان والدي موظفاً في الأشغال العسكرية في نادي القوات المسلحة في الزمالك، وفي تلك الأثناء كان النادي مختصاً بالوفود الأجنبية الكبيرة، وكنت أحب أن أرافقه إلى العمل في إجازات الدراسة الصيفية لأشاهد الرئيس جمال عبدالناصر وخراتشوف، وجميع قيادات الثورة حينها، لكنني كنت ألاحظ أن أحب الأماكن الى قلبي هو المطبخ، وكنت أنظر إلى الطهاة بتركيز وأحاول اقتباس أي معلومة منهم، وبالفعل كنت أعرض عليهم المساعدة وأساعدهم، وعندما دخلت الجيش، دفعني شغفي بالطهو إلى اختيار المطبخ ليكون مكان خدمتي العسكرية، فخدمت في مطبخ النادي واكتسبت خبرة طويلة ومعلومات كثيرة».

الشغف بالطهو وفنون الطعام، دفع «الشيف» شربيني للسفر الى مختلف دول العالم، للإلمام بثقافات الشعوب الغذائية، ويقول: «بعد انتهاء خدمتي في الجيش، فضّلت العمل في المطبخ، فبدأت من الصفر، بحيث غسلت الأطباق ثم عملت مساعد شيف في مطابخ السفن التي تلفّ العالم، واحتككت بالمهنة وتعلمت أصولها، بعدها ذهبت إلى إيطاليا وتعلمت مبادئ الطهو هناك، وعندما عدت من إيطاليا تم استدعائي للجيش مرة أخرى، وأصبحت شيف نادي الزمالك الرياضي».

ويتابع: «بعدها تنقلت بين بلدان كثيرة الى أن استقررت في القاهرة وفي رمسيس هيلتون، وفي الوقت نفسه كنت أقدم حلقة أسبوعية في برنامج للطهو على قناة «النيل للأسرة والطفل»، ثم انتقلت إلى أول إنتاج ضخم لبرامج الطهو على قناة «الحياة» اسمه «المطبخ»، وكنت أقدمه مع زميليّ العزيزين الشيف حسن والشيف يسري خميس، وحققنا فيه نجاحاً باهراً، نظراً الى المجهود الكبير الذي بذلناه، ولكونه معروضاً على قناة كانت تحقق نسبة مشاهدة عالية في ذلك الوقت».

يؤكد «الشيف» شربيني أن شغفه بالطهو انتقل إلى جميع أبنائه، ويقول: «بناتي يتفوقن عليَّ في الأكلات الشرقية، ولديهن شغف كبير بالطهو، ويلاحقنني معظم الوقت هاتفياً للاستفسار عن أكلات جديدة. أما ابني علاء فهو خريج سياحة وفنادق، وكنت أصطحبه للتدريب في الإجازات الصيفية في الفندق. ورغم قسوتي عليه في التعليم، إلا أنه ورث الشغف بالمطبخ، وهو يقدم الآن برنامجاً ناجحاً على قناة «النهار» المصرية، كما قدم برنامجاً مع الشيف العالمي أسامة الشيخ».

آية حسني: شغفي بالطهو دفعني لدراسته في أميركا

لم تفكر «الشيف» آية حسني يوماً في العمل بتخصصها «بكالوريوس تجارة»، بل كانت تساعد زوجها طبيب التغذية وعلاج السمنة الدكتور ماجد زيتون في العلاقات العامة في مركزه الصحي، وفي المقابل كانت تُشبع شغفها بالطهو في مطبخها المنزلي ودعوات الأهل والأصدقاء. وتقول: «المحيطون بي من الأهل والأصدقاء يُجمعون على أن طهوي مميز وأفضل مما يقدمه أفخم الفنادق، فأنا مشهورة بإعداد ألذ ملوخية على الإطلاق، لدرجة أن بعضهم يشربونها كالماء قبل تناول الطعام».

وتتابع: «رافقت ابني إلى الولايات المتحدة الأميركية ليكمل دراسته الجامعية هناك، فمللت الفراغ، وبالتالي قررت استثمار الوقت في الدراسة، وبالفعل حصلت أولاً على دبلوم في التغذية حتى أساعد زوجي في عمله كاختصاصية تغذية، وبعدها حصلت على دبلوم في الطهو، ومن هنا تطور أكلي كثيراً، وبعد عودتي إلى القاهرة قدمت برنامجاً للطهو على قناة «النيل للأسرة والطفل»، وانتقلت من ثم إلى قناة «الحياة» لأشارك في تقديم برنامج «المطبخ» مع الشيف يسري خميس».

من خلال خبرتها، تؤكد «الشيف» آية أنه رغم براعة «الشيفات» في العمل في الفنادق، إلا أن «الشيف» المرأة هي التي تسدي نصائح مطبخية أكثر عملية، نظراً الى كونها ربة المنزل، وهذا أيضاً رأي جمهورها.

ومن خلال شغفها بالطهو، توضح أن جدّاتنا خدعننا عندما قلن «الأكل نفَس»، وتقول: «النفَس هو الاهتمام بالتفاصيل، فكلما اهتمت المرأة أكثر بالتفاصيل كان طعامها أشهى، فخلال الحمل لا أهتم بالتفاصيل مطلقاً وأطهو من أجل الواجب الأسري فقط، وبالتالي طعم الأكل يكون أقل جودة من المعتاد، لذا أنصح كل امرأة بأن تهتم بالتفاصيل قدر المستطاع».

وسام مسعود: تخلّيت عن الطب من أجل الطهو

بعد سنوات من دراسة الطب والعمل في تخصص المخ والأعصاب، تخلّى الدكتور وسام مسعود عن الطب ليشبع شغفه بالطهو، ولم يجد غضاضة في البدء من الصفر كـ «شيف» يعمل في مطاعم صغيرة وغير معروفة في منطقة المعادي. ويقول: «لم أفكر في نظرة المجتمع إليّ، ضارباً بالقيل والقال عرض الحائط، وتخليت عن مهنة الطب لأبدأ العمل كـ «شيف» في مطعم صغير في منطقة المعادي في محافظة القاهرة، ثم أصبحت مسؤولاً عن مطعم في منطقة الدقي في محافظة الجيزة، ثم استشارياً في مطعم آخر، بعدها قررت أن أركز في بناء مطعمي الخاص، وعكفت لمدة عام مع شريكي على التحضير له وبناء ديكوراته، وابتكار أحدث الأطباق التي سنقدمها للزبائن».

شغف وسام مسعود بالطعام لا يتوقف عند حدود، بل يؤكد أن سعادته الكبرى تبرز عندما يقدم معلومة إلى أي شخص، وهذا يتيحه له برنامجه المقدم على قناة cbc سفرة، وكذلك تقديمه لدورات تدريبية في الطهو للمبتدئين.

وعن احترافه للطهو، يقول: «لم أدخل عالم الطهو بدافع الهواية فقط، بل درسته بالتوازي مع الطب، وبدايتي في الإعلام كانت من خلال كتابة مقالات نقدية في مجلات أكل أجنبية».

تتمثل التجربة الأولى في الطبَّاخة شذى عبد الحليم التي تقدمت الى جائزة الإصرار وحصلت على لقب «رائدة الأعمال الأكثر إصراراً في السعودية لعام 2016». وأما التجربة الثانية فهي للطبَّاخة سميَّة الادريسي التي أثبتت أن المرأة السعودية قادرة على فرض وجودها في أي حقل من حقول العمل.

شذى عبد الحليم: بين علم النفس والطبخ

«حوّلوا آلامكم الى آمال تدفعكم لتحقيق طموحاتكم»، بهذه العبارة لخصت الطباخة شذى عبدالحليم سر نجاحها وحصولها على لقب رائدة الأعمال الأكثر إصراراً لعام 2016، وقالت إن البعد عن الأشخاص السلبيين والمحبطين من أهم عوامل نجاح الإنسان في عمله وتحقيق طموحه، خصوصاً السيدات، فالمطلوب من المرأة أن توازن بين طموحها وأمور حياتها لكي تصل الى أهدافها.

تشير شذى الى أنّ تحمّلها المسؤولية في سن صغيرة قد ساهم في صقل شخصيتها واعتمادها على ذاتها، وتقول: «نشأت في منزل والدي وزوجته، نظراً إلى أن امي وأبي منفصلان منذ ولادتي. وكانت زوجة ابي قدوة في عالم زوجات الأب بحنانها وعطفها، بحيث ساعدتني في دراستي ودعمتني في الحياة، فقد توفي والدي وأنا في عمر الـ 9 سنوات،  عندما توفيت أمي كان عمري 12 عاماً، كما تزوجت في سن الـ 13 وأصبحت أماً عندما بلغت الـ 14 عاماً».

وتضيف شذى: «لقد تحملت باكراً مسؤولية المنزل والزوج وتربية الأطفال، وكنت أعيش مع زوجي في مدينة ينبع بعيداً عن أهلي الذين كانوا يسكنون في المدينة المنورة. وبعد 8 سنوات على زواجنا، انفصلت عن زوجي قبل تخرجي في الجامعة بسنة واحدة، وكان لي ٣ أطفال هم اليوم من أهم إنجازاتي في الحياة».

وتستدرك شذى بالقول: «تخصصت في علم النفس وأصبحت اختصاصية نفسية، واستثمرت هوايتي في الطبخ للبدء بإطلاق مشروع جديد لكن فكرته قديمة، وهو المحافظة على أكلاتنا الحجازية التي بدأت تندثر أمام هجمة الأكلات الأجنبية من مختلف أنحاء العالم، وتقديمها بطريقة عصرية تواكب ذوق مجتمعنا الحالي وبنكهات جديدة».

الطلاق ليس نهاية العالم، وفي إمكان أي إنسان بدء حياته من جديد، توضح شذى وتقول: «أصعب ما عانيته في تجربة طلاقي، كان بعدي عن أطفالي ومواجهتي لكلمة «أنت مطلّقة»، لكنني استطعت أن أغير من نفسي الى الأفضل، وأثبت للمجتمع السعودي أن المرأة المطلقة تستطيع النجاح والإنتاج. وفي سبيل ذلك، تجاهلت كل الأفكار السلبية التي يمكن أن تحبط الانسان الذي فقد كل شيء في حياته. ورغم خوفي من تكرار تجربة الزواج ثانيةً، إلا انني أقدمت عليها بعدما قويت شخصيتي تماماً، إذ كنت أعاني ضعفاً في الشخصية في زواجي السابق بسبب صغر سني، فخضت التجربة متحدية نفسي بأنني أستطيع إلغاء أي شيء لا يعجبني، وعدم السماح لأي مشكلة أو موقف بأن يكسرني ويجعلني أستسلم. وبدأت حياتي من جديد، ورغم تعرضي لمشاكل كثيرة، سواء في عملي او في منزلي، لكنني تجاوزتها بفضل دعم زوجي لي في كل خطوة أخطوها».

وتستطرد شذى بالقول: «من الأمور السلبية التي حولتها الى إيجابية واستفدت منها كثيراً عبارة «انت لا تفهمين» و «انت امرأة»، فهاتان العبارتان وغيرهما أصبحت محفزاً لي وزادت رغبتي في فهم ومعرفة كل ما هو جديد في عالم الرجال والنساء، فكثّفت قراءاتي، واستكملت دراستي، مستمدّةً قوتي من تجارب الأشخاص الناجحين من حولي، وأصبحت أكثر تأثيراً وإفادة لمجتمعي... ومن الخبرات التي اكتسبتها في زواجي الأول، رغبتي في إثبات قوة عزيمتي وتحمل المسؤوليات، فلم أحصر معرفتي بالطبخات السعودية الشعبية والحجازية والنجدية، بل تعلمت مختلف أنواع الطبخ وذلك لشغفي بإعداد الأكلات الايطالية والهندية والصينية».

جمعت شذى بين علم النفس والطبخ، وارتأت أن تقدم خبرتها من خلال عقد دورات تأهيلية تساعد المتزوجات في كيفية التعامل مع الزوج ومعالجة مشاكل بداية الحياة الزوجية وتعلمهم الطبخ... وعن ذلك تقول: «تعلمت الطبخ منذ صغري، وكان لدي شغف كبير به، ومع مرور الوقت طورت من نفسي. وعند دخولي عالم الاقتصاد في بادئ الامر، كنت أطبخ على نطاق ضيّق جداً وأبيع الأطباق الجاهزة لجاراتي وصديقاتي، وكنت أكسب في بعض الأحيان وأخسر أحياناً أخرى بسبب قلّة خبرتي في تقدير الأسعار وحساب التكلفة، وبعد ذلك تعلمت كيفية الحساب الصحيحة وتوسعت في مجال الطبخ والمشاركة في البازارات، وأصبحت اليوم أقدم دورات طبخ للسيدات والفتيات وأعقد ندوات عن الحياة الزوجية الجديدة وأساليب التعامل مع المطبخ والطبخ».

وتقول: «الصعوبات التي واجهتها في البداية، كانت في تجميعي الرأسمال لإطلاق مشروعي، وكنت أرهق نفسي في تحضير طلبات الطبخ، ولا أنام ليلاً حتى لا أقصّر تجاه زوجي وأولادي. وكان سبب اختياري للأكلات القديمة هو المحافظة عليها من الاندثار أمام ثورة الاكلات العالمية التي غزت السوق، بالإضافة الى تقديمي المخللات بنكهاتها القديمة والجديدة ايضاً، وقد شهدت إقبالاً شديداً مثل الاناناس والتفاح الاخضر والافوكادو».

تقدمت شذى الى جائزة الإصرار وحصلت على لقب رائدة الأعمال الأكثر إصراراً في المملكة لعام 2016 وتقول: «سبب ترشحي لجائزة الإصرار هو أولاً لمكافأة نفسي على كفاحي في الحياة، لكن السبب الأهم هو نشر قصتي للفتيات ونساء المجتمع السعودي لتكون سبباً في تحفيزهن وإلهامهن، إضافة الى أن المرأة السعودية اليوم أصبحت لها مكانتها في جميع الدوائر الحكومية والشركات والمصانع، ولو لم تستطع إثبات جدارتها وقدرتها على العمل، لما تمكنت من الوصول الى هذا المستوى، فكل ما تحتاج إليه المرأة السعودية هو تطوير مهاراتها وتنميتها، واذا استطاع كل إنسان أن يحول ضغوطات حياته الى حوافز للنجاح فسيصنع المعجزات».

سمية الإدريسي: جوائز محلية وعربية

تحدّت الشيف سميّة الإدريسي نظرات الاستغراب والدهشة من حولها في بداية مشوارها، وأثبتت أنّ المرأة السعودية قادرة على إثبات وجودها في أي عمل في المجتمع السعودي.

عن بداياتها، تقول: «بدأ حبي للمطبخ منذ صغري، وكانت أمي هي معلّمتي الأولى، إذ حرصتْ على دخولي المطبخ وعالم الطبخ، وعلّمتني العديد من الوصفات العادية والبسيطة التي تناسب سنّي. وفي المدرسة كنت أنتظر حصص التدبير المنزلي بفارغ الصبر لكي أطبخ وأتعلم المزيد من الوصفات، ولا أستطيع وصف سعادتي بتفوقي في هذا المجال الذي ميّزني عن غيري من فتيات جيلي، إذ كنت الأولى في خوض هذه التجربة في أنحاء المملكة. ولا بد من ذكر فضل والديّ وسائر أفراد الأسرة، الذين شجعوني ودعموني على الرغم من استنكار الكثير من حولي وحثّهم لي على اختيار مجال آخر هوايةً وتخصصاً».

وتقول سمية إنها لم تمتهن مهنة الطبخ بقدر ما ترى نفسها فيها «لأن المطبخ أصبح جزءاً من كياني، ولا أجد نفسي خارج نطاق المطبخ».

وفي معرض الكلام على الصعوبات التي واجهتها في بداية طريقها، توضح سمية: «مصاعب الحياة لا تكمن في عجزك عن تحقيق ما تريد، وإنما في عجزك عن دفع ما لا تريد، إذ إن أولى هذه الصعوبات كان مبعثها كوني الأنثى الوحيدة في مجال عملي في السعودية، وفي الوقت نفسه كنت أشعر بنظرات الاستغراب، بل الاستهجان يرشقني بها بعضهم، رجالاً ونساء، وكان بعض المستغربين من المواطنين السعوديين لا يتوانون عن سؤالي مباشرة: «لماذا تعملين طبّاخة؟»... وكنت أجيبهم بكل اعتزاز بأنها رغبتي وهوايتي، لتمر الأيام وأحقق النجاحات والإنجازات، ويصبح اختياري مجال الطبخ مبعث فخري وإعجاب الناس».

حازت الشيف سمية الإدريسي الكثير من الجوائز والمكافآت، منها: الميدالية البرونزية في معرض الحارثي عام 2012 في مدينة جدة، والميدالية الفضية في معرض هوريكا عام 2011 في الرياض... ولم تكتف بإنجازاتها في السعودية، بل حصدت جوائز من بلدان عربية عدة، منها: الميدالية الذهبية في مهرجان النيل للطهاة عام 2014 في مدينة أسوان، درع تكريم مهرجان «طهاة في حب مصر» عام 2015 في مدينة الغردقة، كما تم تكريمها في معرض «كريمي» ممثلة للمملكة العربية السعودية عام 2015 في مدينة الدار البيضاء في المغرب.

وفي سجلها أيضاً، اشتراكها في برنامج Top chef 2011 في العاصمة اللبنانية بيروت، وفي العديد من برامج الطبخ التلفزيونية.

وصفتان لطبقين اشتهرت بهما سمية الادريسي

تتميز الشيف سمية بتحضيرها بعض الأكلات التقليدية السعودية ومنها: المفطح والكبسة والمطازيز، إضافة إلى القوزي والمنتو واليغمش والحنيذ والسليق والمراصيع وكبيبة حائل... وتستعرض وصفات لبعض المأكولات التي تشتهر بطبخها أيضاً:

200 غرام من عجينة «السمبوسه» الجاهزة

150  غراماً من اللحمة المفرومة

3 حبات طماطم (بندورة) مقطعة مربعات صغيرة

½ باقة كراث مقطعة قطعاً صغيرة

شبث أخضر مفروم حسب الرغبة

كوب من الزيت النباتي للقلي

✓  لإعداد الحشوة يُقلى اللحم في قدر حتى ينضج. تخلط الطماطم والكراث واللحم المفروم والبيض في وعاء، ويضاف اليها الملح والفلفل والشبث مع الاستمرار في الخلط.

✓  لعمل المطبّق توضع شريحة «السمبوسه» أفقياً، وتوضع أخرى فوقها ولكن بشكل عامودي لتشكّل علامة (+). تُسكب الحشوة في الوسط عند تقاطع الشريحتين، تُرفع الشريحة من الأسفل وتطوى لتغطي الحشوة، ثم تُرفع الشريحة من الجهة اليمنى وتطوى فوق السابقة، وتكرر العملية من الجهة اليسرى.

✓  في الطرف الأخير، تُلصق الشريحة بمزيج من صفار البيض والحليب، وتُستكمل تغطيتها حتى تشكل مربعاً، ومن ثم تُقلى بالزيت حتى تصبح لونها ذهبياً.

6  ملاعق من الزبدة في درجة حرارة الغرفة

ملعقة ونصف من الباكينغ باودر

أهم أخبار مرأة

Comments

عاجل